اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• أقلياتنا . . . . وجدوى المؤتمرات

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف زرا 

 

أقلياتنا . . . . وجدوى المؤتمرات

 

يوسف زرا 

 

أنعقد المؤتمر الثاني لمنظمة حمورابي لحقوق الإنسان في قضاء الحمدانية ومركزه مدينة بخديدا ( قره قوش ) التابع لمحافظة نينوى بتاريخ 26 /6 / 2010 وبرعاية الأستاذ اثيل النجيفي محافظ نينوى،وحضره مع من الشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية وممثلو بعض منظمات المجتمع المدني في المحافظة وغيرها.نعم انعقد المؤتمر وتوالت الكلمات وتشابكت أحرفها من ألفها إلى بائها والكل عبر عن معانات الشعب العراقي بصورة عامة من اضطرابات الوضع السياسي وعدم استقرار الأمن وكثرة البطالة بين الشباب بصورة خاصة.   

 

نعم والكل شخص بكل شجاعة وصراحة الواقع المزري لأقلياتنا بصورة خاصة ضمن معانات الكل المذكورة،إضافة إلى الحرمان الدستوري والقانوني من الحماية الخاصة لهم لما يلاقونه من الاضطهاد المباشر من قبل عناصر الجريمة المنظمة وبعدة تسميات من القتل الفردي والجماعي على الهوية،وعلى مسمع ورؤية أجهزة الأمن المختصة دون أن تتمكن من  تحريك ساكنا وكأن الأمر لا يعنيها قانونيا وأخلاقيا وخاصة في محافظة نينوى عدى الاختطاف وطلب الفدية.

 

وهكذا تمر الأيام ويتفاقم الوضع سوءا لهذه الأقليات حتى غدت وكأنها تعيش ضمن محميات من غير سياج وضمن جحور يتحركون بداخلها،أي بلداتها وقصباتها وقراها الشبه آمنة بعضها والواقعة ضمن محافظة نينوى،وغيرها ضمن إقليم كردستان الأكثر أمنا واستقرارا.فحالما يسدل الليل ستاره يخيم على بعضها السكون منذ الأصيل حتى مطلع الشمس،يشكرون الباري إن مضت ليلتهم دون فقدان مجموعة  من أهلها على يد تلك العصابات. 

 

أهكذا هي حقوق الإنسان في عراق التاريخ،عراق الحضارة،العراق الذي صور فيه أو تشريع إنساني وقبل عشرات القرون نظم الحياة،وسن القوانين لحماية امن شعبه،ومتابعة علاقاته الاجتماعية والاقتصادية والإدارية وفق نظم وضوابط لم يسبقه غيره عبر التاريخ.

 

لم يذكر التاريخ أن هذه الأقليات ومنها الكلدان،الأشوريين،السريان كان لهم دور في نزاعات داخلية وحروب خارجية.  

 

اضطرت هذه الأقليات ومنذ أكثر من أربعة عقود إلى هجرة كوادرها الشابة العلمية والمهنية إلى المجهول تخلصا من الظلم الواقع عليها والذي كان سائدا بسبب سياسة الحكام للعهود السابقة،وعدم إدراك خلفية التمييز في العرق والدين والمذهب والقومية لهذه الأقليات ودورها الريادي في تقدم العراق عبر التاريخ علميا واقتصاديا وفكريا واخصهم الأقلية الأولى بعد القوميتين الكبيرتين المتمثلة بالعرب والأكراد.فكان الأشوريين،الكلدان،السريان وهم الأقلية الأولى ضمن الأقليات من اليزيدية والتركمان والصابئة والشبك التي عاشت عبر الماضي السحيق بهذه النسبة أو تلك متآخين إلى درجة كبيرة .

 

أما اليوم وبعد سقوط آخر دكتاتوري على يد المحتل والذي دام قرابة الأربعة عقود وفي ظل دستوري جديد أقر بالتعدد الاثني والقومي والديني والمذهبي كموكنات أساسية للشعب العراقي على ارض الواقع واقر حمايتهم وبدون تمييز.أي اقر بالديمقراطية السياسية والاجتماعية والعقائدية.

 

إلا أن عصابات القتل الجماعي وفي وضح النهار،تمارس إرهابها المباشر ضد هذه الأقليات بصورة خاصة.ولا ننفي ما لحق بجموع الشعب من سقوط العديد من الشهداء والجرحى يوميا من جنوب البصرة إلى باقي محافظاته،وخاصة نينوى مركز تجمع تلك الأقليات تاريخيا وبالذات مدينة الموصل مركز المحافظة إلا أن هناك قتلا جماعيا آخر لا يقتل بشجاعة عن سابقه وبدون نزف قطرة دم واحدة وفي كل ساعة ودقيقة لهذه الأقليات واخصهم الكلدان،الأشوريين،السريان والصابئة ويليهم اليزيدية.وهو النزيف الذي لا احد يحاول أن يوقفه كليا أو جزئيا.انه نزيف الهجرة الجماعية والذي أكدت الصحافة الوطنية،أن هناك وفي كل يوم أكثر من عشرة عوائل من المسيحيين تهاجر الوطن دون أن يسأل احد.عدى الأقليات الأخرى.

 

نعم المؤتمر أعطى الأولية لمعالجة هذه الكارثة والتي تشبه كزلزال دائم أصاب مجتمعنا بصورة عامة والأقليات المذكورة بصورة خاصة.وهنا العجيب،حيث الكل يقف موقف المتفرج من الأمر سواء رجال الدولة ووجهاء المجتمع وحتى رجال الدين وبدون استثناء . . . . . .

 

فأين الحل يا السادة الأجلاء ؟ نعم المؤتمر شخص الداء وأوصى بالدواء وبالمعنى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني وغيرها.واقر بأن ( لا استقرار للعراق بدون ضمان حقوق أقلياته ).نعم اقر المؤتمر على ضرورة وبصورة عاجلة قيام المصالحة الوطنية،والأمر مرهون بالدرجة الأساسية بمدى شعور الكيانات السياسية والاجتماعية والدينية ذات النفوذ الواسع على ارض الواقع بالمسؤولية الكبرى،وبعد مطالبة جماهيريا ووطنيا ملحا كي يتم التعايش السلمي بين جميع مكونات هذا المجتمع المسلوب الإرادة.   

 

نعم المؤتمر طالب الإسراع في تأسيس جامعة في منطقة سهل نينوى خاصة تتمتع بكافة المقومات العلمية والإدارية المطلوبة نعم المؤتمر طالب بتوفير الحماية اللازمة لكافة الأقليات وضمان ممارسة حياتهم الطبيعية دون قلق وفزع وليس على حساب غيرهم أو إهمالهم.

 

نعم المؤتمر طالب الحكومة بتفعيل المعاهدات والمواثيق الدولية التي صادق عليها العراق والمتعلقة بحقوق الأقليات.نعم المؤتمر طالب بضرورة اشتراك هذه الأقليات وكوادرها العلمية والسياسية والمهنية في مؤسسات الدولة وفي مراكز صنع القرار السياسي وبدن تمييز. 

 

كما اقر المؤتمرون بضرورة الاهتمام بمناطق سكناهم وتطويرها وتحسين الخدمات والبنية التحتية لها،وتشجيع الاستثمار في مناطقهم.وإلا فما جدوى المؤتمرات لهذه الأقليات؟ 

 

وأخيرا لا بد أن نقول ليكن هذا المؤتمر وتوصياته بمثابة ناقوس يرن صوته في أذان كل المسؤولين الحكوميين بالدرجة الأولى وجميع ممثلي الكتل السياسية والاجتماعية لتحمل هذه المهمة بكل صدق وأمانة بغية بناء عراق مزدهر اقتصاديا ومستقرا أمينا وديمقراطي فدرالي موحد  

 

وإلا المصير مجهول للجميع . . . وهذا ما ينتظره أعداء العراق التاريخيين والآنيين من المحتلين الجدد وبعض دول الجيران المتربصة به . . . . .   يوسف زرا / القوش2 / 7 / 2010

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.