اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الرواية الحديثة تكون قصيرة، بل وقصيرة جدا// علي اسماعيل الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علي اسماعيل الجاف

 

عرض صفحة الكاتب 

الرواية الحديثة تكون قصيرة، بل وقصيرة جدا،

لكونها مرايا صادقة ناتجة عن حداثة واحتمالية غزيرة

علي اسماعيل الجاف

 

لم يعد الأمر سهلا ان تتحول أوراق الرواية الحديثة ما بعد المستجد البعيد الذي يقدم نماذج حديثة تفوق تصور التقليد والنقل المباح السائد في بيئتنا؛ بينما يصعب ذلك في بيئتهم: هم مثاليون بحكم القاض والمحكم والمشرف الذي يستدعي الشافع والوسيط والإصلاحي والمبادر ليعطي الاهتمام الترويجي الاول حيزا مكانيا. 

 

بعد فترة من الزمن ، سنجد ان أوراق الرواية التي كانت تفوق الجزئين والثلاثة وتبقى لدى الهاوي والمبتدأ والقارئ لأسبوع او شهر كون الأحداث مكتظة والشخصيات متنوعة وكثيرة والنوع الأدبي صعبا من حيث الاستنباط والترميز عاليا والتضاد كبيرا ، في حين ان الهدف في الانتاج متعة سردية تسري على مدى مرحلي مؤقت عابر للواقعية المبررة بأحداثها وأشكالها وتركيبها ، فقد نجد ان نموذجا في بلد يواجه قوة أشعة الشمس ولم يطبق ذلك البلد الطاقة النظيفة او لم يدرك الجمهور مفهوم الطاقة البديلة ، ولهذا غابت ملامح الرواية التعليمية او التوجيهية المعالجة لواقع تهدر في الأموال على مشاريع ؛ بيننا تتوفر لديه مستلزمات ثابتة ودائمة كالرياح والمياه وأشعة الشمس ، وغيرها يبدو مباحا ؛ لكن من يبادر في تقدم نموذج رواية سينمائية قصيرة جدا او على شكل مسلسل بواقع يقدم طرق وليس أساليب معتبرة تستخدم لتحريك المشاعر نحو العمل الجماعي والتنمية الهادفة لتحقيق سلم النجاة من استهلاك يومي قاتل ، واعتماد خارجي كامل لنقل خبرة او تجربة او مهارة!

 

لنعود الى الحجم والتكوين والتشكيل ، ونقول اننا امام تحدي في تقدم قادة الأدب الروائي عبر مؤسسات تخدم نتاجاتهم العلمية والانسانية والاجتماعية والثقافية والتنموية وغيرها، ولنفهم جيدا اننا امام تحدي كبير اليوم عنوانه : ظواهر اجتماعية سلبية لم يتطرق لها احدا من الجانب الخارجي كونها جهات تسوق لنا تلك الظواهر ، وتعمل على تنشيطها وتفعيلها وتقدمها عبر مساند الترويج والتنميط والتركيز العابر لمستويات محلية غير مدركة لجوهر المعادلة والوظيفة والمضامين ، يبدو ذلك صعبا؟

 

فنجد اليوم العنف الأسري لم تستطيع رواية ان تعالجه او نشر السلم المجتمعي لم نجد عنوانا روائيا يناقشه من ناحية تغيير وانهاء وليس وصف وسرد، كون مهمة الروائي الأديب هي: تحسين المدخل السردي وإيصاله الى محطة التلقي المتقدم المقيد بسلاسل التطبيق المباح شموليا!

 

ولنعطي مثالا آخرا عن الطلاق وعمالة الاطفال والبطالة وهي عنوانات خطيرة وكبيرة نجد الحلول لها يمثل مهمة مستحيلة عبر الأسلوب الأدبي المعبر والمساهم لتحويل جيل وتصعيد واقع وتقديم منتوج. والحق يقال ان هكذا أمور وغيرها اجتماعية وأسرية تؤثر سلبيا على تطلعات الجمهور في القراءة والتبني والمساهمة في احياء الرواية التنموية المعبرة والمساهمة في خلفكم مناخ نوعي هادف. 

 

ولنقول بصراحة واقعنا لم يعد يتطلع لجعل الكتاب هدفا ؛ وإنما حوله الى ترتيب في رف وتنظيم في مكتبة غير قادرين تحويل المعلومات النصية الى مهارة التبني السهل امام الجميع لنحقق تنقيط عالي الجودة ونبحث في جوهر المشكلة قبل وصولها لمراحل متقدمة جدا.  في الواقع، الرواية أصبحت مهنة الجميع في وقتنا ، وندرة النقد المساهم في التقويم والتقييم والتنصيب الواقعي المحلي العاجل ، ومازال كثيرون يقدمون نتاجاتهم شهريا وكان الموضوع هو زيادة إعداد اكثر مما هو: التفكير المخطط وخارطة الحركة المعبرة مثاليا، و لابد ان نفهم اننا امام تحدي : هل الرواية تستطيع ان تقدم حلول عاجلة في جوانب اجتماعية وعلمية ومؤسساتية ؟ الاختصار احد اركان الإجابة على هذا السؤال ، يتبعه النوع الاجتماعي المتقدم والشخصية المعطاء بعنوانها وتقديمها ...والاختصار اصبح ثقافة مستجدة دخيلة حققت مبتغاها في المتعة وملئ الفراغ وتحسين التفكير وإعطاء مهارة صنعة المؤلف والأديب المتقدم بفعل بروز اقتصاد ذكي ومعرفي ؛ بينما الحس الذوقي والبيان التخطيط يعكس مهارة العطاء قبل الختام !

 

ولايخفى على احد ظهور الرقمنة والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي حولت التلفاز الى جهاز غير منتج يوميا ، وربما قيدت تقديمه وأنواعه وبرامجه وحولتها الى هرمية الوظيفة والتحليل والاعتماد المتأخر على جيلنا بالمقارنة مع عالم يختلف عن الدولة المتأنية النامية !

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.