اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• بواكير النضال (2)

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نبيل يونس دمان

بواكير النضال (2)

ذكرى الفقيد حنا عيسى يلدكو

في الاسبوع الاخير من شهر نيسان عام 2000، وصلنا الخبر الأليم، قاطعاً آلاف الاميال، يعلن عن وفاة صديقي حنا عيسى يلدكو. كانت وطأة الخبر شديدة، ولا زلت غير مصدقٍ انني لن التقي بزميل المدرسة ابي ثائر، الذي فارقته والوطن مكرهاً، قبل عشرين عاماً تقريباً.

عُرفَ حنا بمواهب متعددةٍ، منها كتابةُ الشعرِ في وقتٍ مبكرٍ، وعُرفَ بذكائه وتفوقِه الدراسيِّ، خصوصاً في الدروسِ العلميةِ التي تتطلب ذهناً رياضِياً، وعُرفَ بشجاعته في المواقف الصعبةِ، فقد سُجنَ مراراً وهو لم يزل شاباً طريَّ العود، ففي احدى مرات سجنه، عاد الى قاعة الامتحانات النهائية في الخامس العلمي( ايار 1969) واجتازها بنجاح.

كتب في صيف 1969 قصيدة رثاء في نعي الشهيد صبري الياس دكالي( جندو) عثرت الشرطة على القصيدة في جيب احد الاصدقاء في سوق القوش وهي مذيلة باسمه، فكانت سببا في اعتقاله عدة اشهر، فخسر تلك السنة لتذهب ضريبة للنضال! . في السنين اللاحقة اكمل دراسته في هندسة البناء في الجامعة التكنلوجية ببغداد عام 1976، وتدرج في الخدمة المدنية الى ان وصل الى مدير مشاريع.

في ربيع عام 1969 اندلعت نيران صراع مسلح بين بلدته والقرى الايزيدية المجاورة، لم تكن تلك الحوادث بمعزل عن دسائس السلطة الحاكمة، فكان للفقيد دور فيها، وخصوصاً في الصدام الذي احتدم، داخل مبنى الثانوية.

في شهر تشرين 1973 كانت بلدته محاطة بآلاف المسلحين من جهة الجبل، تخوض معركة الدفاع عن اهلها، وصل الفقيد وهو الطالب الجامعي، ليشارك في ذلك القتال، وتعد تلك مأثرة اخرى له، اضافة الى مشاركته النشيطة في التظاهرات التي اعقبت بيان 11- اذار 1970، اتذكر انه حمل على الاكتاف ليهتف بشعارات تقدمية امام مركز السلطة في القوش، على مرآى ومسمع ازلام السلطة، ووسط تصفيق الجماهير المكتظة في ذلك المكان.

كانت انطلاقة الفقيد حنا يلدكو عظيمة، وكان ينتظره مستقبلٌ رائع، ولكن الظروف التعيسة التي عاشها آنذاك بلياليها الكئيبة التي خيمت على البلاد، جعلته معزولاً، يصارع ويكبت معاناته، ويختزن في داخله الغضب المكتوم...... ثم فجأة نسمع برحيله وهو في متوسط العمر( مواليد القوش 1951) مأسوفاً عليه، تاركاً عائلته في خضم الحياة، واهله واصدقائه في مرارة واسىً بالغين. هكذا افتقد اصدقائي تباعا ولي فيمن تبقى الصبر والسلوان.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

May 06, 2012

USA

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.