عزيز الحافظ

مقالات اخرى للكاتب

أب كويتي يتبرأ من إبنه لمشاركته بتظاهرة بحرينية

العالم العربي كله مشغول إعلاميا بسوريا... يركض الإعلام كله  بسرعة البرق وبتسييس نحو كل خبر رحيقه سوري وينسون كل مآسي الوطن العربي الآخرى وترى القنوات العربية كلها ذات هدف واحد هو إسقاط النظام السوري وتدويل قضيته والسماح لتدخّل عسكري واضح المعالم مدعوم من تركيا طبعا ومن قطر والسعودية مع دعم دولي علني لتحقيق المهمة متناسين ان سوريا الحالة بسيئاتها.. من دول المواجهة العربية مع إسرائيل... ومن ضمن الامراض العربية المنسية مرض خليجي يشكل سكينة حادة في خاصرة المجتمع الخليجي المحافظ ذو التقاليد الرصينة المعروفة ..  المرض هو ثورة البحرين أو إنتفاضة البحرين التي سقط فيها نساء وسقط فيها اطفال وشيوخ  قتلى ..وفيها تلافيف غريبة من الكتم والإخفاء الإعلامي بما يجعل المُتقّصي يستغرب الكيل بمكيالين في نفس النشاط الثوري المجتمعي في البلدين سوريا والبحرين على الأقل بالبهرة الإعلامية والتسليط الضوئي على كليهما بما يروي ظمأ المتابع ولكن دون جدوى. تصدح أصوات اجنبية  أحيانا على مايحصل في البحرين من تدخل عسكري ورصاص حيّ وتدخل درع الجزيرة وإعتقالات كيفية بلاقضاء وإستشهاد نساء لاول مرة في البيئة الخليجية كلها يكون الوضع المآساوي منسيا! تتساقط النساء ومنهن الحوامل وتختنق الأطفال والشيوخ بالغازات المسيّلة للدموع ولكن يختنق الحدث كله إعلاميا! ويحبسون أنفاسه هذا مايحصل ..أثار إنتباه شغفي بمتابعة الحدث البحريني رياضيا وثقافيا وسياسيا هو وجود نُصرة له من بعض  شعوب دول الخليج قد تكون فردية  وهي حتما غير حكومية لان كل دول الخليج قاطبة ضد مايحصل في البحرين إعلاميا ومواقفيا ولن ترضى أبدا حتى بالدراسة الواقعية  التائينية لما يحصل هناك. من الحالات التي ألتقطتها برادار الإستقبال المتألم هو إعتقال متظاهر كويتي تظاهر مع المتظاهرين البحارنة ،من قبل قوات الأمن البحرينية أدعّت عائلته أنه قاصر عمريا؟ وهو حتما بموقفه ..ليس بقاصر نضجيا عما شارك فيه مع اخوانه البحارنة.. أسمه علي فيصل العلي كويتي وصفت جريدة كويتية قرأت الخبر فيها لاأدري هي صاحبة الصياغة أم إنها تملك تلقائيات صياغية لهذه الحالة للتوصيف؟ أنه تم ضبطه في البحرين وهو يقوم بأعمال تخريبية؟! هل التظاهر عمل تخريبي؟ جرمي؟ لااعلم! ثم تورد الصحيفة موقف عائلته لإجد أنه موقف أبوه فقط يختصر التوصيف العائلي المزعوم ..بعد إنتهاء الخبر وإكمال قرائته!  حيث ورد قولهم«لقد تبرأنا من علي قبل سنتين وانقطع كل اتصال بيننا وبينه وإنهم فوجئوا بخبر إلقاء القبض على علي وهو يقوم بأعمال تخريبية في البحرين رغم أنه في سن السابعة عشرة.. وهم في انتظار صدور الحكم القضائي من المحاكم البحرينية في 27 الجاري ليعرفوا من يقف وراء إرساله إلى البحرين  وكإنه إنتحاري !ومن الذي غرّر به؟!! وإنهم كعائلة؟ يعتزون بوطنهم! وبحكامهّم لاأعرف لم التعميم؟ وهم لايقبلون أي إساءة لأي منهم! اي الحكام الخليجيون الكرام! ثم يتبين رحيق الخبر.. بمطالبة العائلة بتسليم بقية أبنائهم القصّر في البحرين «ليلتحقوا بدراستهم بعد أن إنقطعوا عنها نتيجة مرافقة والدتهم إلى هناك!! يعني الاولاد كانوا مع امهم الخليجية او الكويتية لم اعلم! فكيف تبرأوا منه منذ سنتين؟ يعني بعمر ال15 سنة؟ وكيف عرفوا تركه للدراسة وإتجاههه للنضال السياسي بهذا السنّ المبكر؟ثم يبين أن الام رفعت دعوى نفقة ضد والدهم!.  يعني الام ربما مطلقّة وذهبت للبحرين لسبب ما معها اولادها القصّر لاغيروهكذا نقرأ عن صياغات الافلام الهندية ونجد لها تطبيقات في واقعنا المجتمعي الخليجي .. إذن ممنوع على اي خليجي أن يتظاهر مع البحارنة وسيقوم والد المتظاهر بقطع نفقة الصرف عليه قانونيا والتبرؤ منه على رؤوس الاشهاد وهذا ماحصل مع علي فيصل العلي الذي يحمل أسم والده الكويتي  الذي سارع للتبرؤ منه بإثر رجعي ..لاأسم أمه! وتريدون أن لاتحطم الاحلام بديمقراطية بلداننا مسيرة شبابنا؟ إذن انصفوا ثورة البحرين لنخرج جميعنا نهتف لكم دون ان تتبرأ الآباء منا بل سينثرون  عليكم  المن والسلوى والحلوى والنستلة والشكولاته لم لا؟ كل كوكتيل المصائب العربية محتمل التحقق وهاكم نموذج علي العلي برهانا ساطعا.

عزيز الحافظ