اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

في شباط عام 1963 استبيح الدم العراقي..!// بشار قفطان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

بمناسبة مرور 54 عاما على انقلاب شباط الدموي..

في شباط عام 1963 استبيح الدم العراقي..!

بشار قفطان

 

في هذه الايام  تمر الذكرى الرابعة والخمسون للانقلاب  الدموي في شباط..

يوم الثامن من شباط عام 1963م في يوم الجمعة المصادف الرابع عشر من رمضان،

  لم يكن يوما عاديا يمر على الشعب العراقي ... إذ حققت قوى البعث ومن تحالف معهم من أعداء ثورة الرابع عشر من تموز نجاح ما خططوا له في الدوائر الغربية، وبدعم مباشر من بعض الأنظمة العربية التي ناصبت ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام 1958م الحقد والعداء، نتيجة التحولات التقدمية التي أنجزت في عمر الثورة، التي لم يمض سوى أكثر من  أربع سنوات على نجاحها.

الانقلاب لم يكن مفاجئة لبعض القوى الوطنية والتقدمية التي كانت تحذر من وقوعه, نتيجة النهج ألا ديمقراطي الذي مارسته حكومة الثورة في حل المشاكل الديمقراطية التي كان يمارسها نظام الحكم ، وممارسة سياسة (الفرق تسد) , لكن السلطة القائمة كانت غير آخذة بتلك التحذيرات بعين الاعتبار، وعمدت إلى إعادة معظم الضباط المشكوك في ولائهم إلى مواقع مهمة في سلطة الدولة، وهم  قاموا بعدة محاولات انقلابية فاشلة، ومنها محاولة اغتيال الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم يوم الأربعاء المصادف في السابع من تشرين الأول من عام 1959م، حيث أعيدوا إلى مراكزهم المسئولة في قيادة الجيش والقوات المسلحة، وإبعاد العناصر الوطنية المدافعة عن المنجزات التقدمية التي حققتها حكومة الثورة من تلك المراكز.

 لقد سبق تنفيذ الانقلاب ما قام به الاتحاد الوطني  لطلبة العراق وهو من واجهات حزب البعث، من تنفيذ وفرض الإضراب الطلابي بقوة السلاح على طلبة الجامعات والكليات والمعاهد والثانويات.. وسبب إرباكا للوضع العام بسبب دعم بعض الأجهزة الامنية لهم، واعتقال ومطاردة الطلبة الذين وقفوا بوجه الإضراب. كل ذلك مهد الطريق أمام التسريع في خطة تنفيذ الانقلاب. نجح الانقلابين في إغراء السلطة بالولاء لها، والتقرب من قيادتها  تزلفا ورياءً.

وفي ليلة السابع من شباط / على فجر الثامن منه، قام بعض الضباط باعتقال الضباط الطيارين الوطنيين المحسوبين على السلطة في مواقع تواجدهم.. وفي ساعة مبكرة من صبيحة يوم الثامن من شباط من ذلك العام  كانت ساعة الصفر، تنفيذ عملية اغتيال قائد القوة الجوية الشهيد الزعيم جلال الاوقاتي، بعد ذلك قامت طائرتين من نوع ميكَ بالإغارة وقصف وزارة الدفاع. وعندما تأكد قادة الانقلاب  من وجود قائد ثورة الرابع عشر من تموز والضباط المدافعين عن الثورة في وزارة الدفاع، حركوا مجموعة من الدبابات وطواقمها رافعين عليها صور عبد الكريم قاسم للتمويه وإيهام الجماهير المحتشدة امام وزارة الدفاع زاعمين محاولتهم إفشال الانقلاب، وعندما اتخذت تلك الدبابات مواقعها قامت طواقمها يوجهون فوهات أسلحتهم صوب الجماهير المحتشدة وقتل العديد من المواطنين العزل، تصدي الجماهير لتلك الآليات العسكرية.

بقيت وزارة الدفاع تحت الحصار حتى اليوم التالي المصادف التاسع من شباط الذي ارتأى فيه عبد الكريم قاسم ان  يسلم نفسه الى سلطة الانقلابيين حقنا للدماء .. ولم ينتهي قادة الانقلاب عند هذا الحد..  وإنما واجهوا الجماهير العزل التي خرجت عن بكرة أبيها المؤيدة لثورة الرابع عشر من تموز وانجازاتها التقدمية بالرصاص الحي كما حصل في العديد من المناطق والاحياء كما حصل في شارع الكفاح وعكَد الاكراد ومدينة الثورة والشاكرية والصالحية، والمواجهة مع ابناء الكاظمية البطلة  التي استمرت عدة ايام.. وكما حصلت مواجهة التظاهرات في معظم المدن العراقية التي خرجت ضد الانقلاب.. وعزز الانقلابيين مواقعهم في إصدار بيان الإبادة رقم 13 سيء الصيت الذي أصدره الحاكم العسكري رشيد مصلح اوجب فيه قتل الشيوعيين وأنصارهم أينما وجدوا، ذلك البيان المشئوم الذي جرى تطبيقه على الشبهة والشك، من قبل أفراد الحرس القومي، وراح ضحيته  العديد من الناس الأبرياء بغض النظر عن الانتماء الى الحزب الشيوعي العراقي  او القوى السياسية الأخرى المعادية للبعث وحلفائه، او من الشخصيات الوطنية والديمقراطية والتقدمية.

وجرت حملة اعتقالات واسعة شملت عشرات الآلاف من المواطنين من الرجال والنساء والطلبة والشباب والعسكريين.. غصت بهم المعتقلات في جميع أنحاء العراق واستغلت المدارس والنوادي والسينمات وسجن رقم واحد في  معسكر الرشيد.. ومعتقل خلف السدة، وكذلك النادي الاولمبي في الاعظمية وافتتح قصر الرحاب وأطلقت عليه تسمية قصر النهاية ليكون مسلخا بشريا ذاع صيته السيئ، وجرت تصفيات لخيرة ابناء الشعب من المدنيين والعسكريين سواء تحت وطأة التعذيب الوحشي. او من خلال تنفيذ بيان الإبادة الجماعية السالف الذكر، سلام عادل. محمد حسين ابو العيس، حسن عوينة. عبد الرحيم شريف،  توفيق منير. لطيف الحاج، عدنان البراك، عبد الصاحب مرزة، سعيد متروك، وصفي طاهر، خزعل السعدي ماجد محمد امين، حسين خضر الدوري، عبد الكريم قاسم, فاضل عباس المهداوي، طه الشيخ احمد، كنعان حداد والمئات من المدنيين والعسكريين.

لقد كانت ايام فترة الانقلاب ايام دامية ارتكبت فيها ابشع المجازر الدموية،  استبيح بها الدم العراقي بشكل غير مألوف  ما زالت اثاره باقية  يعاني منها العديد من أبناء شعبنا في الحصول على استحقاقاتهم،

وقد عبر عن هوية الانقلاب وجرائم منفذيه شاعر العرب الأكبر الجواهري في قصيدة  ميمية عصماء  وثقت تلك الجرائم الى يومنا هذا يتداولها العديد من ابناء الشعب ( امين: لاتغضب) خاطب فيها الشخصية اليسارية اللبنانية الصحفي امين الاعور،

 

 

أمينُ لا تغضبْ فيومُ الطـَّغامْ

آتٍ وأنفُ شامتٍ للرَّغامْ

أمينُ لا تغضبْ وإنْ هُتـِّكَ الـ

سِّتـْرُ وديستْ حُرُماتُ الذِّمام

وإنْ غدا العيد وأفراحُهُ

مآتِما ً في كل بيتٍ تـُقامْ

أمينُ خلِّ الدم   ينزِفْ دمـاً

ودعْ ضراماً ينبثقْ عن ضرامْ

وخلِّ سوحَ المجد ينهضْ بها

ركامُ موتٍ عن بقايا رُكامْ

ودعْ مُدى السفـّاح مشحوذةً

ظمآنة ً، يُبَلُّ منها الأُوامْ

خمسونَ عاماً وقتيلُ الكفاح

              يشيبُ منه الطفلُ قبل الغلام

خضناهُ جبّارينَ في سوحِهِ

                     أهونُ ما نلقاه موتٌ زُؤامْ

فالصبحُ أبهى ما يُرى حسنُهُ

إذا استطالت غَمَراتُ الظلامْ

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.