اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الجائزة والمبدع

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د.سناء الشعلان

مقالات اخرى للكاتبة

الجائزة والمبدع

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

      هل نقول الجائزة والمبدع ؟أم نقول المبدع والجائزة؟ أم نقول نقول الجائزة والمبدع والإعلام؟ أم نقول الجائزة والمبدع حكايا التحكيم والانتقاء؟ أيّاً كانت الإجابة فلا بدّ من الوقوف طويلاً عند قصة الجوائز طويلاً،وإن كان من الصّعب أن نستطيع أن نعطي حكماً عامّاً وقاطعاً ونهائياً  وعادلاً حول مصداقية هذه الجوائز، كما أنّه من الصّعب عملياً لا نظريّاً أن تضبط أيّ جائزة مصداقيتها بشكل كامل؛ لأنّ عنصر الإنسان الذي يلعب دور أساسي في التحكيم وإدارة الجائزة هو عنصر متحرك وقلق، ويصعب ضبطه بشكل معوّل عليه تماماً خارج حدود الضّابط الذاتي والأخلاقي.

  ولكن نظرة سريعة على واقع الجوائز ومقدار دعمها واستعراض الأسماء المبدعة التي أحرزت تلك الجوائز، يجعلنا نطمئن إلى أنّها في الغالب استطاعت أن تؤّدي الدّور الرّيادي الذي وُجدتْ من أجل الاضطلاع به، وهو دور البحث عن المواهب الجديدة، ودعمها فضلاً عن تكريم المبدعين المبرزين، وإن لم يخلُ المشهد من تجاوزات واحتيالات وإنحيازات تحرم موهوبين ومبدعين من حق التكريم والدّعم والإبراز، وتعطي حقوقهم إلى أناس مرتزقة  متطفلين على المشهد الثقافي والإبداعي وفق خارطة المصالح والمحسوبيات والشلليّة والعصابات والمصالح المشتركة.

 ويبقى القول إنّ الكثير من الأسماء المبدعة المهمة في المشهد العربي قد كانت انطلاقتها والتعريف بها ودعمها من جوائز عربية شاركوا فيها، وفازوا بجوائزها، إذ قدّمتهم وقدّمت أعمالهم عبر ماتملك من أدوات إعلامية ومالية  داعمة قوية .

 

      والأصل أنّ الفكرة الأساسية من أيّ جائزة هي التعريف بالأديب وتكريمه ثم دعمه مالياً ومعنوياً وإعلامياً،وهذا الأساس هو ما يجعل في الغالب الجوائز تجنح إلى الحياد،وتسمو بالعمل المتميز وبالأديب المبدع بحق، وخير دليل على ذلك أنّ كثيراً من المبدعين الذين أثبتوا أنفسهم وكرّسوا مواهبهم في أعمال استثنائية كانوا أساساً قد انطلقوا من بعض الجوائز التي امتازت عبر عطائها بالحياد والموضوعية والنزاهة،ولذلك استطاعت أن تحقّق أهدافها النبيلة ،وأن تنتزع الاحترام  والمشروعية والتقدير من المبدعين والمؤسسات والحكومات على حد سواء. ولكن ذلك لا ينفي وجود الغثّ والفاسد ،واستبعاد العمل المميز،وتحيد المبدع وتهميشه ومحاربته لأسباب شخصية أو كيدية، وفق مفهوم العصابات والشللية وخارطة المصالح المشتركة التي توجد- شئنا أم أبينا- في أيّ مشهد ثقافي، ولكن أولئك سرعان ما يسقطون في الظّل، ويبقى الخلود للعمل المميّز، ويلاقي المبدع التكريم والتقدير في نهاية المطاف؛لأنّ الإبداع هو المعيار الحقيقي والثابت للمبدع،وألف لجنة تحكيم غير نزيهة لن تستطيع أن تخنقه أو تخلقه أوتصنع مبدع حقيقي من إنسان خامل الموهبة ولو أعطته ألف جائزة وقلّدته ألف تكريم.

      ولكن ذلك لا ينفي حقيقة أنّ الكثير من الجوائز العربية لا تزال واقعة على خارطة المصالح والمحسوبيات والشللية والضّغوط السّياسية والتابوهات وغيرها من المحدّدات والقيود التي تنأى بالتحكيم عن الموضوعية والعدالة.ولا أعتقد أبداً أنّ هناك مشهد إبداعي محلي عربي يخلو من المواهب والأقلام والقامات الروائية التي لا يمكن أن تنتخب أسماء قادرة على المنافسة،والفوز بأرقى الجوائز. ولكن استعراضنا للأسماء التي تفوز، وللجان التحكيم وللعلاقات الداخلية والخارجية للمرشحين للجائزة وللجان التحكيم ولدور النشر وللجهات الراعية وللجهات المنظمة ومقرّ الجوائز يقودنا إلى قراءة لسبب انتخاب أسماء للفوز دون أخرى، ولسبب إقصاء أسماء دون أخرى، وبالتالي لسبب فوز أسماء وأعمال دون أخرى.

  ومن هنا لا نزال نحلم بجائزة عربية ليست كبيرة فقط بالإعلام المحيط بها وبالميزانيات المرصودة لها، بل بمقدار الحيادية والاحترام والموضوعية الذي تحظى به، وحتى ذلك الوقت لنا أن نتخبّط في أسباب كثيرة ،منها الإقصاء والانتخاب والفوز

  ويبقى القول إنّ الجائزة محفّز نفسي قوي،وداعم مادي محمود،وهي بكلّ تأكيد قوة إعلامية جيدة لاسيما  في مشهد إعلامي عربي مأسور للشللية والتكتلات والتجمعات التي يصعب اختراقها في الغالب.فالجوائز أداة ذكية لانتخاب الأعمال المميزة لاسيما بين صفوف الأقلام الشابة،كما أنهّا وسيلة طيبة للتعريف بالأديب، وأرض لفضاءات جديدة من التواصل مع القارىء والمثقف والناقد و الإعلامي.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.