اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (638)- رواد المصارعة العراقية /3

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (638)

(ارجو مساهمة الجميع في طرح آرائهم للمساهمة

 في ارشفة المصارعة العراقية)

***

رواد المصارعة العراقية /3

      الرواد الاوائل في مصارعتنا العراقية، ان كانت مصارعة تراثية زورخانة او مصارعة عفوية على شواطئ انهر العراق الخالدة، الذين زرعوا اللّـبنات الاولى لتاريخ مصارعتنا الحديث خلال القرن العشرين، عباس الديك ومجيد لولو وعوسي الاعظمي ومهدي الزنو وعبد الهادي البياتي والالماني الهر كريمر وغيرهم الكثير، هم الذين يعود الفضل لهم في وضع الحجر الاساس في بلدنا العراق لرياضة المصارعة النظامية ذات القوانين الدولية المتعارف عليها في جميع انحاء العالم، حتى تكللت جهودهم اخيرا بانظمام العراق الى خيمة الاتحاد الدولي لرياضة المصارعة الحرة والرومانية اواخر اربعينات القرن العشرين. ومن ثم تاسيس الاتحاد العراقي المركزي للمصارعة الحرة والرومانية عام 1950. لتبدأ مرحلة جديدة بكل معنى الكلمة، مرحلة فصلت بين العفوية وبين تطبيق النظام الدولي لمجريات المصارعة بواسطة الاتحاد المركزي العراقي للمصارعة المؤسس حديثا والمنظم الى خيمة الاتحاد الدولي. ولعل مشاركاتنا الدولية التي انصهرنا بها منذ خمسينات القرن العشرين، كانت دليلا قاطعا في علو كعب ما بناه ابطالنا المصارعين التراثيين والعفويين خلال النصف الاول من القرن العشرين، ليظهر على الساحة العراقية والعربية والدولية منذ بداية المرحلة الجديدة في النصف الثاني من القرن العشرين، ابطال كبار خلدهم التاريخ امثال مهدي وحيد وصالح مهدي بحر وموفق محمود غنام ورحومي جاسم وعبد الرزاق محمد صالح وامير اسماعيل حقي وخلدون عبدي وقاسم السيد وكريم رشيد الاسود وغيرهم الكثير. فكانت مشاركتنا الدولية الاولى في الدورة العربية الاولى التي اقيمت في الاسكندرية بمصر العربية عام 1953. حيث شارك العراق بثلاثة مصارعين روّاد هم الابطال مهدي وحيد وصالح مهدي بحر وموفق محمود غنام، وحصلنا على اول الاوسمة في اول مشاركة لنا عربيا او دوليا، وكانا وسامين برونزيين..!

 

     كانت هذه هي التجربة الاولى لمصارعتنا العراقية خارج المحلية. اذ يبدو ان مصارعينا لم يقنعوا بنتيجة المشاركة الاولى في الاسكندرية، واعتبروها تجربة اولى لابد ان تصادفها مصاعب نفسية او اعدادية او رهبة المشاركة الاولى واهتزاز الثقة بالنفس..! ولكن ابطالنا في الدورة العربية الثانية التي اقيمت في بيروت عام 1957 حيث شارك العراق بفريق مكتمل، كان مفاجئة البطولة برمتها، حيث استطاع الفريق العراقي استعادة ثقته بنفسه ويكون مفاجئة البطولة ليحرز فيها بالمصارعة الحرة الوسام الذهبي فرقياً، برصيد ستة اوسمة ذهبية ووسامين فضيين ووسامين برونزيين..! أي أن الفريق العراقي برمته حصل على اوسمة..! ولم يشارك الفريق العراقي بالمصارعة الرومانية بسبب اعتداء الجيش اللبناني على الفريق العراقي وشب نزال بينهما ادى الى عدم مشاركة الفريق العراقي بالمصارعة الرومانية على حد قول البطل الدولي المرحوم مهدي وحيد...! ومنذ هذا التاريخ، لم يتنازل ابطالنا العراقيين عن المراكز الاولى عربيا في المصارعة وعلى الاخص في المصارعة الحرة..!

 

     البطل الدولي عبد الرزاق محمد صالح

     لايختلف اثنان او حتى الجميع، على ان البطل الدولي عبد الرزاق محمد صالح، بطل تاريخي بحق، ورغم انني الان اتحدث عن هذا البطل الكبير المميز في تاريخ مصارعتنا العراقية، لمعرفتي الشخصية به رحمه الله. فهو استاذ جيلنا في سبعينات وثمانينات القرن العشرين ومدرب الغالبية من الابطال الدوليين. اكتب الان وانا ما ازال انتظر ابناء المرحوم عبد الرزاق محمد صالح تزويدهم للجنة (خدّام المصارعة العراقية) المكونة من المدرب الدولي بهاء تاج الدين والحكم الدولي رعد الخزرجي والحكم الدولي باسل العبيدي. بالمعلومات عن سيرة والدهم المرحوم الرياضية، وقد تحدثتُ شخصيا مع البطل الدولي علي، الابن البكر للمرحوم عبد الرزاق، وقد وعدني ارسال السيرة باسرع وقت ان شاء الله، وسنبقى بالانتظار..!

 

     مهما تحدثت عن البطل الكبير عبد الرزاق محمد صالح، فلن اوفي حقه من اعتزازي الشخصي له، فله كلمة، بل صرخة ما يزال رنين جرسها يرن في اذني عندما شاركتُ في بطولة القوات المسلحة في مايس عام 1971 وانا ما زلت مصارعا ناشئا زمن ذاك في قياس البطولة التي اشارك فيها، حين صعودي على منصة الفوز ثانيا للبطل الدولي ابن عمي عبد الجبار عبد الخالق وثالثنا البطل الدولي حسن محسن، ناشئ بين بطلين دوليين..! وقد ذكرت هذا في كتاب الموسوم بـ حكايات ذاكرة صورية، متحدثا عن نزالي النهائي مع البطل الدولي حسن محسن، مضمنا ما صاح به البطل الدولي المرحوم عبد الرزاق محمد صالح حين صعودي على منصة الفوز.

 

        (لم أكن أتوقع من خصمي البطل حسن محسن أن يجابهني بهذه الشراسة والعنف في نزالنا النهائي يوم الاحد 26/5/1971..! فقد كان نزالاً مثيراً حقاً، تعامل فيه البطل حسن محسن بروح غير رياضية، حيث كان يضربني برأسه كلما سنحت الفرصة له في عدم مشاهدة الحكم ذلك، وجراء تكرار هذه المحاولات التي زادتني إصراراً وتحدياً ، فقد أدمى أذنيَّ اليمنى واليسرى، كذلك بعض الجروح في وجهي أيضاً..!! إضافة الى إصابة كاحلي، بحيث أكملتُ النزال بإعجوبة، كل ذلك في الحقيقة زاد من إصراري وعنادي وعزيمتي على الفوز أوعدم ضياع فرصة التعادل على الاقل لأنه في صالحي. وسط صياح وتشجيع الجمهور المحتشد لهذه النزالات النهائية.

 

          انتهى النزال أخيراً بالتعادل، وأنا في حالة كبيرة جداً من التعب والاجهاد، والاصابة أيضاً، وآثار الدماء فوق أذنيَّ ووجهي لم تزل باقية، وهنأني وصفق لي الجمهور كثيراً، وهكذا صعدتُ على منصة الفوز ثانياً بجانب ابن عمي أولاً وحسن محسن ثالثاً، ناشئ بين بطلين كبيرين..! في واحدة من أكبر بطولات المصارعة في العراق. وما زالت كلمات المرحوم البطل الدولي عبد الرزاق محمد صالح ترن في أذني حتى يوم الناس هذا،  التي صاح بها بأعلى صوته وسط الجمهور الحاشد في نادي الكرخ الرياضي، وأنا أصعد على منصة الفوز مع ابن عمي عبد الجبار وحسن محسن (ألم أقل لكم أن حسين اسماعيل سيصبح أحسن مصارع ..!) لحظات خالدات بقيت ترن مدوية في اذني ونفسي. وقد وزع كؤوس الفوز لنا في هذا الوزن العقيد ذاري النقاش. وهكذا كانت هذه البطولة، الاولى بالنسبة لي على الصعيد الحـِرَفي والمتقدمين، بداية ناجحة نـِلتُ فيها شهرة وسمعة جيدتين في الاوساط الرياضية على وجه العموم. ومن هنا أيضاً، بدأ المصارعون من خصومي في وزن 57 كغم، يعدُّونَ العدة عند لقاءاتهم معي في البطولات القادمة). (هامش1)

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

هوامش

1 – هامش1: الاعظمي، حسين اسماعيل، حكايات ذاكرة صورية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2015، باب1 فصل 2،  ص 112.

 

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي، من حفلة مهرجان موركن لاند بمدينة اوسنا بروك في المانيا 27/9/2013.

https://www.youtube.com/watch?v=8VPZ26gd1ws

 

 

ابطال دوليون يمينا غازي حميد وعبد الجبار عبد الخالق وعبد الرزاق محمد صالح وسالم وحيد.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.