اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (607)- افكار وتطورات فنية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (607)

(ارجو مساهمة الجميع في طرح آرائهم للمساهمة

في تثبيت الافكار الفنية)

***

افكار وتطورات فنية (هامش1)

         من خلال العرض المختصر فيما سبق من حلقات، لحالة الاداء المقامي العراقي في القرن التاسع عشر، تـُـوقِـفـُـنا مشكلة تبدو مهمة جدا، هي قضية التطورات الفنية في الاداء المقامي العراقي والتقدم الفكري والفني والمنظور المستقبلي لمضمون هذا الاداء عبر التطورات الزمنية للمراحل الثقافية التي يمر بها غناء وموسيقى المقام العراقي ونحن مقبلين على القرن العشرين، ولابد ان نوضح قبل كل شيء. بأن كل التطورات والابداعات العملية الادائية والفكرية في غناء وموسيقى المقامات العراقية، خلال القرن التاسع عشر حتى المطرب رشيد القندرجي واتباع طريقته في النصف الاول من القرن العشرين، كانت محلية بدرجة كبيرة..! تصل حد النقاء التام في شكل ومضمون غناء المقامات العراقية، وطنية تماما. اضافات من صلب المقامات العراقية، تقديم او تأخير في بعض القطع والاوصال والجمل اللحنية، حذف بعض الجمل اللحنية ووضع غيرها محلها من نفس المضامين المقامية المحلية. وغير ذلك من الابداعات المحلية الضيقة، فالابداعات والتطورات إذن محلية تماما..! حتى ظهور المطرب الثائر المتمرد محمد القبانجي (1901 – 1989م)، الذي كسر طوق المحلية لاول مرة في تاريخ الغناء المقامي، الذي تطورت في زمنه وسائل النشر والتوزيع والحفظ والاتصال أكثر من السابق نسبيا، ولعل الاهم من كل ذلك، التطور التدريجي للابتكار العظيم –جهاز التسجيل الصوتي– الذي سهّل عملية الاستماع الى موسيقى الغير من البلدان المجاورة..! وبهذه التطورات المستمرة في التزايد، تأثر محمد القبانجي وغيره من المغنين، بموسيقات البلدان حوالينا ونقل بعض من جملها الغنائية الى اداءاته المقامية بروح عراقية جميلة. وعليه نستطيع القول بأن حداثة جديدة بدأت في غناء وموسيقى المقام العراقي خلال القرن العشرين مع ظهور محمد القبانجي..!

 

        وقد رأينا، ان ابرز مغني ونقاد وكتاب المقام العراقي في حقبة القرن التاسع عشر حتى عصر رشيد القندرجي في النصف الاول من القرن العشرين، قد خطوا أهم خطوة تاريخية الى امام، نسبة الى فترتهم الزمنية الثقافية، وذلك بالابقاء على الصيغة التاريخية لفكرة التطور والابداع المقامي..! فقد قدموا في اداءاتهم المقامية مفهوم ادائي مثالي في الالتزام الصارم بالاصول الادائية والمحافظة عليها بكل ما استطاعوا الى ذلك سبيلا. بل جعلوا فهم هذه الاصول –الشكل المقامي form– من قبل اي مطرب مقامي في مقدمة امتداحهم وتقييمهم لذلك المطرب، حتى لو كان ذلك المطرب لا يمتلك صوتا جميلا، بل حتى لو ندر ان يُستمع إليه..!! المهم في الامر انه حافظٌ للاصول المقامية التاريخية. وهو ما تجسد في كل نتاجات موسيقى وغناء المقامات العراقية في التسجيلات الاولى خلال عقود القرن العشرين الاولى. واليك عزيزي القارئ الكريم اهم المضامين والاسس الفنية التي اعتمدتْ عليها الطريقة القندرجية في المقام العراقي التي ارسى دعائمها المطرب المقامي الفذ رشيد القندرجي والتي بزغ نجمها منذ بدايات القرن العشرين.

 

1 – انها خلاصة الطرق التقليدية القديمة، حيث مثلت الاتجاه الجمالي الكلاسيكي في لغة الاداء المقامي.

2 – الحفاظ الصارم على الشكل المقامي (فورم (form اي الاصول التاريخية التقليدية للمقام العراقي والالتزام بها قبل اي التزام آخر.

       3 - التاكيد على المضامين التعبيرية الرصينة والتفنن بالايجاز وعدم الاسهاب في الغناء.

       4 – نتيجة الاهتمام المفرط بالشكل المقامي التقليدي والمسارات اللحنية التقليدية، اصبح الاهتمام بتوضيح مفردات الشعر المغنى والنطق بالكلمات والحروف ضعيفا وغامضا، بحيث من الصعب معرفة القصيدة او الزهيري المغنى او فهم معاني مضامينهما..! 

      5 - تعد –الطريقة القندرجية- آخر الطرق الادائية في غناء المقام العراقي التي امتازت بالنقاء البيئي والتعبير عن المضمون الوطني والقومي للبلد. رغم انها ادركت التحولات والتوسع الصناعي الكبير في وسائل الاتصال والنشر والتوزيع.

       6 – وصول التعبير عن شكل موسيقى وغناء المقام العراقي ومضمونهما الى ذروة كلاسيكية في المسارات اللحنية المقامية العريقة المتسمة ببعض الزخارف والتحليات.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

رشيد القندرجي مقام العجم عشيران

https://www.youtube.com/watch?v=-gLslDQs7Y4

 

هوامش

1 – هامش1: من كتابي الموسوم بـ (الطريقة الزيدانية في المقام العراقي واتباعها) الصادر في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2013، ص 67 و 68.

 

 

حسين الاعظمي يمينا والفنان الكبير طالب القرغولي في عمّان 2006

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.