اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ما أشبه اليوم بالبارحة يا أعداء الديمقراطية ؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوسف زرا

مساهمات اخرى للكاتب

·        ما أشبه اليوم بالبارحة يا أعداء الديمقراطية ؟

 

ليس بالجديد في التاريخ أن ترفع قوى الظلام والرجعية شعار معادات ومحاربة القوى الديمقراطية العراقية, السياسية والثقافية والاجتماعية .

فالكثير منا شاهد عيان على ذلك, ومنذ قرابة نصف قرن مضى. حين شعرت التيارات القومية المتطرفة بتضييق الخناق عليها بعد قيام ثورة 14/تموز/1958 التقدمية, بدأت قياداتها الرجعية تتخبط في تحركاتها واتصالاتها المريبة بغية التأمر على الثورة الفتية منذ أيامها الأولى, وراحت تحيك الفتن وتخلق الاضطرابات بغية إرباك مسيرة الثورة وتحريف مسارها التقدمي وترعب الأحزاب السياسية التقدمية المتمثلة بالمنهج اليساري للطبقة العمالية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي والطبقة البرجوازية الوطنية وحزبها الوطني الديمقراطي ورمزها السياسي كامل الجادرجي. وحزب الاستقلال والحزب الجمهوري وغيرها. ومنذ أن فشلت جميع محاولات عبد السلام عارف وأعوانه في حزب قيادة الثورة ممثلة بشخصية الزعيم الركن عبد الكريم قاسم. بدأت وسائل الإعلام الرجعية والعميلة للمخابرات الأجنبية في أوائل عام 1962 تتوحد تحت يافطة القومية العربية, وتوعد وتهدد كل القوى الوطنية التقدمية, وبرزت صحفها الصفراء تتولى المهمة ومنها جريدة الفجر الجديد وجريدة بغداد وغيرها. تساندها أبواق إذاعة صوت العرب المصرية. وإذا كانت الحركات السياسية القومية المتطرفة ممثلة بحزب البعث والاتحاد القومي, قد رفعت شعار إسقاط الجمهورية العراقية الأولى وقيادتها التقدمية. فكان الدعم المادي والمعنوي كالسيل الجارف يأتيهم من دول الجيران, ولا حاجة لذكرها لأنها معلومة بأدوارها التآمرية وحتى هذه الأيام, وما استجد من غيرهم ولضرب القوى الديمقراطية العراقية بالذات حاليا.

فكان الانقلاب الدموي الأسود في 7/شباط/ 1963 على يد تلك القوى الرجعية المذكورة وما آل بالعراق من الخراب الاقتصادي والفوضى الأمنية فما أشبه اليوم بالبارحة, وبعد سقوط النظام الدكتاتوري في 9/4/2003 على يد قوى الاحتلال الأجنبي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

فكانت فترة هدوء نسبي للأشهر الأولى من بعد الاحتلال, حتى ظهرت على ارض الواقع فيض من الحركات السياسية وبتيارات فكرية بدون هوية أو منهج اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي ذات ملامح تقدمية تعي الديمقراطية وتحترمها. لابل ظلت ومن داخل مؤسسات دينية ومذهبية وذات نفوذ واسع على ارض الواقع تطلق بين حين وأخر شعارات محاربة الفكر والإلحاد والمقصود به كل مثقف وذي وعي سياسي واجتماعي يساري طبقي, ووطني معتدل. أي محاربة القوى والشخصيات الديمقراطية بدون استثناء, وذات الجذور التاريخية والمكانة المحترمة لدى جماهير الشعب الواعي. فلم يدم صمت التيار الديني والمذهبي المتطرف أكثر مدة, حين ضاق به الأمر وشعر بالتحرك الجماهيري الواسع وعلى كافة الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية للقوى الديمقراطية والتقدمية, ليس الغرض منها مكاسب آنية ضيقة على صعيد عدة كراسي في هذه الدائرة, وتلك من مؤسسات السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضاء ولها كل الاستحقاق التاريخي بذلك. بل الغاية النهوض بالمجتمع العراقي بكل مكوناته السياسية والاجتماعية والقومية والدينية, وتعريفه بالمرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن والشعب, وما يتركه الانفلات الأمني والفساد الإداري والمالي الذي استشر بشكل فضيع في جميع مؤسسات الدولة إلى جانب الجريمة المنظمة والإرهاب البشع ضد جميع مكونات هذا الشعب صعودها بأضعفها عددا اوسندا من الأقليات القومية والدينية ومنها الكلدو أشوري السرياني, واليزيدية, والصابئة والشبك والتركمان, وبالنسبة للمكون الأول (المسيحي) وما تقوم به العصابات الموجهة من الإرهاب المباشر بالقتل الجماعي والفردي لأبنائها العزل وبدون مسوغ عقلي. وإذا كانت بعض الشخصيات السياسية ذات النفوذ الديني والمذهبي وفي جميع مرافق الدولة الرسمية والشبه الرسمية وميليشياتها المسلحة, ترى ضرورة التحرك واستغلال الظرف المناسب للانقضاض على القوى الديمقراطية المذكورة أو تحجيمها وتهميشها كليا بغية قطع الطريق عليها ومنعها من التصدي لها بالوسائل المشروعة دستوريا كالتظاهر السلمي بغية كشف مخططاتها ونواياها المعادية لكل ماهو تقدمي سواء كان فكرا سياسيا واجتماعيا أو اقتصاديا وثقافيا وهذا ما يفزعها ويرعبها. ولهذا أبدأت عناصرها التي تولت الكثير من المناصب المهمة في الحكومات المحلية (مجالس المحافظات والقصبة والنواحي ) تصدر القرارات والأوامر بمنع أي نشاط ثقافي لجميع لجميع منظمات المجتمع المدني والتي تكفل الدستور العراقي بحريتها لما يخدم مفهوم ترسيخ مبدأ العمل بالحياة الديمقراطية  والتعددية الاجتماعية والثقافية والدينية إلى جانب السياسية والإدارية وغيرها .

واذا كان في اوائل العقد الاول من الالفية الثالثة قد تمكنت حركة دينية متطرفة في افغانستان ( حركة طالبان ) وبمساعدة باكستان وغيرها قد استولت على الحكم وبدأت بفرض وصاياها وفق عقلية دينية منغلقة حد العتمة وتوجت تطرفها اللا اخلاقي بتفجير اكبر تمثال في العالم لبوذا. رمز الثقافة التاريخية الدينية للملايين من شعوب اسيا. فكان رفات بوذا في قبره اكثر انشراحا وهدوءا من سابقه والذي توفي قبل اكثر من ( 2400 عام ) . لان تمثاله كان معروفا وهو منحوت في واجهة جبل بعلو ( 56م ) في افغانستان وبعض دول اسيا فقط ، فأصبح اكثر معرفة في جميع انحاء العالم وبفكره المسالم .

وان اصرار الجهات المنغلقة في مجلس محافظتي بابل وبغداد وغيرهما على منع اقامة مهرجانات ثقافية فتتخللها نشاطات فنية غنائية وموسيقية ورقص وعلى ورفض تدريس فن النحت والموسيقى والرقص والغناء في المعاهد واكادميات الفنون الجميلة في بغداد وغيرها. الى جانب الامر يرفع كل التماثيل القائمة في واجهات اكادمية الفنون الجميلة في بغداد وهي ناتج فني وثقافي للفنانين المبدعين من خريجي تلك الاكادمية. فبأي خانة تاهت تلك الشخصيات المسؤؤلة والتي امرت بذلك. وما محيطها الثقافي والفني التي تراه بديلا عن هذه الثروة الانسانية والتي حتى الطبيعة تتغنى بها .

يبدو انها وفي نظري تأخرت في تطبيق المستنسخ الثقافي لحركة طالبان حين حطمت تمثال بوذا وحرمت كل المظاهر الثقافية والفنية في افغانستان فهلا تتعضو يا سادة بأن الكراسي لا تدوم لاحد. وبقوله الامام علي الدهر يومان .  

فأن كان لك فلا تبطر وان كان عليك فأصبر فكلاهما سيزولان والشعب العراقي صبر كثيرا على الضيم والحرمان وان امتد صبره اكثر فالفرج له.

وانتم المتوارون لا محال في مجاهل التاريخ . . .

 

28/12/2010

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.