اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• هل من وقت للتفكير؟

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 حسن الخفاجي

·        هل من وقت للتفكير؟

 

يوم أمس شاهدت إحدى القنوات الفضائية العربية وهي تنقل الأحداث من العراق ، وتعرض بعض الصور لبعض الشخصيات ، عادت إلى الذاكرة وبقوة صور اختزنتها الذاكرة ولم تبارحني قط . الصورة الأولى: لعضو القيادة القطرية لحزب البعث حينها نعيم حداد ، وهو جالس بجانب صدام حسين الذي كان يدخن (البايب) ، وكان نعيم حداد هو من يشعل عود الثقاب بين آونة وأخرى (لبايب) صدام (أشتغل موّرثجي)، في لقطة أعد لها بعناية فائقة ، وأعيد بثها مرات عدة، الغرض منها إذلال متعمد لمن يمثلهم نعيم حداد ، ورسالة لتركيع الآخرين وأرهابهم .

 

من الصور الأخرى: عادت صورة رئيس وزراء العراق سعدون حمادي، الذي لم يستطع إنقاذ ولده من السجن وهو رئيس وزراء العراق ! و صورة رئيس الوزراء الآخر محمد حمزة الزبيدي ، وهو عاجز عن نقل جندي من أقاربه (ابن شقيقته) كي يكون من ضمن أفراد حمايته!. وصورة نائب رئيس الجمهورية طه محي الدين معروف ، وهو يصغي لصدام في اغلب اللقطات التي جمعته به !. وصورة العسكري المخضرم كبير السن عبد الجبار شنشل ، وهو يحضر الاجتماعات المهمة بصفة مستمع ، وهو يصغي لقصي صدام !. وصورة الدكتور رياض إبراهيم الحاج حسين وزير الصحة في زمن صدام ، وهو يعذب حد الموت لسبب مجهول حتى إن أسرته تجهل سبب قتله، لكن يقال ان المرحوم الدكتور رياض رفض القبول بتزوير شهادة احد الاطباء البيطريين ، وتحويله الى طبيب بشري ، وارساله في بعثة دراسية لدراسة السموم في امريكا .

 

الذي جمع كل هذه الصور مرة واحدة، هو وجود أشخاص في أماكن كان يجب عليهم ان لا يتواجدوا فيها ، وأناس آخرون رمتهم الظروف ليكونوا ضمن تشكيلة معينة ، لا تنسجم مع تطلعاتهم، وأخلاقهم ، وطموحاتهم. هذا هو ما حصل ، ويحصل في الاصطفافات التي تسير على نهج صدام .

 

فما الذي حشر الاخيار مع الاشرار ؟

 

بعد هذه الصور برزت للذاكرة صور الدمار الذي أصاب المدن المنتفضة عام 91 ، ومنها مدينتي كربلاء والنجف ، وما حل بها ، وبالعتبات المقدسة ، و صور شيوخ الجنوب ، والفرات الأوسط ، وهم يحضرون تباعا لمبايعة صدام مجددا بعد الانتفاضة ، وهو يجلس على كرسي مرتفع ، وهم في مكان منخفض ، بحيث يكونوا بمستوى أقدام صدام ، وفوهات بنادقهم الخالية من الرصاص منكسة للأرض ، وهم ينشدون الأهازيج في (حضرة القائد) ،الذي أمعن بإذلالهم.

 

وصور من اعدموا ، ومن حبسوا ، ومن هجروا ، ومن شردوا ، ومن جذعت أنوفهم وبترت أطرافهم ، وألسنتهم ، وقصت آذانهم، ووشمت جباههم. عادت صور صدام وهو يكتب افتتاحيات جريدة الثورة العام 91، التي قسم فيها العراق إلى محافظات بيضاء ومحافظات سوداء ! وشتم في تلك المقالات بأسلوب أولاد شوارع شرائح كبيرة من الشعب العراقي، حين وصف بعضهم بالتآمر ، والبعض الآخر بالتخلف وقلة الحياء، ومس بشرف نساء مكون كبير من الشعب العراقي !.

 

هل سمعتم برئيس دولة يشتم شعبه ؟ مثلما شتمنا صدام سابقا ، ويشتمنا ويقتلنا أتباعه الان!.

 

ترى لماذا أعيدت كل هذه الصورة ؟

 

لان ورثة من عملوا تلك الجرائم ، وحملة أفكارهم ، وأتباعهم ، وإتباع من يلذ لهم لعق دمائنا أصبحوا كتلة واحدة . اعتقد ان خيارات من يؤمن في العراق الجديد الخالي من امتدادات البعث أصبحت محدودة ، ولا خيارات أمامهم . الخيار الوحيد هو الالتفاف ، والاصطفاف ، وترك التفكير بالمناصب المستقبلية ، والتكتلات الانتخابية ، وضيق الافق . لان المخطط المدعوم عربيا الآن هو الإطاحة بالعملية الديمقراطية . المطلوب عربيا الان هو: القضاء على تجربة التحول الديمقراطي من داخلها. من شكا من تجاوزت الحرس القومي من كبار السن ممن عاشوا أحداث العام 63 ، ومن عاش مرارة العيش تحت سلطة البعث وأجهزته الأمنية منذ عام 1968 لغاية السقوط ، عليهم ان يفكروا جديا بالذي سيحصل لو فاز معسكر البعث في الانتخابات. قد يكون ساذجا من يفكر بانقلاب عسكري لان الأمريكان هنا ، ولا يسمحون بالانقلابات العسكرية في العراق ، لكن الذي سيحصل هو السطو على التجربة الديمقراطية من داخلها .

 

فمن كان يخاف ويخشى أجهزة صدام الأمنية وملاحقاتها عليه ان يتعض. أن من يتصارع على المناصب والكراسي ألان ، سيكشف بعد فوات الأوان ، أن رأسه هو المطلوب ، ورأس كل من وقف بوجه مشاريع البعث سيقطع ، لو حصلت الردة وفاز معسكر البعث . ادعو لرفع همم كل أعداء البعث ليصوتوا لأي كيان يعمل بالضد من عودة أجندات الموت البعثي . ليس لدينا نحن ضحايا البعث أي خيار، ولو ان: في العين قذى ، وفي الحلق شجا ، وفي الفؤاد غصة ، من تجربة السنوات الماضية والتجاوزات التي رافقتها وحصلت فيها ، لكن لا خيار آخر أمامنا ،غير ان نذهب مجبرين لا مخيرين، لنصوت لمن نشاء ، ونعتقد من القوائم الخالية من البعثيين ،لأننا بالركون لحالة (الزعل) ، والغضب ، والاشمئزاز مما حصل من تجاوزات ، والبقاء مصرين ومخدوعين، بمقولة "لا نصوت لأحد ماذا استفدنا من هؤلاء خلال السنوات الماضية"، هذا الذي يريده البعث ، و يروج له . هل نركن لحالة تقاعس يريد خصوم العملية السياسية زرعها فينا ؟ أنهم اعدوا عدتهم ،هيئوا أتباعهم وضعاف النفوس ، وأصبح لديهم ما يكفي ليكونوا كتلة واحدة كبيرة ويكونوا قنبلة موقوتة تنفجر أمام تجربتنا الفتية . من يصر على عدم الذهاب والتصويت ، يسجل امتعاضه ، وامتناعه لصالح البعث لا لنفسه ، ولا بالضد من العملية السياسية الجارية الان. من منا يقبل لنفسه الاهانة مجددا؟

 

هل نقبل ان نعيش تحت اقدام اعداء الامس ، أو ان نصارع من اجل اصلاح واقع مر !؟

 

"اسوأ الديمقراطيات هي اكثر تفضيلا على افضل الدكتاتوريات" حكمة غربية.

 

حسن الخفاجي

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.