اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (112)- رؤية منير العصرية / 4

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (112)

 

رؤية منير العصرية / 4

       اعزائي واخوتي القراء المتابعين لهذه الموسوعة. تحدثت في الحلقة السابقة المرقمة (198) عن الدرس التربوي والاخلاقي الذي كان الموسيقار منير بشير يعلمنا ويرشدنا وينبهنا الى كوامنه العميقة التي تجنح الى الفضيلة والتهذيب والاحترام – ارجو ان تكونوا قد اطلعتم على الحلقة السابقة 198 – لارتباط حلقتنا هذه بها مباشرة. حيث كان درسها بالنسبة لي درسا كبيرا لم ولن انساه في كل اعمالي الفنية وغير الفنية حتى هذا الحين..! ومن هذه الفوائد الاكيدة ، قيامي بالحفلات الشهرية التي بدأتها عام 1995 حتى عام 1999 في قاعة الرباط بشارع المغرب ببغداد، التي لاقيت فيها النجاح الكبير زمنذاك..!

 

        بادئ ذي بدء، لااعتقد ان هناك مطربا عراقيا خلال القرن العشرين بادر الى اقامة حفلات دورية شهرية بصورة مستمرة، دامت خمس سنوات وفي قاعة الرباط بشارع المغرب ببغداد..! وحتى انا عندما اقمت هذه الحفلات الشهرية التي اعتبرت لي سبقا فنيا لم يسبق ان بادر اي مطرب عراقي بذلك خلال القرن العشرين، لم افكر في البداية باقامة حفلات شهرية مستمرة، ولم تكن فكرة الحفلات الشهرية موجودة اصلا في ذهني او محاولاتي. ولكني اعتقد ان الذي يعمل باستمرار، غير الذي لا يعمل بصورة متواصلة..! فالتوالد الذاتي للاعمال والافكار، يأتِ من خلال العمل دون حساب مسبق ومعين..! وهكذا كانت الحفلة الاولى التي اقمتها في قاعة الرباط يوم 17/11/1995 قدِّر لها ان تستمر لتصبح حفلات دورية شهرية..! حيث كانت الحفلة الاولى نزولا وتلبية لدعوات الكتّاب والنقاد الذين اسهبوا في مقالاتهم عني وعن فرقتي الخاصة، مؤكدين فيها بان حسين الاعظمي لا يغني في بلده العراق الا ما ندر، مركزا عمله الفني في دول العالم..! متكابرا على جمهوره العراقي..!

 

      على كل حال، نحن الان لا نريد ان ندخل في هذه التفصيلات ونتركها الى مناسبة اخرى ان شاء الله. ونعود الى الحفلة الاولى في 17/11/1995. التي كانت بمبادرة مني بالتشاور مع اعضاء فرقتي الموسيقية، وهذا يعني ان تكاليف الحفلة سيكون انتاجها على حسابي الخاص رغم تعاون اعضاء فرقتي الموسيقية بعدم استلام اي مقابل جراء هذه الحفلة..! فالحفلة تحتاج الى مصاريف اخرى كما هو معلوم. منها مثلا مصاريف الدعاية، وخاصة التلفزيونية التي كانت تكلفني كثيرا..! رغم تعاون اخوتنا الصحفيين في نشر اخبار هذه الحفلة وغيرها. كذلك تأجير مكبرات الصوت وطبع تذاكر الدخول وغير ذلك من مستلزمات المصاريف الجانبية..!

 

       في الحقيقة كنت متوجسا وقلقا من نجاح هذه الحفلة، خاصة التفكير باحتمال قلة الجمهور الذي يحضر إليها، وربما عدم نجاحها..! وقد غلب عليَّ هذا الشعور بحيث كنت قبل يوم واحد من موعد الحفلة في مقابلة وزير الثقافة حامد حمادي لامر ما، وهو المشجع الكبير للموسيقى وعلى الاخص المقامات العراقية، فضلا عما يكنُّه من احترام لنتاجاتي المقامية وآرائي الفنية، بحيث لم اجرأ على دعوته الى حضور امسية الغد..! وكنت واثقا لو دعوته لحضر الى الامسية..! وان يكن ذلك حسب ظروفه، لكنني مع ذلك لم أقدمْ على دعوته..!

 

      كان مدير قاعة الرباط واحدا من اعز اصدقائي، هو الاديب والشاعر الغنائي الكبير حامد فاضل (حامد العبيدي) المتعاون الدائم معي في كل الامور الممكنة، والمشجع على اقامة هذه الامسية، والذي غنيت له في الحفلات الشهرية بعدئذ الكثير جدا من قصائده العمودية والشعبية فضلا عن كلمات الاغاني. وفي يومها طلبت من اخي مدير القاعة الاستاذ حامد العبيدي ان يغلق بابها تجنبا من دخول اي من الجمهور الذي قد يحضر مبكرا، لانني في هذا الوقت اتذاكر مع اعضاء الفرقة الموسيقية على منهاج الليلة حتى موعد البدء عند الثامنة مساءً..!

       في الحقيقة كان هناك بعض الاصدقاء من المعارف متواجدين هذه الاثناء في ادارة القاعة، وكنت اعرف ان بعضهم من حسادي، فكان هؤلاء بين الحين والاخر يقتحمون القاعة دون اي داعٍ لذلك، ليقولوا لي جملة واضحة – لم يحضر جمهور..! – قاصدين تثبيط عزيمتي وأملاً في قراري بالغاء الامسية..! وفي آخر مرة لاقتحام البعض من هؤلاء الحساد وتكرار جملتهم بعدم حضور الجمهور. قلت لهم.

-    هل يعني ذلك عدم حضور ايّاً من الجمهور..؟

      فكان الرد بأن هناك ثلاثة فقط من القادمين الى هذه الامسية..! وعليه كان ردي حاسما للموضوع قائلا لهم.

-    اذن تقام الحفلة حتى لو جاء فردا واحدا فقط لحضورها..!

       في موقفي هذا، تتجلّى في ذهني واحدة من المواقف الاخلاقية الكبيرة التي علّمنا ايّاها استاذنا الراحل منير بشير، التي تحدثت عنها في الحلقة السابقة المرقمة بـ 198.

      مجمل القول، اسقط في ايدي الحساد والعذال، واقمت الحفلة، والحضور امامي لم يتعدى ثلاثة افراد من الجمهور، لكنه تزايد خلال وقت الامسية الى اكثر من ثلاثين قدِموا الى قاعة الامسية، وكان اهم ما في هذه التجربة، ان هذه الامسية قدِّر لها ان تستمر وان تصبح حفلات شهرية متواصلة اخذت صدى كبيرا بين الجمهور ووسائل الاعلام، بحيث خلال مضيْ ما يقارب الستة اشهر، اصبحت تذاكر حفلاتنا الشهرية تنفذ قبل اقامتها بأيام..! وهذا هو البناء الفني الذي أقصده واسعى اليه دائما، ولا اعتمد على الظروف الجاهزة، وهو النجاح المبين.

 

       وبالنسبة الى موضوع الحفلات الشهرية وتفصيلات اهميتها الكبيرة كتجربة رائدة، اعود اليها معكم اعزائي القراء الكرام حال ما اجمع والملم ما بحوزتي من معلومات دقيقة عنها، وهي كتجربة اوجهها بصورة اكبر الى الجيل اللاحق والاجيال القادمة من مغني المقام العراقي لمضامينها العميقة كتجربة خالصة مفيدة والله الموفق 

وللتاريخ اثر عميق

 

اضغط على الرابط / مقام الطاهر

https://www.youtube.com/watch?v=t1jrzNvPB7A

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.