اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ماذا يحدث في عالم اليوم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

مقالات اخرى للكاتب

ماذا يحدث في عالم اليوم*

 

     لقد تغير مجرى التاريخ ، فقد هزت العالم باسره انباء انفجارات هائلة في قلب نيويورك وواشنطن، المتمثل بتصادم طائرتين مدنيتين بمبنى مركز التجارة العالمي، مما ادى الى انهيار ناطحتي السحاب وفيهما الآلاف من المدنيين، اضافة الى طائرة مدنية اخرى اصطدمت بمبنى البنتاغون وهو بمواصفات خاصة، ولم تدر في خلد مصمميه بانه سينهار يوما ..... لم يتوقع احد في العالم باسره ما حدث يوم الثلاثاء 11-9- 2001، آلاف الضحايا والمفقودين والجرحى، مئات من قوات الشرطة واطفائيوا الحرائق يلاقون حتفهم في تلك الاحداث الجسام.

     شلت تلك الاحداث الحياة الاقتصادية وحتى الاجتماعية اليومية للمجتمع الامريكي ، وقف ملايين الامريكان مذهولين لما حدث وهم يترقبون شاشات التلفاز، وما كان مثيرا في ذلك اليوم الاسود مراقبة النقل الحي، بعد اصطدام الطائرات المدنية الاولى وبعد 15 دقيقة تقريبا تأت طائرة اخرى وامام مرآى الملايين، لتؤدي الى انهيار مبنى مركز التجارة العالمي.

     اول رد فعل للرئيس المريكي وهو يعش متنقلا ً، مخافة ان يطاله شيء، كان تصريحه بانهم سيردّوا بعنف لا على المتنفذين، بل على من يأويهم ويقدم لهم العون، وهي اشارة الى دول ومكونات محددة مسبقا ً على ما يبدو، سماه الامريكيون يوم الحزن وهم ينظرون شزرا ً الى منطقة الشرق الاوسط ومواطنيها، وكأنهم يقولون" انتم فعلتم ذلك " قبل ان تشخص الحكومة أية جهة.

     في اليوم الثاني اعلن رسميا ان اسامة بن لادن هو المتهم الرئيسي المشتبه به في حوادث الثلاثاء المروعة، وفي المقابل ياتي تصريح بن لادن بانه مرتاح لما حدث ولكن ليس له يد في ذلك.

     لا زالت تلك الاحداث تتفاعل واميركا اعلنت انها في حالة انذار احمر وبانها في حالة حرب جديدة وباساليب جديدة وهي تحشد العالم لتأييدها، وقال الرئيس بوش في خطابه امام الكونكرس يوم امس الاول 20- 9- 2001 بان من ليس مع الولايات المتحدة فهو مع الارهاب اي بتفسير اخر( من ليس معنا فهو ضدنا) المشهورة في بلداننا، العالم كله يحبس انفاسه لما يحدث وكل قوى الغرب مستنفرة من اميركا الى بريطانيا( حيث ارسلت رئيس وزرائها الى اميركا لتفقد نيويورك والدمار الذي حدث فيها) كذلك فرنسا والتي جاء رئيسها شيراك مسرعا لتاييد الولايات المتحدة وخطواتها اللاحقة لما يدعى استئصال الارهاب، وجاءت المانيا ايضا تشحذ كل امكانياتها الامنية والقيام باعتقالات لمشبوهين في تورطهم في حوادث نيويورك وواشنطن. حتى وصلت الحملة الى تأييد الهند وباكستان ودول الخليج لاجراءات الولايات المتحدة، فيما شنت اسرائيل هجمات مركزة تحت انشغال العالم بحوادث الولايات المتحدة، لتلحق مزيدا من الخسائر  في الجانب الفلسطيني.

     كل ذلك يحدث والامم المتحدة لا صوت لها ولا فعل، وكأنها استقالت او ذابت او اختفت، اما الاعلام الامريكي الصاخب، والفعل المزمع القيام به، فيمتد في كل اتجاهات كرتنا الارضية، التي نحبها ونحب الحياة فيها، ونعتبر انفسنا نحن بني البشر ركاب هذا القارب المهدد بالفناء.

لماذا يحدث كل ذلك ومن المسؤول عنه ؟!

     هناك اسرار وخفايا في احداث مماثلة: حريق روما 64 ميلادية، حريق القاهرة 1952، وبتاريخ 17 شباط 1933 احرق مبنى البرلمان الالماني( الرايخستاج) واتخذ ذلك ذريعة ضد اليسار، وبانهم ارهابيون احرقوا رمز الديمقراطية ، فشنوا حملة اعتقالات ومحاربة، وبعدها بقليل فاز هتلر بالانتخابات وهو معد من الراسمال ليحارب قلب الحركة العمالية المتمثل بالاتحاد السوفيتي، وافتعل ذرائع لاضرام شرارة الحرب العالمية الثانية والتي بقيت مجهولة اسبابها الحقيقية لعقود من السنين لشعوب الارض، وحصدت تلك الحرب 50 مليون من البشر. لكن الاتحاد السوفيتي لم ينهار بل تصلب عوده، وساهم في القضاء على الغول النازي، ولكن قدم 20 مليون قتيل اضافة الى عسكرة البلاد اي تحولها الى ثكنة وانحرافها ووقوعها في اخطاء تفاقمت تدريجيا، اضافة الى ضعفها الاقتصادي الناشئ من تاثيرات الحرب العالمية الثانية والهجوم الاقتصادي- السياسي وحتى العسكري الغربي ضدها، منذ انطلاقتها في اكتوبر 1917.

     متى عرف العالم بان للحكومة يد في حرق الرايخستاج، عرف ذلك بعد مرور عشرات السنين على ذلك. الاحداث التي حصلت اليوم في اميركا قد لا يعرف سرها ومدبريها الا بعد مرور عقود من السنين، وربما لا يعرف ذلك ابدا، تلك هي المعضلة.

     بعض الانظمة تبحث باستمرار عن عدو وهمي، لتركز هجومها على اعدائها او من يقف في طريق نواياها او مصالحها الاقتصادية، تعمل المستحيل لتثبيت مصالحها الاقتصادية في كل مكان في العالم، وضعت صدام حسين هدفا امامها في مطلع التسعينات وانتهت بارسال الشعب العراقي الى المجاعة والموت والدمار، فيما بقي العدو الوهمي صدام في قمة السلطة وبكامل قوته.

     وجهت تهمة الارهاب الى عبدالله اوجلان وشاركت مخابرات دول عدة، منها الاسرائيلية، الامريكية، التركية، الاوربية، ثم اعتقل ويقبع الان في السجون، فلا الحركة الكردية توقفت ولا مطالبة الكرد المشروعة توقفت، واقتصاد تركيا لسوء حظها لا يحسد عليه، حيث انهار الى اسفل الدرك. ولم تقبل اوربا بانضمام تركيا الى السوق الاوربية لحد الان.

     عندما ساد الجمود والركود الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية، تحت الضغط الغربي المنظم والمتعدد الاوجه، وبسلوك كل الطرق المختلفة، منها تشكيل المجاميع الدينية وبخاصة الاسلامية، لتحارب تلك الدول التي آلت الى الانهيار او بدء عدّها التنازلي، تورط الاتحاد السوفيتي في تدخله في افغانستان وكانت خطيئته الكبرى التي قصمت ظهره، الذي كان ضعيفا ً في الاساس وخصوصا ً من الناحية الاقتصادية( الاقتصاد هو الاساس ومنه يتفرع علما الاجتماع والسياسة).

     اذن اطلق الغرب العنان للمجاميع الاسلامية، فشجعها وآواها واغدق عليها الاموال، وبذا اجهض اي تطور للحركة الثورية في بلدان الشرق الاوسط وجنوب شرق اسيا وحتى افريقيا.

     توجهت تلك المجموعات الى كل مكان وخصوصا الى الدول المحيطة بحدود الاتحاد السوفيتي الجنوبية ومنها ايران و افغانستان بخاصة، والى حد ما تركيا وباكستان وغيرهما، وتوسعت تلك الحركات وتمددت.

     في بداية التسعينات انهار الاتحاد السوفيتي تحت ثقل ازمته الاقتصادية وبالتالي الاجتماعية- السياسية، وكان وجوده مع المجموعة الاشتراكية وحركات التحرر الوطني وحركة العمال في البلدان الراسمالية، يشكل قطبا آخرا في العالم.

     انهار الاتحاد السوفيتي وانهارت الاشتراكية العالمية، توجهت جماهيرها المستغلة الكادحة الى انتهاج الطرق البديلة، قومية او دينية بشقيها المعتدل والمتطرف، انها تلك الجماهير المقموعة في بلدانها، فكيف السبيل امام هذه الجمهرة الملايينية في بلدان العالم الثالث لا ظهير لها ولا سند ولا أمل فتوجهت نحو التصوف واطلاق اللحى والجهاد والاعمال الانتحارية، هل سمعتم بان احد من سدنة الحكام في اي مكان في العالم او اي منتمي الى مدرستهم الفكرية يفجر نفسة لغاية تحقيق مطامح طبقته؟ الجواب : كلا. المنتحرون هم من الجياع والغلابى ومن ضحايا الاضطهاد، إذن الغرب اوجد او خلق الارضية لهذا التطرف في سياسته الخارجية الخاطئة، والكيل بمكيالين، وازدواجية المعايير، تلك بحق استمرار لسياسته الداخلية، والسياسة الخارجية كما نعلم جيدا، امتداد للسياسة الداخلية.

     انظر الى الشعوب الغربية فهي مسيّرة، وانها اشبه بآلات في مكائن الدولة الهائلة، تعمل عشرات الساعات ولا ترفع راسها لمشاهدة ما يدور حولها، لا يصل ممثليهم الى الحكومة او مراكز القرار، فالحكومة والبرلمان ينشأهما الراسمال، اية طاقة فكرية لا تصل الى سلطة القرار، لان لا احد يعرفه، فهو مغمور ويموت مغموراً.

      هذه الايام ظهر الوجه الاخر للرئيس ففي الفترة السابقة، كان يظهر بمظهر تنقصه الهيبة اللازمة، ولكن هذه الايام دفعته الاحداث الى الصدارة، ويكون صورة طبق الاصل لوالده الذي أخطأ بحق شعبنا العراقي في الحيلولة دون نجاح انتفاضته الباسلة عام 1991.

     ذلك ما اراه هذا اليوم واتصور بالنسبة للنظام العراقي فهو لا زال يمثل مصالح الغرب وسيبقي عليه الى ان تنتهي مصالحهما. على شعبنا ان يعي ما يحدث ويتحفظ في الاستعجال في طرح موقفه، لان ذلك يؤدي الى فنائه، اذا تعصب دينياً وانحاز الى الاعلام السطحي والسياسة المعلنة، دون التمعن بما تحتها من قوة ورهبة ودقة، ففي هذه الحالة سينتهي تماما ً.

* كتب هذا الموضوع بتاريخ 22-9- 2001 بولاية مشيكان.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

September 6 , 2011

USA  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.