اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• مخاض الانتخابات والصراع الكراسي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
يوسف زرا

              مخاض الانتخابات والصراع الكراسي

 

اذا كان العنف الطائفي والمذهبي قد رسا على قواعد وقناعات لبعض القوى والاحزاب السياسية ذات النفوذ الديني ، واصبح استخدامه هو الووسيلة الوحيدة للوصول الى دست الحكم والتحكم بمصير هذا الشعب دون النظر الى الوراء قليلا،وما الت اليه الحالة للسنين الاربع الماضية بصورة خاصة للبرلمان المنتهية دورته في الشهر الماضي ، ورئيس الوزراء هو الاخر المنتهية ولايته بعد الانتخابات التي جرت في 7\3\2004 .

 

فان مايمكن قرائته في الافق السياسي القريب هو بدء سلسلة من الصراعات الدموية كوسيلة مهيئة مسبقا لكل كتلة للضغط على من ينافسها على تولي المناصب السيادية الثلاثة ،رئاسة جمهورية ،رئاسة الوزراء،رئاسة البرلمان. وفق المفهوم القانوني الذي يحددها للاغلبية النسبية في البرلمان المنتخب الجديد ،ولم تتمكن أي قائمة تحقيق ذلك لعدم حصولها الاغلبية الساحقة. فان اللجوء الى التكتل اصبح العامل الوحيد لكسب المعركة مع الاستفادة من الضغوط الارجية للدول المجاورة والمشخصة مسبقا لاي واع ومتتبع للسناريو السياسي . وماهو مخطط له في الاقبية السرية للمخابرات الغربية وبعض الدول الشرق الاوسطية المكشوفة ايضا. فان الكتلة الموالية لايران لابد ان تلجاء الى منطوق قانوني يمكنها من تشكيل الحكومة الجديدة برئاستها ،اي تحقيق شرعية الكتلة البرلمانية وليس القائمة المتقدمة بفارق ضئيل من الاصوات وشرعيتها الرسمية ،وان القائمة الكردستانية لها شروطها الخاصة وبامكانها الضغط على اية كتلة للدخول معها في الحكومة الجديدة.

 

ورغم التصريحات التي توالت عقب اعلان نتائج الان تخابات المذكورة بان السلطة ستنتقل سلميا وبلذات على لسان رئيس الوزراء نوري المالكي المنتهية ولايته. الا انه ما افرزته الايام الاخيرة من اعمال العنف والجريمة الموجهة في بغداد خاصة والتي كانت المحصلة ليومي 4\6\2010 عشرات الشهداء والجرحة.

 

ففي هذه الحالة من الصعب التكهن بمستقبل الديمقراطية السياسية ومسارها السلمي الذي ينتظره الشعب العراقي بكافة مكوناته الاجتماعية والسياسية والدينية ، والذي كاد ان ينفذ صبره من كثرة التصريحات الطنانة والوعود الفارغة من قبل روئساء القوائم المتنافسة في العملية الانتخابية ، وخاب امل غالبية القوى السياسية والشخصيات الوطنية والديمقراطية من النتائج التي ظهرت دون ان يكون ولو ممثل واحد لها في البرلمان الجديد، أي بمعنى ان الكتل الاربعة –الائتلاف الوطني العراقي،العراقية،قائمة دولة القانون،والتحالف الكردستاني. التي حصلت اكثر من 90% من مقاعد البرلمان.

 

وان غياب القاسم المشترك المطلوب وجوده بينها،هو مصلحة الشعب والوطن العليا فوق مصلحة أي طرف سياسي ،كل هوية الوطنية في المقدمة واحترام الديمقراطية بأوسع مفاهيمها والذي اقرها الدستور العراقي كوثيقة تاريخية لبناء دولة فيدرالية معاصرة وفق منظور تعددي سياسي وقومي تمثل في جميع مؤسساتها ( الدستورية ، التشريعية ، التنفيذية والقضائية) جميع مكونات هذا الشعب دون النظر الى الاكثرية والاقلية بل مفهوم الحسابي البسيط ، كمبداء ثابت الشخص المناسب في المكان المناسب . مع احترام خصوصية كل مكون من الناحية الاجتماعية والعقائدية.

 

ولابد من احترام هيبة دولة القانون والسلطات المذكورة ، والسعي الى جعل العراق جمهورية ديمقراطية فيدرالية ذات السيادة ، والتعجيل باستقرار الامن والعمل على ازدهار الاقتصاد المترنح . مع تكفل الحكومة القادمة بلضرب بيد من الحديد على قواعد الارهاب والجريمة المنظمة والفساد الاداري والمالي ،وانهاء حالة الاحتلال الاجنبي للوطن ، والتخلص من البند السابع الذي هو الاخر يقيد ازدها ر الاقتصاد ويقلل من الاستثمارات المالية وغيرها .

 

واذا اخذنا بنظر الاعتبار الاحداث الموسفة التي وقعت في الايام الاخيرة في بعض المدن ومنها العاصمة بغداد بلذات ،وذلك بعد شهر واحد من انقضاء عملية الانتخابات ،وراح ضحيتها العشرات لابل المئات من الشهداء والجرحة ونسف دور السكن. فهذا مؤشر مؤلم وخطير يحمل في طياته استمرار لابل تصعيد مكشوف لأعمال الاغتيالات والقتل الجماعي للذي هوفي صلب حلبة الصراع من روئساء القوائم والكتل السياسية المئتلفة بيها ،والتحدي السافر لقوى الارهاب بافشال  التجربة الديمقراطية الفتية في العراق ، وابقاء الوطن ساحة صراع بين مكوناته الاجتماعية والسياسية داخليا ودور بعض دول الجيران السلبي بذلك.

 

فان تجربة الشعب العراقي بقرابة قرن من الحكم الوطني ، ومارافق هذه المسيرة الطويلة والشاقة من النضال الدووب لقواه الوطنية والديمقراطية من اجل قيام نظام حكم جمهوري ديمقراطي فيدرالي تسوده العدالة الاجتماعية والامن والازدهار الاقتصادي ،ولاشك بان المقاوات المادية للثروات الوطنية الهائلة التي يمتلكها العراق ،كفيلة اذا استثمرت بشكل علمي وعملي لاصبح هذ   ا الوطن وشعبه قبلة انضار العالم .

 

فلا بد لقادة الحركات والاحزاب السياسية الوطنية الانفتاح على البعض واحترام حق الشعب العراقي في العيش الكريم والامن الدائم .

 

فان استقتاب معركة الكراسي وفرض الزعامات بوسائل غير ديمقراطية ليس في مصلحة أي طرف مهما كان نفوذه السياسي والاجتماعي .فان ادراك ذلك من قبل الجميع وفيالضرف بلذات هو تكريس الديمقراطية  وخدمة الانسان كأسما هدف ويفوت الفرصة على جميع اعداء الشعب والوطن

 

يوسف زرا _القوش

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.