كـتـاب ألموقع
غدامس (عروسة الواحات)// د. هاشم عبود الموسوي
- المجموعة: هاشم عبود ألموسوي
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 17 أيار 2018 19:48
- كتب بواسطة: د. هاشم عبود الموسوي
- الزيارات: 2124
غدامس* (عروسة الواحات)
د. هاشم عبود الموسوي
شاعر عراقي
ذرات رملك للعيون تأملُ وصروح مجدك للحياة توكلُ
لله درك من عجيب أصالة ماذا يقول الواصفون وينقلوا
لمّا عرفت بأنّي نحوكِ قادمٌ فصرتُ بالفرح العميم مُكلّلُ
جبنا البراري الخاويات يشدّنا شوقٌ يُعانق شوقنا ويؤمّلُ
جئنا يُبّشّر بعضنا منْ بعضنا لطلوع وجهك من بعيد تهلّلُ
كأن ثغرك حين يبسم جنـةً للقاطفين ثمارها تتهدلُ
لولا الروائع في تراثكِ آثلٌ ما كنتِ أمدحُ أو أقول وأنقل
يتوقف الشعراء عندك خشيةً أن لا يكون لديك مدحٌ أرذل
فإذا الأوائل بايعوك محبةً فاللاحقون بحبهم لكِ أشمل
بلغت مآثرك البعيدة شأوها فصرت أحسبُ أنها لا تكملُ
وأرى المدائن عارضاتٌ حسنها لكنما حُسنُ الحسان مُؤَجــَّلُ
فإذا أتيتُ غدامساً في صبحها فلي الخيارُ وصار أمري أسهلُ
وسألتُ عنكِ الحاسدات تطفلاً فَأَجَبْنَ في حزنٍ بأنكِ أجملُ
وسط الصحارى الموحشات عروسنا هي واحة الواحات وهي الأكملُ
تتعانق الأشواق في طرقاتها ولها بأفنية الدروب تظللُ
تلك البيوت الحانيات سقوفها فيها ابتهاجٌ للعيونِ مُكَحَّلُ
تزهو وفيها شهوةٌ وتوددٌ وحلاوة الترتيب صار تغزلُ
قدرٌ من الأقدار كان مقدراً أن يأتها فرسٌ أصيلٌ يصهلُ
حمّال أقوامٍ ينوء بحملهـم ولهم إذا نزلوا البقاع تحولُ
جاء المؤمَّل من حوافر خيلهم فالأرض من نبع الحياةِ تُهـلّلُ
كم من أمانٍ لا يُنال وصالها قد أينعت، ولها إليكِ توصلُ
تتدلل الحسناءُ أي تدللٍ فغدامسٌ من حسنها تتدللُ
عيب المحب إذا هوى معشوقةً فَضَحَ الحبيبة قيلهً وتغزلُ
إني عشقتكِ يا غدامس خائفـاً من عاشقيكِ فقد أُدانُ وأُقتلُ
الشاعر العراقي: هاشم عبود الموسوي
كتبت هذه القصيدة في تسعينات القرن الماضي ..عندما زرت هذه المدينة الفريدة في طراز عمائرها ، وكنت مستصحبا معي طلبة قسم الهندسة المعمارية في جامعة المرقب الليبية
*المدينة الليبية التي إحتقظت بتراثها المتمييز وبنسيجها المتضام
المتواجون الان
606 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع