اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حكاية الشيخ عصمان مع النذل جربان// عصام شابا فلفل

تقييم المستخدم:  / 2
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

              بلتيقة:

حكاية الشيخ عصمان مع النذل جربان

عصام شابا فلفل

 

اصبحت الخيانة رمزا مشاعا لدى بعض الناس في عصرنا الحالي ، بسبب الحقد والكراهية التي تركب الخائن تجاه الاصلاء ، وقد يتعرض كل انسان الى غدر وخيانة اقرب الناس اليه ، وخاصة من الذين يكون قد عمل معهم معروفا ، اوكان يعتبرهم يوما من اصدقائه المقربين ، وهناك قصص معروفة كثيرة على مثل تلك الحوادث حدثت عبر التاريخ الانساني الطويل ، نذكر منها قصة الامبراطور الروماني يوليوس قيصر التي خلدها الكاتب المسرحي العظيم وليم شكسبير ، حين غدر اصدقاؤه المقربون به وقاموا بقتله ، فلم يحزنه منهم ذلك الا غدر صديقه الحميم بروتس ، حيث صُدِم من ضربة خنجر بروتس في خصره فقال له عبارته المشهورة ( حتى انت يا بروتس...؟)، تلك العبارة التي اصبحت مثلا يضرب لكل صديق خائن حين تنكشف عورته امام الناس  .. كما ان هناك حكاية انثى الضبع المسماة ام عامر التي غدرت بالرجل الطيب الذي اواها حين كانت مشرفة على الموت في احدى الليالي اثر اصابتها بجروح خطيرة من قبل عدد من كلاب الصيد، اذ لما طاب جرحها قامت وبقرت بطن الرجل الطيب الذي انقذها ، وحينها قيل بيت من الشعر وهو ( من يعمل المعروف بغير اهله. يقلب معروفه ذما عليه ويندم).. فالغدر موجود من بدء الخليقة ، لكن اصعب واقسى الغدر حين ياتيك من اصدقائك الذين تعتقدهم اوفياء لك ، وتكون انت  الذي علمتهم واوصلتهم الى مكانة لم يكونوا قد حلموا بها طوال حياتهم ، حيث يتكلمون معك دوما بكلام معسول ومنمق ومليء بعبارات المدح والتقييم ، وفي الوقت ذاته يقومون بنصب الشراك لك بكل خبث ومكر في سبيل ان يحتلوا مكانتك او ان يجلسوا على الكرسي التي انت تجلس عليه.. وهنا ساورد لكم حكاية تتحدث عن الغدر سمعهتا من والدي وهي حكاية الشيخ عصمان مع النذل جربان.. تقول الحكاية:

   كان الشيخ عصمان من كبار المشايخ المعروفة لدى القبائل العربية في البادية ، اذ كانت تؤم ديوانه كل القوافل التي تمر من ضيعته قاصدة بلدانها وضيعاتها ، كان الشيخ راجح العقل قويم الخلق كريم الطباع رزين الكلام، لذا كان كل شيوخ القبائل الاخرى يقصدونه لحل خلافاتهم ونزاعاتهم ويستشيروه في امور مستعصية عليهم، كان الجميع يحترمونه ويكنون له كل المودة والاخلاص ، وحدث مرة ان نشب خصام بين قبيلتين في البادية لأجل عين ماء تورد عليها قطعان القبيلتين ،وقد احتدم الخلاف بينهما ووصل الى حد الاقتتال ، وهنا كان لا بد من فض النزاع بين القبيلتين من قبل الشيخ عصمان ، وفي صباح احد الايام نهض باكرا وحمل بندقيته وسرج فرسه وامتطاها واتخذ طريق تلك القبيلتين ، كان يحمل في خرجه رغيفين من الخبز وجود الماء ، وحين حل عليه الظهر واخذت حرارة الشم تلفح وجهه قرر ان يستريح قليلا فترجل عن فرسه وجلس بظله واخذ يقضم بعضا من الخبز ويشرب من جود الماء ، ومن ثم قام ثانية وامتطى الفرس وسار في سبيله ، وبعد مرور دقائق معدودة فاذا به يشاهد عن بعد رجلا مرميا على الرمال قد هلكه الجوع والتعب .. ترجل الفارس عن فرسه وتقدم الى الرجل وسقاه من جود الماء ، وبعد قليل استفاق الرجل وعاد الى وعيه ، فقام الفارس واخرج له رغيف الخبز واطعمه .. وبعد قليل حمله خلفه على فرسه وسار في طريقه .. ولم يكن ذلك الرجل الا النذل جربان  الذي طرده ابناء عشيرته لخيانته لهم واعتدائه على اشراف قومه ، لذا فقد كان مصيره ان يقع في تلك البادية دون مساعد لولا مرور الشيخ عصمان الكريم .. وبعد مسير بعض من الوقت ، لعبت الخيانة بضمير جربان مرة اخرى ، اذ لم يغزر فيه الملح والزاد الذي تناوله قبل قليل من يد الشيخ عصمان ، فما كان منه الا ان هجم على الشيخ عصمان من الوراء ورماه واسقطه عن فرسه على الارض واخذ الفرس وانهزم به ... وهنا صاح عليه الشيخ عصمان قائلا ..( يا ولدي .. دير بالك عالفرس لأن هاي اصيلة بنت الاصايل وما تقبل الضيم وما تحب الا الرجل الوفي .. دير بالك ابني هاي تكتل الخونة ).. ولكن جربان اخذ بالاستهزاء من الشيخ وانطلق بسرعة حتى اختفى عن الانظار.. نهض الشيخ عصمان مبتسما وسار باتجاه القبيلة رجاؤه المقصود لأنه كان يعلم بان جربان سوف تقتله الفرس بعد حين ، وما هو الا بعض من الوقت حتى لاحت له فرسه قادمة بسرعة الريح دون النذل جربان ,,فاخذ يحضنها ويقبلها ، وامتطاها ثانية وبعد فترة وجيزة شاهد جربان وقد سقط عن ظهر الفرس على احد الصخور والدماء تسيل منه ... فاخذ يسترحمه ، ولكن الشيخ قال له..... ( شوف وليدي .. اني عرفتك من اول ما شفتك وعرفت انو انت جربان النذل.. لكن كلت عسى ولعل تعود الى رشدك وتصير ادمي .. لكن يبدو انو طبع الخيانة بيك ، ولهذا كمت انت وبكت الفرس ورميت الرجل اللي خلصك من الموت .. فما ا دري راح يحاسبك ضميرك يوم من الايام وتعترف بالحقيقة  وتكول اني اللي بكت فرس الشيخ عصمان واني رميته من الفرس ...!!! لو تظل طول عمرك خائن ....؟؟)..فمن له اذنان للسمع فليسمع....!!!!!!  تحياتي

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.