اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

تزامن المخدرات مع التفجيرات والقتل والفساد -//- مصطفى محمد غريب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

مصطفى محمد غريب

تزامن المخدرات مع التفجيرات والقتل والفساد

تزامن المخدرات مع التفجيرات والقتل والفساد / مصطفى محمد غريبآفة المخدرات في العراق ليست بالجديدة أو الطارئة كما يدعي البعض ولكن بلغة أوضح فلقد كانت تتناسب طردياً مع 5 أو 7 ملايين عراقي وكانت محصورة في أجزاء من العاصمة بغداد وفي المدن الكبيرة مثل الموصل والبصرة وبلا شك في مناطق أخرى وان كانت بأقل، وتطورت وتوسعت هذه الآفة حقبة تلو حقبة وبخاصة بعد العهد الملكي ولسنا الآن بصدد مناقشة وتفنيد ما قيل بان العراقيين بعيدون عن تعاطي المخدرات فلدينا وقائع كثيرة منذ فترة الحكم الملكي وبخاصة في الخمسينات وبوجود أماكن شبه علنية في مناطق باب الشيخ ومنطقة الفضل ومنطقة بني سعيد ومناطق في الكرخ على شكل مقاهي شعبية لبيع الشاي والحامض وتدار فيها بيع قطع الحشيش حيث تعبأ في سجائر من صنع عراقي ويقف مراقبان خارج المقهى تحسباً لأي مداهمة من قبل الشرطة العراقي أو التحقيقات الجنائية، ويجري التدخين وبخاصة الحشيش في تلك المقاهي أما " الترياق الإيراني " فيدار في بيوت شعبية متفرقة شبه علنية يلجأ إليها العديد من الذين يرغبون فيها أو المدمنون عليها كما أن اللجوء إلى حانات الخمور وبخاصة " العرق العراقي " المنتشرة في مناطق معينة وبمختلف واجهاتها، لكن الحق يقال أن بقية المخدرات مثل الكوكائين والهيروين والمورفين والحبوب المخدرة وغيرها كانت ضعيفة التداول جداً وغير ملموسة ، فقضية المخدرات لم تكن بعيدة عن الشعب العراقي وكانت هناك شبه مافيا وعصابات تختص بالتهريب والترويج لها لما فيها من أرباح سريعة وكثيرة وليس صحيحاً أن تقذف الاتهامات وكأنها جاءت بفعل الاحتلال الأمريكي ولو أن الاحتلال والحروب هما دافع قوي ليس لانتشار المخدرات فحسب بل لجميع العاهات الاجتماعية، وليس من الصحيح أيضاً اتهام الحكومة العراقية الحالية بأنها تتفرج أي بالمعنى تتهاون بقضية انتشار المخدرات لكنها في الوقت نفسه تعد مسؤولة عما يجري من انفلات للوضع الأمني وبهذا فأنها لم تعر بشكل جيد الاهتمام الكافي لمحاربة

أولاً: مافيا المخدرات بكل أنواعها وغلق المنافذ عليها وتصفية منابعها التي تكاد أكثرها من إيران التي هي في مقدمة الدول لتهريب المخدرات ففي خبر جديد نشرته البعض من وسائل الإعلام وبخاصة ما أعلنه سفير اندونيسيا ديان ويرنغجوريت في طهران يوم الاثنين 29/7/2013 " أن 47 إيرانياً مداناً بتهريب المخدرات في إندونيسيا ينتظرون تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهم " وهناك معلومات غير قليلة عن دخول المخدرات المختلفة عن طريق إيران الى العراق، كما هناك دولاً أخرى اقل شئناً

ثانياً: لا توجد خطط واقية وعلمية لإنقاذ المدمنين من هذه الآفة البغيضة

ثالثاً: عدم وجود مستشفيات تختص في معالجة المدمنين

وتبقى جميع المحاولات التي تسعى للحد من المخدرات وانتشارها ضيقة، وتفتقد البرامج المدروسة من قبل أخصائيين أو خطة موحدة تتعاون فيها وزارة الصحة والأشغال والشباب والأجهزة الأمنية أو المؤسسات ذات الاختصاص، ولعل ما يثير الألم والحزن أكثر تزامن هذه الآفة الواسعة الانتشار التي تدمر أجيالاً من الشباب وتمنعهم من مواصلة حياة طبيعية مبدعة، نقول تزامنها مع هذا الكم من القتل بواسطة المفخخات والتفجيرات والقتل العشوائي والفساد المالي والإداري حيث يشكل الجميع أداة إجرامية منظمة لتدمير البلاد .

لقد بدأ الانتشار الواسع وبشكل غير مسبوق للمخدرات ما عدى الحشيش والترياق المنتشرين سابقاً منذ الحرب العراقية الإيرانية ثم حرب الخليج الثانية والثالثة وهذا الانتشار جاء حسب تداعيات الحرب التي تنتج آفات اجتماعية كثيرة، ولعل تاريخ هذه الحروب والمجتمعات التي تعرضت لها والنتائج الكارثية خير برهان على ذلك وهو ما حدث للشعب العراقي عندما أشعل النظام السابق العديد من الحروب الداخلية والخارجية ، فما انتهت الحرب التي شنت على الشعب الكردي بعد سنين طويلة وبالتعاون مع شاه إيران المقبور حتى عاد لإشعال الحرب على إيران بتاريخ 22 / أيلول / 1980 التي طالت حوالي ( 8 ) سنوات مخلفة ورائها مئات الآلاف من القتلى والمصابين والأسرى والمفقودين والهاربين إضافة إلى انتشار واسع لآفات اجتماعية معروفة كانتشار الجريمة والسرقات والبغاء وغيرهم، وبمجرد توقفها قام النظام السابق بعد فترة قصيرة بشن حربه على الكويت واحتلالها ثم قيام حرب الخليج الثانية وهزيمة الجيش العراقي وتحرير الكويت من قبل الولايات المتحدة ودول الحلفاء، وبقى العراق تحت الحصار الاقتصادي الجائر الذي أدى إلى تدمير البنى التحتية وتشويه منقطع النظير للمجتمع العراقي وبحلول نيسان 2003 وإسقاط النظام بعدما شنت حرب الخليج الثالثة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها بريطانيا واحتل العراق بشكل تام، هذه الحروب لم تكن نزهة عابرة بل مآسي من نوع خاص أدت إلى تدمير أجيالاً عديدة ودفعت أجيالاً من الشباب هروباً من الواقع المرير إلى تناول المخدرات وبشكل واسع، وعلى ما يظهر أن أول الطريق كان بواسطة حبوب الهلوسة والمخدرات ثم الأنواع الأخرى، وعندما يحاول البعض إلقاء تبعية المخدرات بشكل كامل على عاتق الاحتلال عام 2003 فهو يغالط الوقائع على الرغم أن واقع الحرب والاحتلال الأخير ساهما بشكل واسع إلى المتاجرة عن طريق التهريب والاستهلاك وعن طريق التوزيع والتشجيع، ووزارة الصحة العراقية أشارت إلى هذا الوضع اللاطبيعي والمتغيرات في تطور وتصاعد انتشار المخدرات واستعمالها فقد ذكرت في إحصائيات لها عن تضاعف حالات الإدمان إلى " أكثر من 20 % من المجتمع العراقي " وقد تكون النسبة أكثر بسبب وجود خلل في التدقيق والمتابعة وعدم تفعيل دور منظمات المجتمع المدني والمؤسسات ذات الاختصاص.

 

إن تفشي ظاهرة المخدرات التي بدأت تتوسع منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية واستمرت في الانتشار بعد الاحتلال الأمريكي للعراق تحتاج إلى اهتمام واسع وإشراك الوزارات ودوائرها التي تختص بذلك وكذلك منظمات المجتمع المدني كما يجب أن تعير الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية الاهتمام المتزايد في مكافحة هذا الوباء الذي لا يؤدي إلى الإدمان فحسب بل الإصابة بمختلف الأمراض المستعصية وفي مقدمتها الجنون وعدم التوازن والاندفاع لارتكاب الجرائم بما فيها تجنيد المدمنين في الأعمال الإرهابية والتفجيرات وما تقوم به المليشيات المسلحة والمافيا المنظمة التي تعتمد بالأساس على الأعمال الإجرامية بما فيها المتاجرة بالمخدرات للحصول على الأموال، بينما هناك الآلاف من الشباب العراقيين العاطلين عن العمل والذين يخدعون عن طريق حبوب الهلوسة وباقي المخدرات وهي خسارة كبيرة للقوى المنتجة ذات المستقبل الذي يعتبر ذخيرة للبناء والتقدم والازدهار.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.