اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• يا سامعين الصوت !!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف أبو الفوز

مقالات اخرى للكاتب

الكلام المباح (20)

يا سامعين الصوت !!

اغلقت التلفزيون حانقا اذ لا جديد ، فليس من اخبار سوى "ما يرفع الضغط ويسبب الجلطة " ـ على تعبير صديقي الصدوق ابو سكينة ـ فالازمة السياسية ـ عزيزي القاريء ـ تراوح في ذات ألامكنة وصارت عاملا مقلقا لكل مواطن عراقي يتابع حالة الشلل التي اصابت البلاد بسبب عناد القوى المتنفذة وعدم استعدادها لتقديم تنازلات متقابلة ممكنة أو اللجوء الى الحوار الوطني المسؤول في اطار الشرعية الدستورية ، للخروج من ازمة الحكم الذى بنّي على الاسس الطائفية والاثنية الخاطئة وصار البعض يتصور أن حل الازمة وكأنه مشكلة اعادة توزيع مناصب !

اتصل بي أبو جليل قلقا ليخبرني بأصابة ابو سكينة بوعكة صحية مفاجئة ، اتصلت بأبنائه فعرفت انها وعكة بسيطة ، وللأطمئنان عليه أكثر وبمعية زوجتي ذهبنا لزيارته محملين بأكياس الفواكه التي نعرف انه يحبها، استعدل مزاجه واشرق وجهه لوجودنا ومع أستكانات الشاي ابو الهيل ، راحت ذكرياته تنثال علينا عذبة وجميلة ، من خزين لا ينضب من احداث وصور واسماء ، واذ لاحظ اهتمامنا وانشدادنا لحديثه اعتدل في فراشه وواصل احاديثه بعذوبة : " كان أبي يرحمه الله يقوم بدور المصوّت في الحي حيث كنا نقيم في ... " وسألته زوجتي مقاطعة : " ما معنى المصوّت ؟ " ، فعمص عينه وأدار لها وجهه : ( في تلك الايام يا أبنتي، كانت الناس للناس ، يتضامنون ويتعاونون، وكانت البيوت مفتوحة على بعضها البعض ، وفي كل حي من المدينة مع اقتراب المساء تتفقد كل ربة بيت ما عندها من دواجن فأذا افتقدت ديكاً أو دجاجة او عنزة كانوا يطلبون من أحد الصبيان ويشترط ان يكون ذا صوت عال وقوي لان يخرج الى الشارع ويصوّت مثلا : " يا سامعين الصوت ... يا اهل الخير والبركة ... ديك أسود جناحه مقصوص .. هو ديك الحاجة تسواهن، اللي يلقاه يرده لها وله ثواب رب العالمين ... يا سماعين الصوت ..." وسألت زوجتي ثانية : "وهل كان الناس يردون المفقودات ؟" فمط ابو سكينه رقبته : "يردونها يا أبنتي ... يردونها ، الناس كان عندها اصول وكانوا يخافون ربهم ويخافون أساسا ارتكاب الاثم والخطأ ، وليس مثل هذه الايام ... " لم أسمع ما قاله ابو سكينة بعد ذلك عن اخلاق هذه الايام ، لأني فورا سرحت ورحت اتصور نفسي صبيا حافيا بدشداشة مقلمة ، ادور في شوارع العراق ، وفكرت : ترى بماذا عليّ ان اصرخ وأصوت لو طلب مني ذلك :

ـ يا سماعين الصوت .. يا أهل الخير والبركة ... ديمقراطية حقيقية دستورية مضيعينها اللي يلقاها يرجعها للشعب العراقي !

ـ يا سامعين الصوت ... يا اهل الخير والبركة ...

* عن طريق الشعب العدد 197 الأحد 10 حزيران‏ 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.