اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• مواكب الإباء في تلك المدينة

تقييم المستخدم:  / 2
سيئجيد 

سعدية العبود

مواكب الإباء في تلك المدينة

 

اسيقظت مبكرة في ذلك الصباح, كانت تتمنى ان يستمر التيار الكهربائي, فقد كانت تتوق التى سماع المقتل فهو يذاع عادة في مثل هذا اليوم من كل عام .ففي ستينيات القرن الماضي تعمدت الحكومة عدم اذاعته في يوم عاشوراء فما كان من المعزين في كربلاء يوم الاربعين الا ان يرددوا في مواكبهم

ليش المقتل  ما يذيعونة     وبيوم العاشر ينسونة

وصادف في ذلك العام سقوط الطائرة التي كانت تقل رئيس الجمهورية ,واحتراقها ,فما كان منهم الا ورددوا

عاصفة مو عاصفة لا والنبي مو عاصفة

ثلاثة طارن سوة

اثنين رجعن لللوة

وحدة احتركت بالهوة

وبيها قائدنا اشتوة 

فقد اذيع بيان  ورد فيه( ان الرئيس كان في زيارة الى لواء البصرة وعادت الطائرتان المصاحبتان له الا ان عاصفة هوجاء هبت فأضلت الطائرة الطريق واحترقت في الجو ,وأدى هذ ا الحادث الى مصرع الرئيس ومن معه) .

عادت بها الذكريات الى المدينة المفجوعة التي شهدت الكثير من الاحداث ,و ها هي تس  وتستعرضها وتستذكر موقف السيدة زينب  في مجلس ابن زياد عندما اريد ان يقتل الامام السجاد فأرتمت عليه وحمته وحمت سلالة رسول الله,وخطبت خطبتها التي اشعلت  فتيل الثورة بعد استشهاد الامام الحسين . 

 تتشح المدينة بالسواد قبل ان يهل الهلال ,و بالرغم من كونه يعني اليوم الاول للسنة الهجرية وتاريخ هجرة الرسول الا انه يعني شهر الشهادة والفراق .تبدأمراسيم العزاء منذ اليوم الاول  من الشهر  التي تمثل وصول الامام الحسين الى العراق ومنعه من العودة الى المدينة واغلق الطريق عليهم في مدينة الحيرة .

كانت مجالس العزاءتقام في البيوت او الشوارع والازقة ,وكل يوم يخصص لتقديم صورة من صور الملاحم والاحداث,ففي مجالس عزاء النساء تعد صورة مسرحية لحدث معين كي تترسخ الاحداث في الذهن .ففي

   اليوم الرابع منه كانت مجالس العزاء تجسد موقف السيدة فاطمة الكبرى ,ابنة الإمام الحسين التي  تركت في المدينة  المنورة لكونها عليلة لا تتحمل مشقة السفر, وقد وعدها والدها ان يرسل بطلبها عندما يستقر بهم المقام . تضع قارئة المجلس غطاءاسود على وجهها تجسد دور العليلة التي وقفت في باب الدارتتأمل العثور على مسافر للعراق , حتى مر بها اعرابي  (وهنا تظهر احد النساء ترتدي ملابس اعرابي كي تؤدي دوره )فسألته:

- يا اخا العرب الى اين انت ذاهب .

- الى المدينة 

- ان المدائن كثيرة فالى اي مدينة ذاهب

- الى العراق

- وهل لك ان تمر على مدينة الكوفة

- سمعا وطاعة يا ابنة رسول الله .

 فطلبت منه ان يحمل كتابها الى ابيها تسأله عن اخبارهم ولماذا لم يرسل في طلبها .

 ويصل هذا الاعرابي يوم عاشوراء ويجد الحسين وحيدا وينادي هل من معين ؟هل من ناصر ؟هل من يذود عن حرم رسول الله ,وعندما يصل يطلب منه الحسين منه قراءة الرسالة لانه لا يستطيع من شدة المصائب التي جرت عليه .هذه الرسالة قد نكأت جروحه لانه لم يتذكرها من شدة المصائب .

اما  اليوم الخامس  يجسد  فيه موقف استشهاد مسلم بن عقيل سفير الحسين الى الكوفة والذي يقتل وصاحبه هاني ابن عروة شيخ مذحج ا لذي ضيف مسلم  حيث يتم رميهم من اعلى قصر الامارة ,حتى انها لم تتصور شكل مسلم بغير شكل جارها الذي يجسد الدور.وتتذكر الشيخ فاضل الرادود , وهو يقف في شارع السكة ويبدأ بشرح مواصفات السفير المتجسدة في شخصية  مسلم سفير الحسين لا كسفراء هذا الزمان ,ويبدأ بوصف السفراء المبعوثين من قبل الحكومة في ذلك الزمان .ويدعم قوله ان هذه المنابر منابر توعية وفكر ويجب ان نبصر ونوعي الشباب بما هو واقع .وكان شيخنا هذا لا يبلغ اليوم العاشر الا وهو في التوقيف شأنه شأن اي وطني عراقي آن ذاك.

وفي اليوم السادس يتم عرض مراسيم مقتل اولاد مسلم  بن عقيل ,الاطفال الذين هربوا من الخيام عندما حرقت في يوم العاشر, وعثر عليهم شخص بعد ان هربهم السجان  عندما علم انهم اولاد مسلم ورقية ابنة علي بن ابي طالب .فيقوم بقتلهم شر قتلة ,في مشهد حزين وخاصة عندما يتوسل كل واحد منهم بقتله قبل اخيه بعد ان يأسا من اقناعه ببيعما في السوق كغلامين .للدرجة التي دعت ابن زياد الى قتله بدلا من اعطاءه الجائزة التي حلم بها  لانه استهجن تصرفه حيال الطفلين.

اليوم السابع وهو يوم العباس قمر بني هاشم  الذي قطعت كفاه وهو يحاول ان يجلب الماء من نهر العلقمي وسقط شهيدا هناك وحتى مجالس عزاء النساء تجسد صولاته وجولاته وشجاعته حين لم ينثنِ عندما قطعت يمينه ,فبقى يقاتل بيساره وعندما يقطع يساره يضع السيف في فمه الى ان يضرب الضربة التي اسقطته صريعا . وعندما يقدم اليه الحسين يرفض ان يُحمل الى الخيمة لانه خجل من روية الاطفال والنساء ينتظرون قدومه حاملا الماء وقد خيب ضنهم بمقتله .

اليوم الثامن تقام به مراسيم زفاف القاسم حيث يتم نصب غرفة في كل زقاق وموكب مهما كان صغير ام كبير,ويتم تزيين الغرفة بأقمشة براقة وزاهية ويكلف صبي من ذرية الرسول بتشبيه دور القاسم ابن الحسن بن على بن ابي طالب ,عريس كربلاء الذي كان يوم زفافه في يوم عاشوراء ويترك العروس متوجها الى المعركة عندمايسمع عمه ينادي هل من معين يعيننا .

تشكل مواكب لزفاف القاسم حيث يجلب مهر ويبرقع بقماش من الستان الاخضر ويمتطي القاسم  جواده ويسير  خلفه الشباب يحملون صواني محملة بالشموع والآس والحلويات والحناء .وينادون :

هل ليلة جسام زفافة بكربله

,واجب الشبان شمع تعلك اله

ويسير الموكب في المدينة وازقتها ينثرون الملبس والجكليت ,حتى انها تبعت احد المواكب ولا تعلم اين وجهته فدخل في ازقة في المدينة القديمة واستقر هناك وكانت لا تعلم من اين تخرج لولا انها تبعت اصوات الابواق والصنوج  للمواكب المارة في الشارع الرئيس .

اما المجالس النسائية  كانت تجسد دور العروس  سكينة وعمتها زينب في لحظات الوداع عندما يودعها للذهاب الى المعركة .وتسأله :

-وعرسنا

-الى يوم القيامة

-وبأي شئ اعرفك

-بهذه الرداء المقطوعة ,حيث يحز جزء من راءه امانة لديها .

هنا تنشد وتقول :

- يا وليد عمي وين رايح   

بالمعركة نسمع الصايح

جبتني يا بوية للنوايح.ثم تلتفت الى عمتها وتقول

كتلج يا عمة لاتحنيني

جاسم كسر عينج وعيني

جيبي السواد وسوديني .(في دلالة انه استشهد)وهنا يتم وضع غطاء اسودبدلا من الالوان الزاهية التي كانت عليها .

واليوم التاسع  (ليلة الحجة)له خصوصية يتم السهر  الى الصباح حيث يتجسد موقف استشهاد علي الاكبر ابن الامام الحسين وكيف انه عندما يصول الى المعركة ويعود الى والده عطشانا يطلب منه قليلا من الماء ليواصل المعركة ولا يملك منه الحسين قطره ,يعود الى المعركة ويقطع بالسيوف ,وكذلك استشهاد الطفل الرضيع عبد الله وهو يبكي من العطش والجوع  لجفاف ثدي امه جراء العطش ,وهنا ينادي ابن زياد :اقطع نزاع القوم يا حرملة .

فقد خشى من انقسام الجيش وترددهم عندما يروا منظر الرضيع وهو يبكي . ويرمى بسهم من قبل   حرملة (من جيش امية ).

وفي هذه الليلة يستمر مسير المواكب الحسينية  لغاية الصباح .وهذه المواكب منظمة وكل مجموعة تشير الى جماعة معينه .علماء الدين يحملون شموع وفي قاعدتها قطعة كارتون كي يتساقط الشمع عليها وينادون :

شمع علو كندي كلو يا حسين ,الارض تبكي والسماء ياحسين حزنت عليك بالدما يا حسين ,قد تكون قرائتهم غير هذه ولكنها اختزنت في ذاكرتها هذه ولا تعلم ماذا تعني (عزاء الترك)

 اما الموظفين يرتدون دشاديش سود اء ويسيرون بهدوء يضربون باليد على الصدر .وهناك عزاء زناجيل .او تطبير(حيث يرتدون اكفان بيضاء ويضربون بالسيف على الرأس ومنظر الدماء تتساقط ,اما للمشاركة مع الحسين في مصابه ,او لان السيدة زينب عندما سمعت بأستشهاد الحسين ضربت رأسها بعمود الخيمة وشج رأسها ) او يهتفون وفريق اخر لديه القفل . وصوت قارئ ينشد بصوت ولحن حزين :

الليلة بالخيم حنة

 وزينب عند اهاليهه 

يودعوهه وتودعهم  

وابو اليمة يوصيها

كلها حسين يا زينب                    يختي يبت حامي الجار

هاي الحرم والأطفال                  احفظها ازغار اكبار

 باجر من تشو فيني                          فوك الثرى تلكيني 

عيالي من عكب عيني حطي عينج عليهة

 

كانت تتصور تلك الواقعة فقد كانت تجسد كاملة في تلك المدينة منذ الصباح الباكر والى ما بعد الزوال ,حيث يتم تهيئة ساحة كبيرة قد تبلغ ثلاثون  او اربعون دونم تسور بالحبال والاوتاد ويتم تمثيل الواقعة في مشاهد لا يتقنها ارقى المخرجين والممثلين  وبعدها يجئ بموكب السبايا نساء واطفال مزنجلين ومتعرضين للجلد والضرب ,في منظر يجسد ابشع جرائم البشريةا لتي ضلت تحكي الظلم على مر العصور. 

في الليلة الحادية عشر تمسي المدينة في ظلام دامس ,حتى بلدية المدينة لا توقد قناديل الشوارع وتسمى ليلة الظلمة .

وفي يوم ثالث الامام يضع المعزون  الطين على الرؤوس كمظهر من مظاهر الحزن, حيث يقدم بني اسد الى كربلاء لنصرة الحسين ولكنهم يصلون متأخرين ,ويصادفهم الامام السجاد ويستعين بهم في انجاز مراسيم الدفن .

               

ثم يسير الموكب الى الشام محملا برؤس الشهداء على اسنة الرماح ,كي يرى يزيد ابن معاوية فعلهم ويمنحهم ما وعدوا به.ثم يرجع الموكب لتقيم السيدة زينب مراسيم الاربعين في كربلاء .

تقول الكاتبة زينب بنت الشاطئ ,في كتابها عن زينب الكبرى ,(عندما خرج المختار الثقفي من السجن وسمع من المحيطين به ما حل بأهل البيت يوم عاشوراء ,يبداء بتجميع الثوار ويسير الى كربلاء ويضع التراب على رأسه ويقسم عند رأس الحسين ان يقتص من قتلته .يشكل حزبه حزب التوابين ويقوم بثورته في الكوفة ويأخذ بثار الحسين ,وتبقى هذه العادة عند العراقيين على مر الدهر حيث يسيرون الى كربلاء في مثل هذا اليوم ).

22-12-2011

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.