اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

ساسون دلال الإبن البار لشعب العراق// محمد جواد فارس

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد جواد فارس

ساسون دلال الإبن البار لشعب العراق،

الشيوعي الذي توجه إلى أرجوحة الشرف كواثق الخطوة  يمشي ملكا

محمد جواد فارس

طبيب وكاتب

 

أنهم يستطيعون سلبي حياتي، لكنهم لا يستطيعون تغير أفكاري، لأنها لأجل البشرية جمعاء انا حر لأنني اعرف الحقيقة، ولا السجن ولا الإعدام يمكن يسلبا هذه الحرية مني، غدا عند الفجر سأموت، نعم يستطيعون إنهاء حياتي ومنعي من فضحهم وقتالهم، ولكن مع موتي، هناك الف غيري سوف يقفون بوجههم. نحن الأكثرية، وهم الاقلية.

أنني لست اسف للموت، في الواقع، اذا منحت لي فرصة الحياة مرة أخرى فإنني سوف اتبع نفس المسار.

ساسون شلومو دلال/ سكرتير الحزب الشيوعي العراقي/ للفترة من تشرين اول 1948 إلى 27 نيسان 1949 .

 من رسالة إلى أخيه قبل ليلة إعدامه

 

هذه الكلمات التي سطرها ساسون دلال تدل على أن الشيوعي المؤمن بعدالة قضية شعبه ومبادئ الماركسية _ اللينينة، يتحدى كل الصعاب من أجل المبادئ التي تعلمها من مؤسس الحزب الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد.) ورفقيه زكي محمد بسيم (حازم) وحسين الشبيبي (صارم)، حتى أنه استطاع بناء تنظيمات  الحزب في كل العراق من شماله إلى جنوبه ، ويكتب حنا بطاطو عن ساسون دلال: ولم يعترف أبدأ باللجان التي شكلها هؤلاء المسؤولون الأوائل ولا بالسياسات التي اتبعوها، ولا تعتبر مشروعه أبدأ، والواقع أن أحدا من هؤلاء لم يفعل على الإطلاق بإستثناء ساسون شلومو دلال والذي سير الحزب من 2كانون الأول ( ديسمبر ) .

بعام 1948 وحتى 19 شباط ( فبراير ) عام 1949. ويذكر كذلك حنا بطاطو أنه  في 30 كانون الثاني ( يناير ) ارسل دلال رسالة إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لسوريا ولبنان يبلغها فيها أن الشيوعيين العراقيين يدخلون [ المعركة  الحاسمة] وتابع مذكرا السورين ب ( واجباتهم الاممية اتجاه بروليتاريا بلد مجاور ) وضاغطا من أجل تنظيم كل الأحزاب الشيوعية للمشرق العربي في [جبهة بروليتارية ثورية  ] .

وكانت أفكاره لاتنسجم مع واقع الحال والحزب في وضع لايحسد عليه وبعد أن تم إعدام قادته فهد حازم وصارم ويهودا صديق، وكان يحمل في سلوكه السياسي لغة التطرف اليساري، وهذا ناتج عن كونه من جيل الشباب أضافة لتأثير حدث الاعدامات لرفاقه، مما سبب لاحقا اتهامات شتى بكونه يساري مغامر وذو نزعة تروتسكية وغيرها ، وكتب زكي خيري في مذكراته عن ساسون دلال !؛ وكان من الشباب الواعد حمزة سلمان وساسون دلال اللذان استشهدا إذ اعدم ساسون دلال على يد الجلاد العميل نوري السعيد واعدم حمزة سلمان على يد انقلابي شباط 8 شباط 1963 , ويتابع زكي خيري، وقد حكى السجناء العاديون في سجن بغداد، وهم شهود عيان، كيف اعتلى ساسون دلال المشنقة برباطة جأش بعد ان قرأ النشيد الأممي، اما جلادو انقلاب 8 شباط فقد حرموا الشهداء حتى من قرأة النشيد، وبعد أن اعدم ساسون دلال حكم عليه سالم عبيد النعمان بالإعدام  المعنوي إذ وصمه بالتروتسكية لانه كان يسلح المتظاهرين بالعصى التي حدد طولها بخمسة وسبعين سنتمترا، ليدافعوا بها ضد عصي الشرطة، وحمله المسؤولية أعدام فهد ورفيقه لانه لم يعمل اللازم لانقاذهم، والحال بتنفيذ الإعدام جاء في ظروف التوتر الدولي وحافة الحروب وانتكاسة الوضع الثوري في العراق، وبعد  أن أنتهت  الوثبة إلى  طريق مسدود وفشل الدول العربية في إنقاذ  فلسطين ???????? وتبني أقامة دولة عربية في جزء فلسطين، واتهمت  التحقيقات الجنائية ساسون دلال  بالصهيونية، وهي التي تعاونت مع الصهيونية لتهريب يهود العراق إلى إسرائيل . انتهى الاقتباس.

وساسون دلال هو أحد مؤسسي عصبة مكافحة الصهيونية  في العراق مع رفاقه.

 

 إليكم نص الرسالة كتبها ساسون دلال وذلك في ليلة اعدامه عام 1949 إلى أخيه:

ساسون شلومو دلال/ سكرتير الحزب الشيوعي العراقي/ للفترة من تشرين اول 1948 إلى  27 نيسان  1949.

في رسالته  إلى أخيه قبل ليلة إعدامه، كتب الرسالة في عام 1949، كانت قيادة الحزب قد اعتقلت وجرى تعذيبهم بصورة بشعة صدرت بحقهم أحكام إعدام بعد أن جرت محاكمتهم مرة ثانية بدفع من المستعمر البريطاني وتنفيذ نوري السعيد  وحكومته العميلة وهم [ يوسف سلمان يوسف ومحمد حسين الشبيبي وزكي محمد بسيم ويهودا صديق] . كتب في الرسالة مايلي:

أخي العزيز

انها أمسية ساحرة الريح  تهب باطراد وطول اليوم، لكنها هدءت بحلول الظلام، فلا ضجة في الهواء، يبدو أن العالم نام بسرعة، أنا لا أستطع النوم ومن الصعب النوم مع معرفة أني سأموت فجر الغد، منذ أن تم اعتقالي من وقت طويل، وأنا أريد أن أكتب إليكم لم أكن متأكدا مما سأقوله كنت مرتبكا وخائفا، ثم لم أكن متأكدا أن كنت ستتعاطف مع نشاطاتي وأفكاري، الأفكار التي يمكن فقط أن تثبت أنها صالحة عندما تكون حياتنا في أمس الحاجة أليها. لم أكن متأكدا أن الحياة الأكاديمية التي عشتها انت في امريكا من شأنها أن تجعلك ترى بموضوعية عدالة وصحة قضيتنا. الليلة مع علمي ان غدا سيكون الفجر المقبل هو ليلتي الأبدية قررت أن أكتب إليكم عن الأفكار والاراء التي تعج في ذهني الان لقد اخذت موجة من الرعب البلاد والالالف من الناس يجري اعتقالهم ويتعرضون للتعذيب ويتم اعدامهم، وانا لست الوحيد الذي سأموت غدا هناك عشرة آخرين معي.

الشعب بشكل عام مضطهد لقد أصبحت الحياة في وطننا تذكرني بتلك الايام التي قامت فيها قوات الفاشية بالمسير قدما مر في قتل الالاف من الأبرياء، انا لم اعش فترة كافية للاستمتاع ومعرفة ماهي الحياة. لقد فتحت عيناي اقاتل من أجل حياة حرة وغدا عند الفجر سأموت لحياة لم اعرفها. ادعوا الله أن كفاح من أجلها لم يكن عبثا أن قوى الرجعية لا يمكن أن تحكم إلى الأبد لقد هزموا من قبل بإرادة الشعب سوف يهزموا في المستقبل القريب وبنفس الارادة. انا سأموت غدا هناك عشرة آخرين.

الشعب بشكل عام مضطهد لقد أصبحت الحياة في وطننا تذكرني بتلك الايام التي قامت فيها قوات الفاشية بالمسير قدما في قتل الالاف من الأبرياء. أنا لم اعش فترة كافية للاستمتاع ومعرفة ماهي الحياة، لقد  فتحت عيناي اقاتل من أجل حياة حرة وغدا عند الفجر سأموت لحياة لم اعرفها، ادعو الله ان كفاح من أجلها لم يكن عبثا أن قوى الرجعية لا يمكن تحكم إلى لقد هزموا من قبل بإرادة الشعب وسوف يهزموا في المستقبل القريب وبنفس الارادة. أنا سأموت غدا ولدي إيمان بالجنس البشري بأن يكونوا أسياد مصائرهم وهو من أجل الديمقراطية والسلام وحياة مثالية.

أن قوى الرجعية لا تزال تقتل في الناس لاطالة وقت حكمها الاجرامي خائفة من المستقبل لأنهم  يرون في المستقبل ظل نهايتهم. هذا الظل هو يدمر عقولهم، ويصيبهم بالجنون لقد استنفذت أفكارهم هم مفلسون في سياسة الأكاذيب وأساليب  الدعاية والوعود لأنهم يخافون غضب الناس انهم خائفون بشكل رهيب. انهم يستطيعون سلبي حياتي، لكنهم لا يستطيعون تغير أفكاري لأنها لأجل البشرية جمعاء، أنا لأنني اعرف الحقيقة، ولا السجن ولا الإعدام يمكن يسلبها هذه الحرية  مني، غدا عند الفجر سأموت، نعم يستطيعون إنهاء حياتي ومنعي من فضحهم وقتالهم، ولكن مع موتي، هناك الالف غيري سوف يقفون بوجههم, نحن الأكثرية، وهم الاقلية. لا تحزن بالنسبة لي أخي الحبيب بدلا من ذلك أحمل ذاكرتي معك وواصل الكفاح فهو فقط سوف يمجد مستقبل الإنسانية، وتذكر دائما أنني لست اسف للموت في  الواقع، أذا  منحت لي فرصة الحياة مرة أخرى فإنني سوف اتبع نفس المسار.

وداعا للجميع ، وحبي  لك.

 

وقد كتب عزيز سباهي في كتابه (عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي) الجزء الأول: في 2  كانون الأول تسلم ساسون دلال واثنان من الكوادر (رفيق جولاك وصبري عبد الكريم) قيادة الحزب كان كل ما يتحلى به ساسون دلال هو قدراته في الكتابة ، اما في العمل القيادي فقد تكشف عن جهل فاضح  فمع أنه  دعا في تعليماته ورسائله إلى ( التراجع المنظم ) الا انه في التطبيق أظهر أنه لا يميز بين الهجوم والتراجع، وضع خطة تتحدث عن التراجع المنظم فقط على أساس ( إيقاف جميع الأعمال الإيجابية ذات المقياس الواسع _ العرائض الإجتماعية، والوفود والمظاهرات  والاضرابات.. وقد زج منظمات في السليمانية والنجف في سلسلة  من المعارك الخاسرة بأسم أنقاذ فهد، وفي الشهرين اللذين قضاهما في القيادة  أشغل تنظيمات الحزب في بغداد والالوية سيل لا ينقطع من الرسائل والبيانات  والنشرات الداخلية، حتى كادت المراسلة مع المنظمين أن تصبح  يومية.

ومع ذلك فأن ساسون دلال سارع إلى اصدار بيان يناشد فيه الجماهير إلى  الضغط لإنقاذ فهد ورفيقيه، كما سارع إلى أرسال مذكرة بأسم الحزب إلى  سكرتارية الأمم المتحدة وإلى لجنة حقوق الإنسان وإلى سفارات الدول الأجنبية وإلى الصحف المحلية والعربية والعالم _ يناشد فيها الضغط على الحكومة  العراقية للكف عن محاكمة الرفيق فهد وأطلاق سراحه وسراح جميع السجناء السياسيين.

فأن ساسون دلال بقي مخلصا لمبادئه وحزبه، وأستشهد ويمجد شيوعيته، انتهى النص.

ويكتب حسقيل قوجمان عن ساسون : ما لدور ساسون دلال الذي احتل مراكز  هامة في الحزب الشيوعي العراقي، في تعرفه على الفكر الماركسي وتزويده  بأدبيات الفكر والحزب وكان السبب الرئيسي لاعتناقه الفكر الماركسي، أصبح ساسون دلال بعد إلقاء القبض على مالك سيف، أصبح ساسون دلال المسؤول الأول على التنظيم، وأصبح مشرفا على مطبعة الحزب والاستمرار في أصدار الجريدة  المركزية ( القاعدة ) والنشرات الاحتجاجية، وكان ساسون دلال يردد في رسائله [ ارادوها حرب إبادة فلتكن حرب إبادة] .

 

وهذا أنطباع حسقيل قوجمان لمعرفته عن ساسون دلال.

ساسون شلومو دلال عندما قاد الحزب وهو في ريعان شبابه كان قارئ جيد للفكر الماركسي _ اللينيني ويجيد الكتابة في مخاطبة الجماهير، من ما يجول في تفكيره  هو كيف ينقذ عقل الحزب يوسف سلمان يوسف ورفاقه من حبل المشنقة بعد أعادة المحاكمة وتأكيد الحكم عليهم بالإعدام، وبرغبة المستعمر البريطاني ونوري السعيد وحكومته، لحقدهم على الفكر الشيوعي وانتشاره في الشارع العراقي وقيادته للتظاهرات والفعاليات الجماهيرية.

 

واخيرا اختم بما قاله الشهيد الخالد سكرتير حزبنا الشيوعي العراقي حسين أحمد الرضي ( سلام عادل ) : أن من الواضح أن من صفات الشيوعيين المهمة، هي اخضاع وتذويب مصالحهم الشخصية والذاتية بمصلحة البروليتاريا الاممية واحزابها الشيوعية، وأن لا يبخلوا باي جهد مهما كان ويعملوا بنكران ذات شيوعي، والتضحية بكل شيء  _حتى حياتهم _ من اجل أهداف الحركة الشيوعية الاممية، من أجل مصالح أحزابهم الشيوعية .... وأن الطموح المشروع الثوري لكل شيوعي هو النضال دون هوادة وبجميع الأحوال والظروف لخدمة الأهداف النبيلة للشيوعية.

    

 

                                           طبيب وكاتب 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.