اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• متى الصحوة يا أصحاب النفوذ ؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
يوسف زرا

 

·        متى الصحوة يا أصحاب النفوذ ؟

 

يروي التاريخ منذ ظهور المجتمع الانسان البدائي لحد هذا اليوم. انتقاله من حالة اقتصادية واجتماعية وعقائدية، ما تخللتها من النزاعات والاقتتال الداخلي ضمن القبائل والمستوطنات البشرية المتداخلة جغرافيا، وما تعرضت البشرية عبر مسيرتها الطويلة، الى الحروب الخارجية بين مجموعة دول رغم تشابه او اختلاف انظمتها السياسية والاجتماعية والدينية، اثر نشوب خلافات عديدة وتراكمها. اما بسبب النزاع على الارض ذات التداخل الجغرافي والديموكرافي، لغرض تحديد كل طرف حدود دولته وسيادته عليها. او بسبب اطماع لحكام جشعين وتربصهم بالشعوب الضعيفة من دول المجاورة، واستغلال الفرص المتاحة لغزو اراضيها، لافتقار وجود قوانين ومعاهدات معترف بها، وجوب الالتزام بها واحترامها، تحدد اهمية كل طرف في تحديد مساحة دولته. ليس بالبعيد قيام مثل هذه النزاعات والحروب وفي عصرنا هذا وضمن الرقعة الاقليمية لمنطقة الشرق الاوسط بالذات حصرا. والتي ما انفكت ولحد هذا اليوم حدوث نزاعات حدودية لفترات متقطعة او شبه متواصلة او حروب لايام واشهر، لا بل لسنين عديدة. وكما حدث ويحدث على ارض الواقع بين اسرائيل والدول العربية المجاورة والقريبة والكل يعلم بذلك. علاوة على الحروب الطاحنة التي خاضها النظام الدكتاتوري العراقي السابق مع دولتي ايران والكويت، وحتى سقوطه في 9/4/2003 على يد قوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الامريكية. والتي ادت الى احتلال العراق وتدمير البنى التحتية التاريخية له ولجميع مؤسساته الاساسية كالاقتصادية والاجتماعية والصناعية والثقافية والامنية وغيرها الى جانب الحرب القذرة التي شنها النظام المذكور ضد الشعب الكردي منذ اوائل الستينات من القرن الماضي حتى اوائل السبعينات منه. وها هو الشعب العراقي ومنذ سبع سنوات يئس من هول

 

 

الضربة المؤلمة التي اصابته من فقدان وحدته الاجتماعية والسياسية والادارية وانهيار اقتصاده وانتشار الفوضى وانعدام سيادة القانون، من جراء استفحال النزاع بين مكونات هذا المجتمع وهيمنة القوى الطائفية والمذهبية والقومية المتطرفة على دست الحكم. الى جانب استقطاب الجريمة المنظمة للقوى الارهابية وبتسميات دينية وقومية عديدة وغيرها. كل ذلك والمحفل الدولي والدول المحيطة بالعراق تقف متفرجة وتحت سمعها وبصرها يذبح الشعب العراقي من الوريد الى الوريد وبدون ان يحرك احدهم ساكنا. لا بل هناك من يصب الزيت على النار المشتعلة من دول الجيران وبوضوح النهار وجهارا، غايتهم اذلال هذا الشعب الصابر بكل مكوناته الاجتماعية والقومية والدينية. والذي يطمح لبناء دولته بشكل معاصر يرفل فيها بقليل من التعايش السلمي والرفاه الاقتصادي واستقرار الامن، تحت ظل نظام ديمقراطي فدرالي تعددي، وهو استحقاق زمني وقانوني لما قدمته قواه السياسية واحزابه الوطنية التقدمية بكل مناهجها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية عبر عشرات السنين من التضحيات الجسام لخيرة ابنائها وقادتها في سجون ودهاليز الانظمة السابقة منذ قيام الحكم الوطني في عام 1921 وحتى هذه اللحظة نهاية العقد الاول من الالفية الثالثة. ومما يؤسف له ان الفئات المتنافسة ممثلة بكتلها السياسية المنتخبة ذات النفوذ الديني والاجتماعي والقومي والمذهبي، يزداد تناحرها فيما بينها، ويتفاقم نزاعها يوما بعد يوم على كراسي الحكم، وكانها طوق النجاة لها، دون ان يلتفتوا الى ما يدور حولهم ككل وبدون استثناء ويوميا من سقوط العشرات لا بل المئات من الشهداء والجرحى الابرياء، وفي كل شبر من ارض الوطن، وعلى يد العصابات المسلحة التي تصول وتجول في كل مدينة وقرية وبدون ان يناهلها الرادع، ودون ان تعير قادة جميع الكتل المذكورة اهمية لما

 

قد تطولهم يد الجريمة المنظمة والتي اصبحت كأعصار مدمر قد يؤدي الى فقدان التوازن وضبط النفس وتدور الدوائر على الكل، وحينها يدخل الشعب العراقي في دوامة حروب داخلية لا يحمد عقابها، ولا يمكن اخماد سعير نارها حتى تأكل الاخضر واليابس وتترك ارض الوطن محروقة ومقبرة جماعية. لهذا الشعب المسلوب الارادة والمغلوب امره. وحينها تبدأ الكواسر الخارجية والداخلية المتربصة به بتمزيق جسده الجريح. وقد لا يفيد الندم ولا الصحوة المتأخرة لمن يبقى من ممثلي الكيانات السياسية والاجتماعية والدينية، ولانها تكون كرجل في حال الموت السريري وليس من السهل انقاذ حياته بجرعة منعشة في غرف الرعاية الخاصة. لان الوقت يكون قد توارى والاعداء ركبوا صحوة جيادهم وبدأؤا بتصفية جميع الحسابات وترك الشعب العراقي الى المصير المجهول.

فهلا يا قادة الكتل السياسية والاجتماعية والدينية اصحاب النفوذ تحفزكم وطنيتكم وترن في اذانكم صرخة مدوية ونداء عاجل يطلقها جموع الجياع والفقراء وملايين الارامل والاطفال لتصحو على هذا الواقع المرير والمؤلم وتمدو الايدي لبعضكم وتنقذو الشعب والوطن وتنشدو نشيد هذه الارتال الضعيفة والغاضبة، والتي لا حول لها ولا قوة الا بضرورة التعجيل بقيام حكومة وطنية قوية تسرع ببناء الوطن على اسس سليمة وتفوت الفرصة على الاعداء والطامعين من الداخل والخارج . . . انه نداء المقهورين يا سادة البلاد الاجلاء.

                                                                     يوسف زرا

                                                                  1 / 11 / 2010       

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.