اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

نوروز سوريا عيد للتآخي!// جمال محمد تقي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جمال محمد تقي

 

عرض صفحة الكاتب 

نوروز سوريا عيد للتآخي!

جمال محمد تقي

 

لعيد النوروز او النيروز الذي يصادف في 21 اذار من كل سنة ميلادية، وقع مميز عند الاكراد، وبرغم من كونه عيدا مرتبطا بدورة فصل الربيع في التقاويم السنوية للعديد من شعوب المنطقة، إلا انه عند الاكراد عيدا قوميا وثيق الصلة بالتفرد والهوية، وقد اسبغت عليه نفحات تأصيلية تجعله يوم للحرية والتفاؤل بأيام مشرقات لا إستغلال فيها ولا عدوان، وصار الاحتفاء مناسبة مزدوجة لتخليد رمزية ثورة كاوة الحداد ومقاومته للظلم الذي يمثله الحكم الجائر للملك الضحاك، بحسب الاسطورة الكردية!

 

دعوة أوجلان لعيد شامل !

عبدالله أوجلان واحد من اكثر قادة الحركات الثورية الكردية وغير الكردية في المنطقة تجليا بخصوصية فكرية وحركية إستثنائية، مع قابلية فذة، تجذيرا للمقاصد، وتجاوزا للتابوهات الايديولوجية والقوالب الجاهزة التي اصابت اصحابها بالجمود العقائدي والعور الفلسفي والذي انعكس بتخبط المواقف والانكفاء او التعصب الاعمى ثم الانحدار الى التطرف الانتحاري الذي لا تفصله عن التطرف اليميني، سوى شعرة معاوية، القابلة للانقطاع، مع اول عرض للديمومة بكفالة البندقية التي تغير اتجاه فوهتها بتغير المستثمرين والممولين والمستفيدين من اعراض شططها!

اوجلان لا يعتقد باخلاقية وشرعية نهج، عدو عدوي صديقي، فالتحالف مع الشيطان يشيطن القضية مهما كانت عادلة، ومن يحيد عن الصراط المستقيم للمباديء الحرة التي يتوسم بها تأخي الشعوب باممية نابضة بالعيش الكريم للجميع، سيجد نفسه منساقا للتحالف مع الصهاينة او الامريكان، وقد يجد غدا مبررا لتحالفه مع من يلعب دور المدافع عن الشيطان نفسه!

دعوة أوجلان لعقد مؤتمر استثنائي لحل حزب العمال الكردستاني وانهاء مرحلة النضال المسلح لصالح النضال الديمقراطي بسبب نضج شروطه، وفك الاشتباك العابر للحدود بين الاكراد من مواطني الدولة التركية، وبين الاكراد من مواطني الدولة السورية المهيئة اكثر من اي وقت آخر لبناء دولة المواطنة الواحدة، وفصل السلطات، وحرية التعبير، والتداول السلمي للسلطة بإنتخابات حرة ونزيهة، هي تصويب بليغ على عين الهدف!

 

ضربة معلم!

الاتفاق الذي وقعه الرئيس السوري احمد الشرع ومظلوم عبدي رئيس قوات سوريا الديمقراطية، والقاضي بالاندماج بالدولة السورية عسكريا ومدنيا، جاء بتوقيت غاية بالحساسية والاستحقاق، فبناء جمهورية سورية ثانية جديدة تعاكس انحطاط جمهورية الاسد البائدة مهمة اعسر بما لا يقاس بالنسبة لمهمة الهدم، وهي مهمة مشرفة لكل الحالمين من السوريين بوطن لا يستحق غير الفرح، وطن يستحقه كل من عشق الياسمين الشامي والغار الحلبي وتغنى باغاني ابناء جبل العرب ورقص لايقاع النوروز وصلى في باب توما والجامع الاموي وساح بامواج بحر سوريا وتعلل بضياع علوييها، سوريا تستحق عربها وكردها ودروزها وعلوييها وسريانها وتركمانها وشركسها وكل من عليها من العاشقين!

 

 انتهازية اسرائيل ونقمة اصدقاء الاسد!

 تكالب القوى المتضررة من سقوط حكم الاسد يأخذ ابعادا جديدة تتأقلم مع المستجدات المحيطة وتتغذى على الصعوبات الداخلية التي يواجهها النظام الجديد في تجاوز عتبة الانتقال من ساحة الهدم الى المباشرة بعملية البناء، والتداخل الحاصل يزيد من الاعباء، خاصة وأن ميدان الهدم هو ذاته ميدان البناء الجديد، وان القوى المضادة مازالت تعيق العمليتين معا، وبما ان شروط وادوات البناء الجديد غير كافية، بحكم التركة الثقيلة للخراب الشامل في جسد الدولة والمجتمع، والقيود الذاتية والموضوعية التي تحكم قيادة عملية التحول، كالعقوبات الدولية المفروضة على سوريا، والفاعلية المحدودة لدعم القوى المحلية والاقليمية والدولية المساندة لطبيعة التحول الجاري، تركيا وقطر اكثر دول الاقليم دعما ومساندة للنظام الجديد، سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وربما امنيا، لكن دول الاقليم الاخرى وخاصة دول الجوار، العراق والاردن ولبنان، متباينة في مواقفها سلبا وايجابا، وقد كان واضحا مقدار القلق والريبة من كلمات وزاء خارجية العراق ولبنان في اجتماع عمان، لسوريا ودول الجوار، وقد ابطنت بعض التقارير وجود ادلة على نشاط معادي من الحدود العراقية واللبنانية للتأثير في تفاعلات التحول السوري مدفوعة من ايران عبر جماعات موالية لحزب الله وبعض الميليشيات العراقية بتواصل مع فلول النظام السابق في الداخل والخارج، واقليميا هناك توجس عام من المرجعية الاصولية لقيادة التحول السوري، برغم التطبيع معه كأمر واقع، كما في الحضور السوري للقمة العربية والتمثيل الكامل في منظمة التعاون الاسلامي، دولة الامارات اكثر دول الخليج انسجاما مع مصر في الموقف المتحفظ من النظام السوري الجديد، دوليا يجرى مراقبة سلوك القادة الجدد وربط رفع العقوبات بمقدار تقيدهم بمطالب البناء المدني للدولة الجديدة، وقد نجح الشرع وحكومته حتى الان في نيل المقبولية، ولكن التجاوزات الاسرائيلية المتواترة تشي بان هناك من يراهن على انتهاز فرصة الانهاك السوري لانتزاع تنازلات صعبة بخصوص العلاقة مع اسرائيل، كالتطبيع معها مقابل التزام اسرائيل باتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 74، بمعنى التنازل الضمني عن هضبة الجولان، وتحاول اسرائيل التأثير على الموقف التركي من خلال استبقاء التواجدين الامريكي والروسي في سوريا، واحراج الحكومة السورية من خلال زعزعة شرعيتها بواسطة مد جسور علنية مع اطراف سورية لها حضور لإستمالتها في محاولة منها لتركيع الحكومة السورية الجديدة، وتركز اسرائيل حاليا على التجمع الدرزي لقربه الجغرافي وتداخل العلائق بين دروز شمال فلسطين بدروز سوريا خاصة في جبل العرب، لكن محاولاتها تصطدم برفض الاكثرية الدرزية للمحاولات الاسرائيلية!

 تمادي اصدقاء نظام الاسد في الداخل والخارج وفلوله في معاداة النظام السوري الجديد يجعلهم عمليا يتمترسون مع اسرائيل في خندق واحد وهذا ما يكذب مزاعم ممانعتهم لها ومقاومتهم لعربدتها فمن يناضل ضد احتلالات وانتهاكات اسرائيل لا يصب الماء في طواحينها!

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.