اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

نعتذر حصل سوء فهم وتشابه بالاسماء -//- عصام شابا الكلداني

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

بلتيقة:

نعتذر حصل سوء فهم وتشابه بالاسماء

عصام شابا الكلداني

نعم هكذا كانوا يقولون ( نعتذر حصل سوء فهم وتشابه بالاسماء )  بعد ان يمارسوا على من يلقى القبض عليهم اسوأ انواع التحقير والاذلال والقسوة والتعذيب النفسي للموقوف ظلما او كيدا ومن ثم يطلقون سراحه باهانات اكثر بعد ان يقضي اياما او اسابيعا واحيانا شهورا كاملة تحت مسمى التحقيق بجرم لم يرتكبه الموقوف ... ومن ذكرياتي القاسية التي حصلت لي مرة فعلا  ما يدعوا الى السخرية والضحك على الذقون ( على كولة المثل العراقي ) ... والقصة باختصار ::

انهيت دراستي الجامعية عام 1981 وتخرجت من اكاديمية الفنون قسم الفنون المسرحية مع مجموعة خيرة من طلاب الاكاديمية .. التحق الجميع بالخدمة العسكرية باستثنائي انا ،  حيث اعفيت من الخدمة لكوني معوق في الذراع الايمن.. فتم تعييني مدرسا لمادة المسرح في معهد الفنون / نينوى... لم يستمر الامر طويلا حتى انطلقت عام 1986 ابواق نداء اعادة الفحص الطبي للمعفوين من الخدمة العسكرية في مستوصف شرحبيل في بغداد.. وحين دخولي لجنة اعادة الفحص ، قال لي احد الضباط وكان برتبة عميد ( ابني تعذرني ما اكدر اعفيك , لأن الامر جاء من القيادة بتجنيد كل الخريجين وما يستثنى منهم الا الاعمى) وفعلا سوقوني كجندي مكلف غير مسلح شرحبيل ، بعدها التحقنا بمركز تدريب الموصل في شهر كانون الثاني 1987 ،ومن ثم بعد ثلاثة اشهر تم نقلنا الى مدرسة الشؤون الادارية في بغداد ، وبعد انهاء دورة التدريب تم نقلنا الى الوحدات ، وكان نصيبي هو مذخر تموين فايدة  في مدينة دهوك والذي مكانه السوبر مارك الكبير في الوقت الحاضر.. وحالما التحقت بالمذخر وكان ذلك في شهر اب عام 1987 شعرت بغربة لم اشعر بها طوال حياتي . ولكن ما جعلني اتجاوب مع الوضع هو مساعد امر المذخر الملازم الاول ( ح ، ح ، ش ) الذي حين عرف بانني تدريسي في المعهد عاملني بانسانية منقطعة النذير وجعلني مقرب منه جدا انا والطبيب البيطري للمذخر الجندي المكلف عبد الكريم من اهالي كركوك.. لأننا كنا الوحيدين من يحملون شهادة جامعية في المذخر الذي يبلغ تعداد منتسبيه ( 30) منتسبا بين جندي وضابط.. اما الامر ... سامحه الله العميد ( ظ ، ط ) .. فكان من القسوة والظلم ما بعده ظلم على جميع الجنود وحتى على المساعد.. لذا كان الكل يكرهه ويهابه في نفس الوقت.. وحالما علم بانني استاذ جامعي حاول اذلالي بكل طريقة .. اذ نسبني للعمل العضلي كحمال للطحين وزجني بعمليات تنظيف المذخر رغم انني جئت الى المذخر بكتاب رسمي من مدرسة الشؤون الادارية منقولا بصفتي جندي غير مسلح كاتب .. وياليت الامور توقفت عند هذا الوضع.. ولكن .. وفي احد ايام شهر ايلول عام 1987 لم اجد الا ورئيس عرفاء الوحدة يطلق صفارته ويدعونا للتجمع.. وحالما تجمعنا لم اجد الا ومجموعة من الاستخبارات العسكرية تهجم علي وتكبلني وتقودني الى عربة البيكب وقبل ان ينطلقوا عصبوا عيني .. وبعد ربع ساعة من مسيرة البيكب انزلوني وفتحوا العصابة عن عيني فاذا بباب كبير يفتح لنا ، حينها ضربني احدهم بعصا سوداء بلاستيكية على ذراعي الايسر ( علما ان ذراعي الايمن مكسور ) حينها فقدت الوعي حالا... لم اعلم حينها ما نوع العصى.. لكنني عرفت بعد ذلك كونها عصا كهربائية.. وبعد عدة ساعات صحوت على صوت عدد من الجنود المسجونين وهم يرشون الماء على وجهي .. وحالما استفقت اخذوا بمواساتي .. فسالتهم عن سبب وجودي ووجودهم قالوا ( موقوفين سياسيين) .. يعني انا معهم موقوف سياسي .. ولكن اي سياسي .. واي حزب انا انتمي اليه..؟ ذلك ما لم اعلمه ... وكان بين ساعة واخرى يمر علينا احدهم ويسخر منا او يطلق عبارات الاهانة والتهديد والوعيد من خلال الحرب النفسية التي كانت سيدة الموقف حينها.. وفي المساء وكانت الساعة العاشرة تقريبا ... ولن انسى ذلك التاريخ من حياتي ,, كان يوم عيد الصليب 14/9/1978 .. جاء احدهم ونادى علي باسمي ومن ثم اطلق عبارته الغير لائقة قائلا( تعال زمال ... الامر يرديك)  .. ومن ثم مسكني من كتفي ودفعني بقوة جعلني اتعثر في مسيري .. وحين وصلنا الى غرفة الامر .. طرق الباب وقال للآمر ( سيدي جبته للحيوان) .. دفعني العريف بقوة امام الضابط الذي ابتسم قليلا وقال لي ( يابه طلعت انت ما عندك شي .. طلعت انت لا منهم ولا هم يحزنون.. وبعدين صار هناك تشابه بالاسماء .. فاحنا نعتذر ) ... ثم قال للجندي ... اوصله الى الباب النظام واعطه خمسة دنانير ليذهب الى اهله.. والحق يقال زودني الرجل بنموذج اجازة رسمية خمسة ايام .. وحالما وصلنا الى باب النظام . ودعني الجندي الظالم بضربة اخرى بيده على ظهري .. لأنطلق الى حيث الشارع العام وانا لا ادري اين انا.. حينها اوقفت سيارة اجرة واستعلمت منه بانني في قلعة فايدة .. فطلبت منه ان يوصلني الى بلدتي تللسقف .. تلك كانت احدى قصصهم التي يقولون فيها دائما( نعتذر ... حصل سوء فهم.. او تشابه بالاسماء ).. صدقوني لحد هذا اليوم وبعد مرور بما يقارب الـ (26) سنة على تلك الحادثة .. لا اعرف لماذا القوا القبض علي وما هي تهمتي ولا اعرف من الذي اوشى بي .. تحياتي

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.