اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• حكم القدر يغيب الأب د. يوسف حبّي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 نبيل يونس دمان  

 حكم القدر يغيب الأب د. يوسف حبّي

 

       أسماء عديدة ووجوه مختلفة تدور مع عجلة الحياة على هذه البسيطة ، دون ان تترك اثرا ً ، حيث تأتي بهدوء وتمضي بهدوء ، فتلك سمة غالبية الخلق .... ولكن هناك اقلية منهم لها مسارها الخاص في نفس عجلة الحياة ، تاركة بصماتها على واجهة الزمن وأسفار التأريخ ، بارزة مضيئة من نواحٍ عدة ، وقد كلـّفها ذلك جهودا ً مضنية ، وطاقات كبيرة ، للوصول الى ذلك الموقع ، التي ستظل أجيال واجيال من بني البشر ، تذكر ذلك الاسم المتميز ، وتتخذه نبراسا ً لها ، ومرجعا ً في حياتها ، وقوة دفع متجددة لعملية التطور الفكري- الاجتماعي .

      هذه مقدمة للتعريف بكائن من ذلك النمط الخاص ، فذ في تفكيره ، قويم في سلوكه ، ماض ٍ في إقدامه ، ذلك هو الفقيد الاب يوسف حبي . للاسف الشديد لم يساعده الحظ في مواصلة عطائه الزاخر ، إذ توقفت تلك الحياة النابضة بالابداع ، في لحظة خاطفة من الزمن وهو في قمة الابداع ، حيث مداده الفكري لم يجف ، والقلم يرعف ويهتز في يده الخضراء .

      لعل ما تناوله الفقيد في آخر ندوة له في مهرجان نوهدرا الثقافي السادس بدهوك آب 2000 بعنوان " اهمية التعددية ، العرقية ، والاثنية ، والعقائدية ، واهمية الالوان لتكتمل لوحة الانسان ، وهو قبول الآخر كما هو لا كما نريد " من ابلغ الدلائل على عمق تفكيره ، وهو بحق ناقوس العصر، بل اكسير الحياة في زمننا الحاضر.

     عرفت الاب الدكتور لعدة سنوات من بداية السبعينات في ندوة الايمان بالموصل التي كان يشرف عليها الاب بطرس متي ، والاب يوسف حبي ، والاب ( المطران حاليا ) جاك اسحق ، الى جانب نخبة ممتازة من الطلبة ذوي القابليات والمواهب المتعددة ، حيث كانوا يبذلون الجهود في جمعنا نحن مسيحيي جامعة الموصل ، من مختلف الطوائف : آثوريين ، كلدان ، سريان ، ومن مختلف مدن العراق وضواحيها : نينوى ، بغداد ، كركوك ، دهوك ، اربيل ، البصرة ، والرمادي .

 

      كانت ندوة الايمان لكنيسة المشرق ، نقلة نوعية وحضارية في حياتنا نحن القادمين الجدد الى الجامعة ومحيطها الغريب ، خصوصا ً من القرى والارياف التي لم تكن تتوفر فيها مستلزمات الحياة الحديثة ، كنا نلتقي تحت سقف واحد في قاعة كنيسة ام المعونة بالدواسة مع اللجنة المشرفة وبحضور الآباء الكهنة ، في حفلة تعارف رائعة شعارها " إبتعدتم عن اهلكم ، واقتربتم من اصدقائكم " كم كانت تلك الكلمات البسيطة تشد ازرنا ونحن نترك لاول مرة بيئتنا الأسرية المتماسكة ، الى البيئة الاكبر والارقى وهي الجامعة ، التي في نهاية دورتها ، ركبنا موجة الحياة المتلاطمة ، وخضنا غمارها حتى اليوم ، بقوة المثل ونضوج الحكمة التي ألهمنا بها فقيد المعرفة الأب يوسف وزملاؤه .

      رحمك الله ايها الكاهن الانسان ، ستمجد ذكراك في الارض على الدوام ، وسوف يزين صفحات التاريخ الحديث اسمك المطرز بالوان الحياة وأنجم سماء الرافدين ، وا .... أسفاه لفراقك وفقدانك فامثالك قليلون وتعويضك شبه مستحيل

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.