اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

في آذار وما بعده.. إتفقنا مع أناس لايتفقون// صبحي ساله يي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

في آذار وما بعده.. إتفقنا مع أناس لايتفقون

صبحي ساله يي

 

نحن الكورد، ناضلنا على مدى عشرات السنين من أجل حقوقنا المشروعة، وتصدينا لإعتداءات وتجاوزات كل الحكومات العراقية المتعاقبة، وفي عهد ثورة أيلول، فاوضنا حكومات الزعيم قاسم، والاخوين عارف، ونظام البعث ووقعنا في العام 1970 على اتفاقية تاريخية، وبموجب تلك الاتفاقية كان من المفترض أن نحصل على الحكم الذاتي في كوردستان، ولكن الإتفاقية انتكست بسبب إلتفاف البعثيين عليها وإفراغها من محتواها، مع ذلك لم نصب باليأس، بل واصلنا الدفاع عن وجودنا وحقوقنا وسرنا في طريق تحقيقها بتأني وعقلانية.

لم نجازف ولم نغامر من أجل تحقيق أحلامنا المشروعة، بل انتظرنا طويلاً وراعينا

الظروف السياسية المحلية والدولية، وقرأنا المستجدات والمتغيرات بدقة وعقلانية،  واتجهنا نحو الامام بخطى واثقة وتأن كبير، معتمدين على أنفسنا ومؤمنين بسياسة التدرج ومفهوم عدم حرق المراحل، ولم نصبح يوما جزءاً من مشكلات المنطقة المتشابكة والملتهبة، لأننا لم نتحرك بعواطفنا ولم نستغل الفرص لتحقيق المكاسب على حساب الآخرين، سواءاً كانوا ضعفاء أم متداعين، ولأننا كنا أصحاب رؤى وأهداف واضحة، ولم ننحز الى جهة على حساب جهة أخرى، ولم نشكل يوما تهديداً على أحد.

وأثناء تحرير العراق من الطاغية (صدام) شاركنا بفعالية في عملية التحرير، وبعدها شاركنا بإخلاص في إعادة تشكيل الدولة العراقية، ولكن لم ننجح فيها لأن شركاءنا لم يلتزموا بالإتفاقات والعهود وما زال كثيرون منهم يحملون في دواخلهم أطناناً من الحقد الدفين تجاهنا، ومازالوا يبتزون شعورنا بتوصيفات عجيبة.

بعد التحرير عاش العراقيون في ظروف بالغة الخطورة ومثخنة بالجراحات، فكنا على الدوام عاملاً للوحدة والتآلف، ووقعنا على الكثير من الاتفاقات مع أناس لايؤمنون بالإتفاق، كان آخرها في نهاية سنة 1014، ولكن مصير جميعها كان متشابها لمصير إتفاقية آذار 1970، وتم التثبت من أن هناك بوناً شاسعا بين الأقوال والأفعال وانقلاباً دائما على كل الإتفاقات، مع ذلك ، ورغم أننا قدمنا الكثير من التضحيات، حققنا إنتصارات مادية ومعنوية وكسبنا صداقات الكثيرين في دول الجوار وأصحاب القرار والدول الفاعلة، وحصلنا على الدعم من أطراف مختلفة، وربما تكون المفارقة الفريدة من نوعها هي إحتفاظنا بصداقات وحصولنا على مساعدات من أطراف لها أجندات مختلفة ومتنافسة فيما بينها على النفوذ والمصالح، بل تكن العداء لبعضها لكنها تجتمع وتتفق على مساعدتنا ودعمنا، وتنسج معنا علاقات إستراتيجية متوسطة وبعيدة المدى.

وفي هذه الأيام ونحن نستذكر إتفاقية آذار، لابد أن نقول:

إن الكراهية المقيتة الدفينة بدواخل الحكام في بغداد متشابهة، حتى الآن، تجاه الكورد، وجميعها خدشت شعورنا، مرات بتوليف سيناريوهات ملفقة ومرات أخرى بإدعات باطلة، وأفضحت عقلهم الباطن الجامع للفكر والقناعات المتعلقة بتكوينهم الثقافي والفكري والسياسي وبسلوكهم المتوارث، وأثبتت فشل الإتفاق معهم حتى الآن،  وأكدت ضرورة مواجهة التحديات والصعوبات بجرأة وحزم، والتوجه نحو تقرير مصيرنا أسوة بجميع شعوب المعمورة، مع التأكيد الدائم على تمسكنا بنهجنا الديمقراطي السلمي وعدم سد باب الإتفاقات.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.