اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الحركة الدينية في القوش عام 1908// نبيل يونس دمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

 

عرض صفحة الكاتب 

الحركة الدينية في القوش عام 1908

نبيل يونس دمان

 

     في زمان الرئيس ججيكا يلدكو حدث امر هام ترك بصماته على تاريخ البلدة، وهو خروج مجموعة منها ومن القرى المحيطة بقيادة القس كوركيس ابونا( مار ايليا) ، وقد سبق ذلك خلاف حاد حصل بينه وبين المبشرين الغربيين في الموصل( الباترية) ، وصل حدا ان دبروا له مكيدة اغتيال، ويعلم انذاك ان لهم نفوذا عند الحكومة وبامكانهم فعل ذلك. ويقال ان مار عمانوئيل تومكا اخبره بذلك وطلب منه مغادرة الموصل بالسرعة الممكنة، هكذا تسلل ليلا بمساعدة الاخوين ساوا وبتي ابونا وقد تنكروا جميعا بملابس البدو.

     عندما استقر في دوري بمنطقة برواري لحقت به مجموعة من المؤيدين ثم توجهوا جميعا الى منطقة حكاري ليستقروا في قرية قوجانس مركز كنيسة المشرق، وفي عهد البطريرك الشهيد مار بنيامين، فاحسن استقبالهم وبعد فترة وجيزة اي في عام 1909 تمت رسامتهم كما يلي:

المطران مار ايليا ابونا، القس يوسف عبيا، القس حنا ابونا، القس اسخريا كوكّي، القس كوريال دمان، القس نعمان( تلسقف) ، القس ايليا( تلسقف) ، القس دانيال( ارادن) ، وقس اخر من باطنايا، وكل من الشماسين بكو ابونا وشاكر ابونا.

     يروي شاكر خوشابا ابونا قصة رجوعهم من حكاري في ايام الشتاء القارس، وعند اندلاع نيران الحرب العالمية الاولى وشمولها تلك المنطقة بخاصة، وكيف انهم انحدروا من جبل عال تكلله الثلوج، باستخدام زلاقة جليد على شكل ابواب خشبية هبطت بهم مسرعة من اعلاه وحتى اسفله.

     بعد رجوعهم الى القوش وجدوا انفسهم محاصرين ولا حول لهم لتوسيع حركتهم، لان روما كانت مستحوذة على كل كنائس البلدات المحيطة بالموصل، ولذلك اتصلوا بالبطريرك عمانوئيل لغرض رجوعهم الى احضان الكنيسة الكاثوليكية( الكلدانية) ، وتم توزيعهم على دور العبادة في محيط المنطقة، مثلا القس يوسف عبيا في النصيرية وبرز لاحقا كخطيب بارع، والقس كوريال ججو ككميخا دمان في ملة بروار والبقية في اماكن اخرى.

     وللقس كوريال قصة ماساوية، فقد اقدم على عقد قران ابن اخ البطريرك عمانوئيل المدعو توما على اجمل فتاة في زمانها سرّي حنا رئيس( ترّا) ، وكانت قد فقدت زوجها الاول توما بوداغ في اتون الحرب العالمية القائمة. اغاظ ذلك البطريرك فجمّد الاب حالا، وابلغ الجندرمة الاتراك بانه في حل من التزاماته، فسيق الى العسكرة، وللاسف الشديد لقي حتفه في احدى جبهات تركية تاركا طفلا صغيرا عمره( 10) سنوات واسمه بحو وبنتا هي امينة.

     اما مار ايليا ابونا فقد بقي في قوجانس واصبح في طاقم اساقفة كنيسة المشرق، وقد لعب دورا مهما ومؤثرا طوال سني الحرب الكونية الاولى وفي هجرة مئات الآلاف من الاشوريين، من وطنهم الاصلي حكاري باتجاه اورميا في شمال ايران.

     في خريف عام 1917 كان مار ايليا ضمن وفد الاشوريين للتباحث مع الحلفاء في تفليس، وقد ضم الوفد المطران الشهيد مار توما اودو والقس اسحق ملك يونان. وقد شاهد بام عينيه وشارك في الماساة الكبرى لبني قومه، وحتى وصوله معهم الى مخيم بعقوبة.

     وصل الى مسقط راسه في اخر المطاف، ولاسباب عديدة اهمها تولي مار ايشاي الصغير في العمر الكرسي البطريركي، رجع الى الكنيسة الكاثوليكية واصبح سنة 1922 يدير ابرشية عقرة والزيبار، لكنه لم يمكث طويلا بسبب اشكال عائلي( فسخ خطوبة ابنة اخته من شاب عقراوي) فقدم استقالته، وعاد الى بلدته ليقدس ايام الاحاد في بيته( كوجك مار ايليا) .

     عاش بقية عمره متنقلا بين القوش والحبانية وكركوك حتى وافاه اجله عام 1955 عن عمر ناهز 93 عاما، فدفن في ساحة كنيسة مار كوركيس، ويذكر الكثيرون صورته وتاريخه المنقور على احد الاحجار المرمرية.

 

   

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

California on December 13, 2022

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.