سعديه العبود

مساهمات اخرى للكاتبة

اعتراف

(للتضامن مع المرأة في اليوم العالمي للقضاء على العنف)

جلس مجموعة من الموظفين في اثناء العمل في الساعة الاخيرة من الدوام يتناقشون في مواضيع شتى  .كانت هناك شابة قد خطبت حديثا وكانت تقرأ بتركيزفي موضوع شد انتباهها .فقد افردت جريدة الصباح ملحق كامل بمضمونه ,ذلك كان العنف ضد النساء. حاولت ان تلفت انظارهم  الى الموضوع ,فهي تريد ان تتعرف على تجاربهم واخفاقاتهم كي تتجنبها ولكنها تتحرج من سؤالهم ,و وجدت في هذا الموضوع خير فرصة في الاستماع الى اراءهم, لذا دعتهم الى الاحتفال بهذا اليوم وسيكون جانب الاحتفال عرض مفاهيمهم حول الموضوع .

كان رجلا في الخمسين يستمع اليها , بين ان المرأة هي السبب حيث قال:

- هي دوما تخلق ازمة مما تدعوني لضربها

قالت :وما هي اسباب الضرب ,حاول ان يتملص عن الموضوع الا انه في الاخر اعترف ,فهو يصرف اغلب وقته وراتبه على اخرى بحجة انصرافها الى العناية بالاطفال ومتابعة دروسهم وتهيئة الطعام لليوم التالي ,والاهتمام بأمور البيت  ودوامها متناسية ان هناك زوج بحاجة اليها .

كان صاحبنا شاعراًوقد صادف ان ترك قصاصة لمشروع قصيدة كان قد بدأ بكتابتها كان مطلعها

تحت جليد العائلة

كنتُ مطموراً

حتى

حررني صيف الخيانة

وما ان قرأتها حتى صرخت يا ابن ال..........

لم يستطع اسكاتها سوى بتوالي الصفعات ,لانها قرأت خصوصياته وكان اخر يوم في البيت ..

التفتت الى اخركان  قد بلغ الستون عاماً قبل اشهر وعندما اريد رأيه ,اجاب

-  لقاد عاملتها بأنسانية ودلال انها مثيرة للفتن داخل البيت .تزوجتها بعد وفاة زوجتي بأربع سنوات ,وكان املي ان تحل محل زوجتي السابقة ,فهي مطلقة ولديها بنت ,تصر على استقبال ابنتها المتزوجة في بيتي مما يثير غيرة ابنائي .طلبت منها ان تتفرغ لبيتي وأبنائي ولكن وجود ابنتها دمر حياتي .

 كان صاحبه يصغي له  وقال له :

ولكنك تزوجتها بعقد خارج المحكمة  كي لا ترث بعد وفاتك ,وأجهضتها ومنعت حقها في الانجاب , وكأنك تحرج منها ان تحمل اسمك ,كان زواجك لمصلحتك دون ان تدفع فيه درهم  وكأنك اردت جارية, تخدمك وأبنائك مجانا ,وتمنع زيارة  ابنتها التي تريد ان تشعرها بأنها سيدة محترمة في هذا البيت .الا تعد ذلك تجني عليها ؟

تلمست خير في هذا فهو رجل متدين  وهادئ وما ان سألته عن العنف ,حتى مسد شاربه وقطب جبينه وقال:

تأديب المرأة واجب ,وحتى في القرآن عندما غضب نبي الله ايوب من زوجه اقسم بأن يجلدها مئة جلدة .وحاول ان يستشهد بأمثال اخرى .الا انها قاطعته قائلة ,ولكن الله سبحانه وتعالى امره ان يضربها بسعف  نخيل مرة واحدة وبشكل خفيف كي لا تتأذى وقد اعد ان كل فرع من  السعفة يمثل جلدة ,وبذلك لم يخنث بيمينه.

التفتت الى سيدة كانت تستمع وتبتسم لانها قبل ايام جاءت وآثار الضرب على وجهها وتفننت في ايجاد عذر للسبب, تارة سقطت, واخرى سقط عليها شئ .وعندما سؤلت عن  عدد مرات الضرب التي تعرضت لها .هزت برأسها كمن تاه عنده العد ,ولما سألت عن السبب ,اجابت :

انا الزوجة الثانية فهو مطلق وكان يهددنني كل مرة بأنه سيعيد طليقته ,وكنت بعيدة عن اهلي ولا اتمكن من السفر اليهم ووالدي يرفض لمبدأ الزعل او الطلاق , حتى راتبي يستلمه بالكامل,ولايمنحني الا ما يراه هو ضروري ,تعودت الاستسلام في كل الامور .حتى ابنائي لا ينظر لمشاكلهم ,فأنا من يدبر امورهم وله الصافي .

كانت هناك شابة تكتب الشعر تنصت للحديث واعدت وضعها بدون ارتباط نعمة فأرتجلت قصيدة شعبية للمناسبة :

تكرم مرتي

يكفي معيشني بدوامة

بأعرافك بيهه مجتفني

ما تتقبل مني الكلمة

       لو طلعت مني تحاسبني

مليت جنونك واعرافك

مليت طباعك تذبحني

اسمحلي ارخصني......هل مرة

اكتب دستوريناسبني               

بيه طيوري بنفس الشجرة

الي طيرك بيها يحاصرني

وبي صوتك ما يعلة علية

ولو يعلة بس  لو تمدحني 

وايدك ما تفكر ترفعها

ولو تعلة بس لو تحضني

-----

----ولطفا طلباتك لخصها

وبذوق اطلبها و لا تجبرني

وللتعليم ..اتركني بحالي

بالك لتفكر تحرمني

ترة والله اعلنلك ثورة

وما ممكن قوتك تدحرني

وأكتبلك عنوان الثورة

دستورك .....تكرم .........مي خصني .

(مع اعتذاري من الشاعر عبد الكريم و الشاعرة زينب العبادي التي كتبت لي القصيدة )

25-11-2011