اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الكلام المباح (19) أيام الخورمژ !

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف أبو الفوز

الكلام المباح (19)

أيام الخورمژ !

طالما لامني صديقي الصدوق أبو سكينة وصاح بي : " الله يساعد زوجتك عليك ، دائما عصبي ! " وحين عدت من زيارة مدينة السماوة مؤخرا ، سألني : " شلون شفت الولاية ؟ " ولم أحتمل فحال المدينة البائس الذي لا يتغير وكونها واحدة من افقر مدن العراق الجديد، والنقص الهائل في كل مجالات الخدمات والحال المزري لشوارع المدينة وعمرانها والاهمال الدائم، رغم ان تاريخ الدولة العراقية الحديثة بدأ عام 1921 بسبب ثورة فلاحيها عام 1920، جعلني اتألم وأثور، فالاجتماعات الماراثونية لسياسيي البلاد لا تنتهي ومدن البلاد على حالها غارقة في فقرها واكوام المزابل ومشاكلها تتوالد يوما بعد آخر . وبدلا ان اكون انا من يهدئ الامور مثل كل مرة ، راح أبو سكينة هذه المرة يهدئ من خاطري ويبتسم بتأمر وهو يعمص عينه : (بويه على كيفك لا يلزمك قلبك ونبتلي بيك ، شيخصلني من زوجتك يجوز تتصورني السبب ! ) . واذ لم ير نفعا من كلامه ، انتقل الى اسلوب معالجة النار بالنار، فتنحنح ومد رقبته وقال : ( اتفق معك كون سياسيونا لا يجيدون سوى الكلام في الفضائيات وعقد الاجتماعات بعد الاجتماعات واطلاق الوعود ، نسمعهم يصرخون "اصبروا علينا لقد ورثنا تركة ثقيلة من نظام ديكتاتوري"، وهذه حفظناها وفهمناها جيدا، فنحن نعرف بأننا بلد عشنا بدون تقاليد ديمقراطية من عقود طويلة ، فلم نعرف سوى حكام ديكتاتوريين و"مجالس قيادة الثورات" التي راح يأكل بعضها البعض وبالتالي اكلوا الرخاء والسلام في بلدنا . المشكلة يا وليدي اننا صرنا نعيش مرحلة عدم احترام الثوابت والقوانين والاتفاقات من قبل السياسيين انفسهم ، ولا تعتقد انهم لا يعرفون ما هي الديمقراطية ، استغفر الله انهم يعرفونها جيدا ويفهمونها بشكل ممتاز لكن هي من نوع ... ديمقراطية أيام الخورمژ ! ) .

بقي ان اشرح لك ـ عزيزي القارئ ـ معنى الخورمژ فهي كلمة كردية ، لشيء لا وجود له في الطبيعة ، اشتقها المواطن الكردي الحصيف للاستخفاف بمن يريد ان يستحوذ بأنانية على كل شيء حلو ، وهي مركبة من كلمة "خورما " الكردية وتعني التمر وكلمة "ميوژ" الكردية وتعني زبيب !

بعد هذا ـ يا أصدقائي ـ رجاء لا تحاسبوني وتقولوا لماذا أنت عصبي وتثور فغالبية سياسييّ بلادنا اذ يطلبون الخورمژ ويتقاتلون ويستأسدون لاجله بمختلف السبل والوسائل، يثيرون ليس رجلا مسالما كحالي ، بل شعب بأكمله ، فهم ـ سياسيينا المنتفعين ـ بالطبع لا يتقاتلون لاجل الشعب بل لاجل مصالحهم ومنافعهم الشخصية. ما يخفف ألمي هنا ، هو أن الخورمژ الذي يطلبونه ، يوما بعد آخر سيكون عند كثير من الناس معيارا للفشل ، ونحن بأنتظار اليوم الذي سيخرج به المنتفعون من المولد بلا زبيب وبلا تمر و... بلا خورمژ !!

طريق الشعب العدد 187 الأحد 27 أيار‏ 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.