اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الشعراء

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

شعر: د. أفنان القاسم

مساهمات اخرى للكاتب

الشعراء

 

 (1)

أين الخيالُ منكُمُ عندَ الخلقِ

لما يخونُ خيالُكُمُ الذاكرة؟

سبعونَ ألفَ فمٍ مدمى

سبعونَ ألفَ زنبقةٍ من أجلِ امرأةٍ حبلى

لن تلدْ

سبعونَ ألفَ لغةٍ هربت من بين أيديكم

إلى تحويلِ الرسالة

من شيءٍ يدومُ إلى عَقْدٍ ينتهي أجَلُهُ مَعَ موتِ القصيدة

باعتِ الزنابقُ نفسها للصديد

وانهارَ صرحُ الكلماتِ على ضريحِ المعاجم

سبعونَ ألفَ فمٍ مبتسم

فرحُ الموتِ فرحٌ للعالم

قصائدُكُمُ التي ظننا أنها كانت للزمنِ وللنسيانِ هزيمة

هُزِمَتْ

وعشيقاتُكُمْ بالعشراتِ حملنَ أجسادَهُنَّ إلى حِضْنِ جنديٍّ

قلبُهُ أحنُّ من سبعينَ ألفَ سيفْ

وسلاحُهُ أحرُّ من سبعينَ ألفَ قبلةٍ باردةْ

ومتاحفُكُمْ بالمئاتِ جمدت فيها التماثيلْ

أين أذهبتُمْ منكم عيبَ اللغةْ

الإضافةَ العُليا

وأساسَ كلِّ رسالةْ

لكنكم كنتم أسيادَ نَقْصِ الكلامِ عندَ اكتمالِ الزمنْ

نِ

وتآكُلِهِ

سبعونَ ألفَ بيتِ شعرٍ مُدمى

بأنصالِكُمْ

ماتت كلُّ عشيقاتِكُمْ بعدَ قبلةٍ دمويةْ

وانهدمت متاحفُكُمْ

فبكتِ التماثيلُ لأنَّ العناكبَ هربت من أحضانها

سبعونَ ألفَ قبلةٍ مدمرةْ

كلُّ الطبيعةْ

الطبيعةُ الإنسانيةُ في الخرابِ تغدو كلماتٍ همجيةْ

كلماتكمْ

سبعونَ ألفَ فمٍ يصيحْ

قبل أن تفعلَ فيها أنصالُكُمْ ما تفعلْ

كلماتُكُمْ أنصالٌ صدئةْ

أنتم يا من تبيعون الصدأَ على أبوابِ القصورْ

صدأٌ أحمرُ كدمِ قتيلٍ على رصيفْ

فٍ

أخضرَ كلونِ فساتينِ البناتِ في العيدْ

أسودٌ كنجمِ شاعرٍ لم يولدْ

كحُلْمِ ضائعٍ لن يجدَ الطريقْ

كرغبةِ أنثى تتشهى الإثمَ

وأخرى تتعبدْ

وكلتاهما لن تجتازا كما اجتزتم عتباتِ القصورْ

رِ

إلى السقوطْ

كإثمٍ مقدس

كفعلٍ ماجن

كصديدٍ أحلى من العسل

صديدُكُمْ عالم

كشبقٍ مرتدع

صديدُكُمْ نحن

فِلَسطين

صديدُكُمْ ضَحكةُ القتيلْ

صديدُكُمْ ماضينا

أُمُّنا

عقلُنا

صديدُكُمُ السحرُ والتعزيمْ

جوهرُ القصيدةْ

تأليهُ الأباطرةِ والأبطالِ بعد موتِهِمْ

الغزارةُ

صديدُكُمُ اللَّذةُ والتلذذُ

المُتعةُ والتمتعُ

صديدُكُمْ غدُ القصيدةْ

 

(2)

مدنُ الصفائحِ تكتبُ الشعرَ في الليالي المقمرةِ مثلُكُمْ

عنِ الغاداتْ

لمّا ينزلنَ من سياراتِ المرسيدسْ

لمّا تبينُ أثدائهُنَّ عندما ينحنينَ لرفعِ أطرافِ الموجْ

لمّا يفكرنَ في عشاقِهِنَّ وقبلاتِ الكافيارْ

لمّا تموتُ النوارسُ على أكعابهِنَّ

النوارسُ أنتم وقد أضعتُمُ الطريقَ إلى البحرْ

لمّا يخجلُ الرجالُ من نظراتهِنَّ

لمّا يقاومنَ الشبقَ لأجلِ السهرِ

حتى الصباحْ

ثم يذهبنَ

مباشرةً إلى الفراشْ

شِ

بعيدًا عن أحضانِكُمْ

مدنُ الصفائحِ تبحثُ عنكم بينما أنتم في كلِّ مكانْ

نٍ

كالحصى

على شاطئِ الضِّعَةْ

ماذا نقولُ للعابرينَ وقد نَسَوْا خطواتِهِمْ

في حقيبةِ أبوللينير؟

وقد تركوا أجسادَهُمْ دونَ ظلالْ

لٍ

خوفًا عليها من قصائدِكُمْ؟

وقد أوقفوا أحلامَهُمْ على الرصيفْ

فِ

كالقناديلِ المنطفئةْ

كيلا تعرفَكُمْ أحلامُهُمْ؟

مدنُ الصفائحِ تشعرُ بالبردِ في الشتاءْ

جاءتِ الفصولُ على أبوابِكُمْ

وطرقَتْها

لم تكونوا هناكْ

كنتم بين أعمدةِ الجرائدِ تنامونْ

تتغطونَ بقصائدِكُمْ

وتُغطونَ العالمْ

في باريسَ شعرٌ ذهبيٌّ يبحثُ عن أصابعَ متوترةْ

في باريسَ ثغرٌ كرزيٌّ ينتظرَ أسنانَ موجعةْ

في باريسَ ثديٌ ملائكيٌّ يريدُ عقربًا مهلكةْ

مدنُ الصفائحِ لا تعرفُ النومْ

أشعارُكُمْ لم تُفلحْ في الحدِّ من أرقِهَا

وجعُ العصورِ من أشعارِكُمْ

لا دواءَ لوجعِ العصورْ

هل تذكرونَ فينوسَ لما دخلتِ المستشفى وماتتْ من أشعارِكُمْ؟

في باريسَ أشعارُكُمْ طفا بها السينْ

في باريسَ امتلأتِ القناطرُ بأشعارِكُمْ

في باريسَ قال لي أراغونُ إنه توقفَ عن كتابةِ الشعرْ

مدنُ الصفائحِ تنادي على الزمانْ

نِ

فلا يسمعُ لها

عينُ الزمانِ لا تغمضُ

يقرأُكُمْ

ويعملُ بِصَمْتْ

لم يجعلْ من بودليرَ مرجعا

لم يجعلْ من شكسبيرَ مرجعا

لم يجعلْ من السيابِ مرجعا

كانت قصائدُكُمْ له مرجِعَهُ الوحيدْ

وكان يعملُ بِصَمْتْ

صَمْتُ الشياطينَ في معابدِ الروحْ

كان يعملُ بِصَمْتِ المضاجعِ الباردةِ في قصورِ فرنسا المهجورةْ

أنتم لا تعرفونَ الصَّمْتْ

تَ

لهذا اختنقَ السينُ بقصائِدِكُمْ ودجلةُ والفراتْ

تُ

والميسيسبي

الزمانْ

نُ

كان يعملُ بِصَمْتْ

كان يقرأُكُمْ

وكان يفرزُ الغثَّ مِنَ السمينْ

نِ

مما يقرأْ

أُ

ويفكرُ في رامبو

كان يفكرُ في نهدٍ أبيضَ

وثغرٍ أحمرَ

وطائرٍ ميتٍ على سُرَّةْ

كان يعبثُ بقصائدِكُمْ

يريدُ أن يصنعَ منها عِنَبَا

كان يحرقُ بعضَها بنارِ بروميثيوسَ

وبعضَها بجنونِ كليوبترا

كان يعملُ بِصَمْتْ

وكانت قصائدُكُمْ كُلُّهَا لهُ موضوعًا مقدسا

كان يعملُ بِصَمْتْ

وإلى اليومِ وهو يعملُ بِصَمْتْ

قصائدُكُمْ لم تكنْ مَرْجِعًا لغيرِهَا

فيولدُ الشاعرُ منكُمْ من جديدْ

دٍ

للمرةِ الثانيةْ

 

(3)

هل أكتبُ لكم بثغورِ النساءِ كي تفهموا

وَهْمَ الولادةِ للمرةِ الثانيةْ؟

قلاداتُ النجومِ في السماءِ وهمُ عنقِ العاجْ

والنوافذُ المعتمةُ هي الشموسُ المضيئةُ

في الليلْ

والمناقيرُ البنيةُ حلماتْ

على طريقِ الجمالِ تضيعُ أثداءُ الذَّئِبَاتِ التي أَحَبَّها

إيلوار

وكلُّ المذنبينَ بالشعر

عشاقُ أنفسِهِمْ مثلُكُمْ

البحرُ أحمقُ لأنهُ بحرٌ وليسَ سفينةْ

لا يعرفُ البحرُ أنهُ شبكةُ صيدٍ ملقاةٍ على سطحِ الماء

لما تسيطرُ أسماكُ القرشِ على العالمْ

ترفعُ بعضَكُمُ الحرابُ

وتُسْقِطُ بعضَكُمْ

أولئك الذين لم تلدْهُمُ المهارةْ

ةُ

وعبوسُ الصورْ

ترفعُ بعضَكُمْ على أكفِّ الرياحْ

فوقُ... عروشُ الشعراءِ ليستْ عروشا

الفراغُ عروشُهُمْ

ودمامةُ الجمالْ

فتكتملُ الرغبةُ الناقصةْ

الناقصةُ دوما

رغبةٌ لاواعيةٌ كالسُّمَّاقْ

لها نكهةُ الأنا العظمى

الكلماتُ هي الكلماتْ

لم يكن فاليري يعلمُ عن عروشِ الفراغِ شيئا

تصعدُ شموسُكُمْ كما يشاءُ لها المذياعْ

عُ

والشاشةُ الصغيرةْ

تسطعُ شموسُكُمْ

من كلِّ الجهاتْ

لكنَّ العصافيرَ تفضلُ عليها نقرَ التينِ المسقيِّ من بردى

الدمِ والدمعْ

الاستعاراتُ هي الاستعاراتْ

لم يكن فاليري يحلمُ بالاستعارةِ منجلا

لحصادِ القمحِ الأسودْ

استعاراتُكُمْ لا تُغْضِبُ أحدا

وهي تقطعُ

لا تُغْضِبُ أحدا

وهي تجمعُ ما بين الإثارةِ والتحريضْ

وهي تغدو قُبُلا

لكنَّ النغماتِ غيرُ النغماتْ

هنا عرفكم فاليري دون أن يعرفَكُمْ

تتعددُ نغماتُكُمْ لأجلِ الرقصِ من كلِّ الأنواعْ

تخلعُ أحذيتَهَا البناتْ

تُ

وتضرِبُكُمْ

من شدةِ الإعجابْ

شجرُ البحرِ يحبُّكم أيضا

لأنكُمْ ثِمَارُهُ المالحةْ

عروشُ الرياحِ التي هي عروشُكُمْ

تشتريها اللآلئُ في تيجانِ غيرِكُمْ بالثمنِ الذي تريدْ

وأنتم ستقبلونْ

فالرياحُ لا أحدَ يشتريها

بخسٌ ثمنُ الرياحْ

هذا إذا ما وجدتم لها بائعا

ستقبلونَ بالثمنِ الذي تريدُهُ اللآلئُ في التيجان

لأنكم وطنيونَ منذُ ميلادِكُمُ الأولْ

 لتكملة قراءة القصيدة على الصفحة الثانية / اضغط التالي ادناه

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.