كـتـاب ألموقع

المجتمع المدني والنظم السياسية// نبيل عبد الأمير الربيعي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: نبيل عبد الأمير الربيعي

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 08 أيار 2016 10:43

كتب بواسطة: نبيل عبد الأمير الربيعي

الزيارات: 1636

الموقع الفرعي للكاتب

المجتمع المدني والنظم السياسية

نبيل عبد الأمير الربيعي

المجتمع المدني كما يعتقد كارل ماركس هو الأساس الواقعي للدولة التي تستمد وجودها واستمرارها من ظاهرة انقسام المجتمع إلى طبقات, وأن الدولة هي أداة لتوظيف استمرارية الطبقة الاقتصادية الأقوى على المجتمع, ومن ثمَّ فهي تعبر عن الصراع الطبقي, وتمثل دكتاتورية الطبقة الأقوى, وعدَّ غرامشي المجتمع المدني على الصعيد المفاهيمي أحد مكونات البنية الفوقية, ففي أحد النصوص المهمة في دفاتر السجن كتب غرامشي:" ما نستطيع أن نفعله حتى هذه اللحظة هو تثبيت مستويين قوميين أساسيين, الأول: يمكن أن يدعى – المجتمع المدني – الذي هو مجموع التنظيمات التي تسمى خاصته, والثاني: هو المجتمع السياسي أو الدولة ولهذا فإن المستويين ينطويان من جهة أولى على وظيفة الهيمنة, إذ إن الطبقة المسيطرة تمارس سيطرتها على المجتمع, ومن جهة ثانية تمارس الهيمنة المباشرة أو دور الحكم من خلال الدولة أو الحكومة الشرعية".

لقد مرّ المجتمع المدني بثلاث حقب رئيسة:" الأول : هي مرحلة الانفتاح على المجتمع المدني من الأحزاب والقوى والنظم السياسية بهدف ضخ دم جديد في السياسة واختفاء طابع شعبي عليها, والحقبة الثانية: هي التعامل مع المجتمع المدني بوصفه منظمات مستقلة موازية للدولة ومشاركة في تحقيق الكثير من المهام التي تهم هذه الأخيرة, وهذا المفهوم يتوافق مع انتشار مفهوم العولمة والانتقال نحو مجتمع يحكم نفسه بنفسه, والحقبة الثالثة: هو طفرة المجتمع المدني إلى قطب قائم بذاته ومركز القيادة وسلطة اجتماعية على مستوى التنظيم العالمي بشكل خاص, في مواجهة القطب الذي تمثله الدولة".

المجتمع المدني مجتمع مستقل إلى حد كبير عن إشراف الحكومة المباشر, يتصف بالاستقلالية والتنظيم التلقائي, وروح المبادرة والعمل التطوعي, والحماسة لخدمة المصلحة العامة. وعليه يمكن صياغة مفهوم المجتمع المدني بأنه عبارة عن: مجموعة من المؤسسات التي تقع خارج شبكة سلطة الدولة, تتيح للقوى الاجتماعية العاملة في مجالات الاقتصاد والثقافة والاجتماع والسياسة وتنظيمها بشكل حر, كما تشمل مؤسسات المجتمع المدني كلاً من الجمعيات والروابط والنقابات والاتحادات والأندية والتعاونيات, أي كل ما هو غير حكومي, وكل ما هو غير عائلي, أو وراثي .

لذلك يعتبر قيام مجتمع مدني نشط هو أحد العناصر اللازمة للديمقراطية في العراق, وتهيئة المناخ الفعال لممارسة حقوق المشاركة بصورة فعّالة. إن التعددية في العراق لم تكن على وفق الوصف الحضاري المتمثلة بالمواطنة, بل ثمّة فواصل واضحة حتى في المدينة, فنجد أصول أثنية عراقية مختلفة كانت تعيش في محلات منفصلة عن الأخرى, وأمام هذه الظاهرة, هل نستطيع أن نقول بوجود هوية وطنية مجتمعية عراقية واعية؟ ليتم في ضوئها تأسيس مجتمع مدني ذي هوية عراقية وطنية.

بعد عام 2003م كان لنمو وتشبث سياسيي الصدفة في مفاصل الحكومة العراقية قد غيّر تركيبة المجتمع, فنمت الطبقات الطفيلية بشكل واسع واغتنمت الفرصة والمال العام لتستأثر وتغتني على حساب الآخرين, مما ولدّ فوارق طبقية بين أبناء المجتمع العراقي

• < السابق
• التالي >