كـتـاب ألموقع
• في إنتظار تنين الحظ !
يوسف أبو الفوز
الكلام المباح
في إنتظار تنين الحظ !
يتبع الصينيون في حياتهم عادة ، التقويم القمري ، لتحديد بداية الشهر ونهايته وحيث هناك اسم لكل سنة ، والسنة الحالية مثلا هي "سنة التنين " ، التي غزت رسومها ورموزها وسائل الاعلام ، وأنتجت عنها مختلف الانواع من الهدايا مستلهمة شكل التنين أما راقصا أو مبتسما أو مفكرا وايضا ... وهو ينفخ ألسنة اللهب ، بالشكل المعروف عنه والذي تعرضه لنا القصص التراثية والاساطير !
استغرب ، صديقي الصدوق ، "أبو سكينة " حين وجدني أتابع وبشغف في الانترنيت تقارير عن السنة الصينية الجديدة ، وأخبار الاحتفالات التي أقيمت بمناسبتها في العديد من دول العالم وما يتحدث به المعلقون في البرامج المختلفة ونشرات الاخبار وكيف ان نساء كثيرات ، في العديد من دول العالم ، أجرين ولادات قيصرية حتى يمنحن اطفالهن المواليد في رأس السنة الصينية وحسب الاعتقاد الذكاء والسلطة والرفاه ، ولأن ابا سكينة يعرف اني لم أكن يوما من المؤمنين بالابراج ، وكان شاهدا على محاولاتي للفوز بنفر كباب على حساب أيهام بعض المعارف والاصدقاء بامكانية معرفة حظوطهم وطالعهم ، بقراءة الكف والفنجان معتمدا على ما أعرف من معلومات عنهم وتخمينات بسيطة ، فكان يفضحني أمامهم بشكل موجع :
ـ لو بامكانه ان يكشف الحظ ، لاستطاع ان يعرف حظه !
هذه المرة ، لم اجد امام سطوة "ابو سكينة" سوى محاولة كسبه الى جانبي :
ـ ماذا نخسر لو اننا تابعنا ذلك ، يقولون ان سنة التنين، سنة الرخاء والرفاهية وجني الثروات والنجاحات، ربما يكون لنا حصة بذلك، وانت تعرف بأن حظي ، مثل كل عراقي ، مسخم ملطم ، من ديكتاتورية صدام الى احتلال امريكي ، الى حكومات محاصصة طائفية ، الى ...
ضحك ابو سكينة ، ومط رقبته وعمص عينه اليسرى :
ـ "وتعتقد ان تنينك ابو الحظوظ راح يكون ابو رأس واحد لو أبو رأسين؟!"
لم يكن لي مزاج لمناقشته ، بينما راح يواصل أيلامي بدون رحمة :
ـ إذ استمرت اوضاع العراق تمشي بهذا الشكل الاعرج ، الناس المساكين مشغولة بلقمة العيش، والقوى المتنفذة كل طرف سلاحه بحزامه وكل يوم تصريحات ومناورات والعاب سياسية ، وتخندق وتوتر مناطقي وطائفي وسط انفلات امني وانتعاش الاعمال الارهابية ، وتشعر وكأن القيامة قادمة ثم فجأة ... تيتي ... تيتي ... تبدأ لعبة تبويس اللحى ، فإن تنينك هذا ـ يا بعد عيني ـ حتى لو كان أبو عشر رؤوس ، من راح ينفخ فإن حظنا منه راح يكون بس سخام الوجه ، أما الثروة والرفاهية ستكون من نصيب أمثال صاحبك "ابو فلان " وحمايته و ... ، أما انت وامثالك ـ انا وياكم ـ وكل عراقي مظلوم ، الافضل ان نندب حظنا ونظل نمش بوزنه بالعاقول اذا ما تعلمنا شلون نقول كلمتنا بصوت عال حتى ناخذ حقوقنا !
*عن طريق الشعب العدد 118 الأثنين 6 شباط 2012
المتواجون الان
809 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع