اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

معرض الفنان التشكيلي ثامر الأغا والموت بالتقسيط// نبيل عبد الأمير الربيعي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

معرض الفنان التشكيلي ثامر الأغا والموت بالتقسيط

نبيل عبد الأمير الربيعي

بابل

 

      افتتح عصر يوم السبت الماضي 30/5/2016 على قاعة دار الود للثقافة والفنون في مدينة الحلة المعرض الشخصي للفنان ثامر الأغا تحت عنوان (موت.. بالتقسيط), تمتاز لوحات الفنان ثامر بالمزيج التجريدي وممزوجة بالسريالية مع تطعيمها بكولاج من تخطيطات عبثية تنتمي للواقعية. ثامر الأغا فنان مهوس بالتمرد الداخلي, ثائر مع عنفوان روحه المثابرة لكي يجد لأسلوبه طريقة, وهو يمزج الحلم بالهلوسة التجريدية والعفوية الطفولية اللاإرادية, حينما يترك لفرشاته أو قلمه أن تتلاعب بهما أنامله, عزفاً افتراضياً, فهو مدون لهلوسات روحه الوثابة, لحلم كلما أراد أن يصل له ليعمل ويثابر لكنه يتركه في ذروته, الفنان ثامر فنان تشكيلي لا يعرف الاستقرار, لذلك نجد في معرضه هذا وفي اغلب أعماله هناك الفعل اللاإرادي, هو يخلق من عتمته درجات لونيه يتغازل معها أحياناً وتارة هي ممن تغازله وتتحكم بعنوانه, كثيرا ما يذهب في تنفيذ لوحته إلى التسطيح المقصود, لكنهُ من خلال التكوينات الخطية أو الحروفية المطعمة بأشكاله الهندسية أو الصورية, هو يرسم ببعد واحد لكنه يحطم جداره دائما, لا يحب المساحات الفارغة, لوحاته تعبير صادق عن واقع كلها فوضى وقلق وانعدام الموازنة في المنطق الفني المعكوس حياتياً, لواحته كأنها تميمات أو تعويذات تنقل المشاهد إلى جو مفعم بالسحرية والسخرية والسوداوية, لكنها ليست وجودية, الفنان ثامر لا يعرف أن يستقر في تكويناته.

      عند لقاءنا بالفنان المغترب ذياب آل غلام وتبيان انطباعاته حول المعرض قال:" لا يحب الخطوط المستقيمة أو المتوازية, كل شيء في لوحته كاريكاتير انتقادي عنفي مع ذاته, غاضبا حتى في ضربات فرشاته, يتماها مع التنفيذ الكرافيكي الطباعي, لكنه خارج الميكانيكية الطباعية, إيحاءاته يخلقها من عوالم فيها دهشة حومة الدرويش حينما يحوم في مداراته للتجلية, اللوحة عنده حراك عصبي بجماليه لا يستذوقها إلا ممن يعرف نشيج ونوازع النفس المضطربة في التعمق النظري للوحات ثامر, فهو رسام نخبوي غالباً لا يشرح بل يتركنا نحن المشاهدين أن نكتشف نوازعه الذاتية, ثامر فنان مثابر تجريبي لكنه في هذا المعرض وحسب ما اعتقد أنه يرسو على ضفة أن سقلها جيداً سيكون صاحب خصوصية للفن الحديث, علما أن لوحاته ليس للجدار بل بعنوان الفن المتمرد على الشارع وعلى الأفكار, ثامر الاغا فنان يبحث عن حريته من خلال حرية الإنسان, ثامر فنان بطفولة وجدَ نفسه أنه يعبر سنوات ضوئية ليرسم لكائنات هو يخلقها ويتماها معها لينقل لنا مأساته وربما مأساته هكذا وجدت معرضه اليوم".

     أما الفنان عاصم عبد الأمير فيصف أعمال الفنان ثامر الأغا بأنها:" تثير جدلاً, بين أوساط اللاعبين في الوسط الفني, نقاداً ورسامين, ربما للمغايرة النسقية التي كرست أسلوباً يقطع أي إحالة ممكنة لتجارب عراقية لها تأريخ في العرض التشكيلي, وأيضاً لما تشيء به تخطيطاته من فنتازيا لها حركة الرسم العراقي, وأبعد من ذلك التدفق بلا حدود لصور يكافح الخيال, والحدس على إنتاجها بلا انقطاع, يكثف ثامر الأغا من مشاهده الصاخبة في تعارضها السلوكية, وأعاجيب التخيّل, لكنها موحدة بالرسم, فردوسها المفقود خارج زمكنيتها الموضوعية التي لم تجلب سوى غياب الحرية وضربة الأمل".

      لوحات ثامر الأغا هي لبدع عراقي حلي انسل من أوجاعنا, تسبقها لذة الإطاحة بوثنية الأساليب الساحة في فراغها الوجودي. الفنان التشكيلي ثامر الأغا خريج معهد الفنون الجميلة/ الكرافيك/ بغداد عام 1974-1975م, شارك في كل معارض المعهد, شارك في أكثر من ثلاثة عشر معرض شخصي داخل العراق منذ عام 1974م ولغاية معرضه الأخير.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.