اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• فصل من كتاب( كردستان ملاذ الاحرار)

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

فصل من كتاب( كردستان ملاذ الاحرار)

 

     قبل ان ينتهي عام 1978 استدعيت وكل زملائي في الدائرة التي اعمل فيها ، من قبل مدير الدائرة المهندس عادل صديق ، اتذكر كيف دخل قبلي المهندس علاء عبد الجبار( من بغداد ) ، لا ادري لماذا شعرت بالميل الى صداقته والثقة به ، منذ تنسيبي للعمل في دهوك ولقائي به في الدائرة وفي مشروع طريق ( دهوك – عمادية ) الذي كان يعمل فيه ، فسالت ذلك الفتى الضعيف الاسمر ، ذو الشعر الطويل المسترسل قليلا ً ، بعد خروجه من غرفة المدير ، عن ماهية الاستجواب  ، فقال " يطلب الانتماء الى حزب البعث " فقلت " وهل وافقت " فاجاب بالنفي ، واسمعني الحجة التي ساقها ، مما شجعني على الدخول الى المدير التركماني الذي وجه الي سؤالاً : ان كنت منتميا الى حزب معارض ، فكانت الاجابة بالنفي ، فطلب مني الانتماء الى حزب السلطة فرفضت ، فقدم لي ورقة لاسجل فيها مبررات امتناعي عن الانتماء الى حزب السلطة ، فسجلت فيها ما نصه ( لا ارغب في العمل السياسي لاني صاحب عائلة كبيرة ). وقد ساعدتني تلك الورقة او ما اطلق عليها في حينها ( التعهد ) ، في استحصال جواز السفر الذي بواسطته استطعت الوصول الى بلغاريا حيث ألتقيت العديد من رفاقي واصدقائي ، وعدت في اوائل 1979 لاواصل عملي الفني في دائرة الطرق ، والى حد ما العمل السياسي بسرية بالغة .

عند استمرار الحملة على الديمقراطيين في مجرى عام 1979 ، ابلغني المهندس الصديق علاء عبد الجبار، بتكرار السؤال عني في نقاط التفتيش الحكومية ، وكان يجيبهم بان المهندس المذكور لا يعرفه ، إذ ربما يعمل في مشاريع طرق نينوى، لابعاد الشبهات عني .

 في تلك الفترة ايضا وفي حدود شهر حزيران ، ابلغني علاء بان له قريبا مطاردا من السلطة ، وسألني ان كان بالامكان ايجاد عمل له في المشروع الذي انا فيه ( عمادية- بالندة – قادرية)، فوافقت على الفور . بعد فترة قصيرة تعرفت عليه ، وكان اسمه عدنان حسين ، شاب اسمر ملوّح بشمس الجنوب ، اسود الشعر ، متوسط الطول ، ممتلئ حيوية ونشاطاً ، متفائل رغم تعقد الظروف وصعوبتها . اصطحبته معي في سيارتي الحكومية بعد صدور امر تعيينه عاملا بأجرة يومية في مشاريع (بالندة )، حيث لم يكن يطلب من العامل بالاجرة اليومية الوثائق المعتادة للتعيين بوظيفة ثابتة. اظن ان علاء اخبرني بانه خاله وقد عاد من الكويت ليبحث عن عمل لان الراتب الحكومي لا يكفيه، فاضطر لترك وظيفته والعمل في الطرق. لكن علاء صارحني بالقول ان عدنان صحفي في جريدة ( طريق الشعب ) التي اغلقتها السلطة لمدة شهر، ثم قررت قيادة الحزب الشيوعي عدم استئناف اصدارها بعد الشهر بسبب تردي العلاقة بين الحزب الشيوعي وحزب البعث.

نسّبت عدنان للعمل مع المهندس البنغلاديشي " ديوان شمس العارفين " المسؤول عن ادامة السيارات والمكائن الثقيلة ، فأخذ يساعده في مسك السجلات وترتيب بطاقات الادامة والصيانة  لمئات الآليات في المشروع . 

     أخبرني يوما بنيته ترك المبيت في مخيم المشروع الذي توطدت فيه علاقته مع العمال ذوي المهارة والكفاءة الفنية ، منهم : اللحام محمد الموصلي ، والكهربائي كريم تومي والميكانيكي تيلي علي ، وغيرهم ، والسكن في مجمع (شيلادزي) القريب لاصطحاب عائلته ، وهكذا سكن في المجمع ، وكنت دائما أزوره في اماكن متفرقة من خطوط العمل  لتبادل الاخبار والتكلم بالسياسة .

في 29- 6- 1979 خطبت فتاة ( زوجتي الحالية ) من سكنة مدينة الموصل ، وسمع عدنان بالخبر الذي سرّه ، وقرر زيارتي في بيتنا للتنهئة في احدى عطل نهاية الاسبوع ، وبصحبته الامرأة التي تسكن معه ، فباتوا عندنا ليلتين ، قبل ان يرجعوا الى شيلادزي .

بعد مدة ابلغني عدنان بانه وجد طريقاً الى خارج الوطن ، وهكذا ترك العمل دون اخبار احد غيري ، فودعته بحرارة ، وفي الايام اللاحقة اصدرنا امراً بفصله من المشروع .

 بعد سنوات تركت العراق بدوري ، وكم كانت مفاجأتي وفرحي في آن ، ان التقي به في دمشق عام 1983 ، ثم ثانية في دمشق وهذه المرة مع عائلته وولده عمر وابنته فرح في عام 1987 ، واخر لقاء معه كان في برلين عام 1990 في مؤتمر رابطة المثقفين الديمقراطيين العراقيين واسبوع الثقافة الديمقراطية العراقية اللذين عقدا في دار ثقافات العالم.

لازالت اتصالاتي معه مستمرة ، فقد انتقل مع عائلته الى لندن وعمل محررا ومدير تحرير في جريدة (الشرق الاوسط ) التي تصدر هناك، ثم تركها في عام 2006 وانتقل في العام التالي الى الكويت ليكون مدير تحرير صحيفة (أوان) اليومية حتى العام 2010.. اما الآن فيكتب عمودا يوميا في صحيفة (المدى) التي تصدر في بغداد، واصبح اخيرا نائبا لرئيس تحريرها، عائدا الى المدينة التي تركها في عام1979 ليعمل عاملا معي متخفيا قبل ان يجد طريقه الى لبنان عابرا الحدود العراقية السورية سرا وكذلك الحدود السورية اللبنانية حيث استقر اكثر من سنتين في بيروت ملتحقا بالعشرات من رفاقه ورفيقاته الشيوعيين الذين كانت العاصمة اللبنانية احد مراكز تجمعهم في المنفى حتى انسحاب المقاومة الفلسطينية من لبنان في ايلول 1982 اثر الاجتياح الاسرائيلي للبنان.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

August 28 , 2011

USA 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.