اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

نظرة تعريفية بتحفة الكاتب شموئيل جبرائيل دنخا عن تاريخ الأدب الآشوري الحديث// ميخائيل ممو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

ميخائيل ممو

 

نظرة تعريفية بتحفة الكاتب شموئيل جبرائيل دنخا

عن تاريخ الأدب الآشوري الحديث

ميخائيل ممو

 

بترادف نمو مضاعفات حياة الإنسان في مراحله العمرية تصارعه الخبرات الحياتية لتنمو فيه الذاكرة كنمو حصيل النبتة المثمرة بعطائها، وهذا ما وجدته متفاعلاً في هيبة عالم الادب الآشوري المتمثل بإبداعات زميلنا الاديب الخور سقوف شموئيل جبرائيل دنخا من خلال نتاجاته المتعددة والمعطاءة باللغة الآشورية، وعلى قمتها الجبل الفكري الشامخ بجذوره الرصينة الموسوم " موجز الادب الاشوري الحديث". بحجمه الكبير بـ 502 صفحة يجسد من خلالها جهابذة الفكر الادبي لمؤلفينا بأحجامهم المختلفة ومستوياتهم المتفاوتة نثراً ونظماً وعلى وفق خاص ومتميز حقول القصة والمسرح والمقالة والشعر منذ عام 1840 ولحد عام 2020.

 

لماذا عرض تعريف الكتاب بالعربية؟!

لماذا الكتابة بالعربية بإسلوب نقدي والكتاب الصادر عن دار (لولو . كوم) باللغة الآشورية المعاصرة وبالأحرى الحديثة. البساطة في الرد المقنع تمثل غاية الحكمة والقناعة في فهم واستدراك ما نرمي اليه. ولهذا قد يظن البعض بمأخذ سلبي من حيث تناولي كنقد المجاملة. ولا حتماً أي نقدٍ لغوي لأديب متبحر في اللغة وقواعدها ومؤلف لأسسها من حيث النحو والصرف كباكورة عمله الأدبي في بغداد منذ منتصف السبعينات بإصداره عام 1975 " المرشد في الإملاء الصحيح" عن اتحاد الأدباء والكتاب الناطقين بالسريانية.

 

وأن الغاية المثلى هنا هو ان استدرج صفحاته للكشف ما بين السطور بحالة أكثر من النص ليعطي شرعية القبول من جوانبه الشبة متكاملة. وإن سألتني لماذا بالشبه متكاملة؟ يأتيك الجواب مسرعاً بمقولة: الاكتمال لا يتم إلا بالتواصل كتواصل استمراري لجريان النهر ليتخذ مستقراً له في مقراته، واحياناً يتحكم الموقف الزمني بعمل معاكس حين يتصداه زمهرير الجماد المفاجئ.

 

ولقد عمدت هنا بعرضي هذا بالعربية لسهولة فهم جوانب مواده، وبساطة الوصول لما نعنيه لمحدودية قراء اللغة الآشورية. وبالمعنى العام معرفة أهميته بين رفوف المكتبة الآشورية وكشهادة للتاريخ الفكري الادبي.

 

خلفية أسس الكتاب

منذ أن كنا نعمل معاً في الحقل الأدبي في مجلة المثقف الآثوري  واتحاد الأدباء في بغداد والحقل الإعلامي الإذاعي والتلفزي، إضافة لعملنا معاً في ذات المركز التعليمي المدرسي، كان الأستاذ شموئيل جبرائيل ملهماً ومتحمساً في جمع ما يتسنى له من سير حياة كتابنا/ ادبائنا الآشوريين من ذوي الشهرة والمكانة كعمل مستقبلي، وما أن حطت قدماه ليحتضن عالم الغربة حكمت عليه الإرادة الإلهية لينسجم وأياها ويتواصل بإرادته متيمناً في الحقل الكهنوتي كأب روحاني في الكنيسة الشرقية متواصلاً وتآليفه المتعددة وعمله في مجلة "قالا من مدنخا" أي صوت من الشرق في شيكاغو، ومتواصلاً مع عدد من مؤلفاته وتراجمه وعلى وفق خاص مؤلفه المعهود  ليصدره في جزئين بعنوان ( موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديث منذ 1840 ـ 1990)  

 

لمحة عن مضمون الكتاب بطبعته الاولى

تضمن الكتاب مقدمة موجزة ابتداءً من العهد الذي تم تتويج الناطقين بالآشورية / السريانية بالخط الشرقي والغربي بالحقوق الثقافية منذ عام 1972 ودور ذلك في مباشرة أبناء شعبنا بافتتاح المراكز الثقافية والأدبية وتشجيع نشر ما تسنى للمؤلفين وبما فيها البث الإذاعي والتلفزيوني إلى جانب المهرجانات الشعرية. وعلى ضوء سؤال استفساري ما عن كثافة المؤلفين والكتاب الآشوريين، الذي لم يفِ بالغرض، حدي الأمر بالمبدع شموئيل ان يخوض غمار مجاميع المنشورات المطبوعة وعدد الكتاب المعروفين ومنذ عام 1975 استطاع أن يحقق حلمه الذي استغرق ستة عشر عاماً مضيفاً لأكثر من ستين كاتباً لحصيلة الكاتب بيرا سرمس المنشور عام 1962 بعنوان "تاريخ الأدب الآشوري" بجزءه الأول ومن ثم بجزءه الثاني عام 1969 والثالث عام 1970. وكاتبنا شموئيل بالنظر لحرصه الشديد على احياء اللغة الأم اكتفى برحلته معتمداً اللغة الآشورية تاركاً مهمة من كتبوا بلغات أخرى من مبدعي أبناء شعبنا الذين أصدروا بالعربية والفارسية والروسية والإنكليزية ولغات أخرى في بلدانهم والأمثلة لا يمكننا حصرها هنا بالرغم من أن الكثير منهم كانوا مزدوجي اللغة أيضاً إلا أن نتاجهم الأدبي اقتصر على جذور دراساتهم ومواهبهم. وحين أدى مهامه وجد ان الفرصة مواتية لنشر الجزئين الكاملين عام 1991 في كاليفورنيا بأمريكا. ومن المستوجب أن نشير كلمحة عابرة بأهمية تقييم الاديب المرحوم دانيال داود بيت بنيامين لمضمون الكتاب واشادته بملهمي الادب الاشوري على يد الأبوين باول بيجن ويوسف قليتا والدكتور فريدون اتورايا. ويسعني هنا أن انوّه بأنه من القلائل الذين كتبوا عن المؤلفين الآشوريين في مناطق تواجدهم في العديد من الدول التي هاجروا اليها من جراء ظروف الحروب القاسية منذ الحرب العالميتين وما تبعهما من اضطهادات السلطات لهم. والجدير ذكره إن اول من نشر الادباء الاشوريين هو العلامة المرحوم مار عبديشوع الصوباوي في مؤلفه الموسوم "فهرس المؤلفين" في القرن الرابع عشر وترجم الى اللاتينية والإنكليزية وبالتالي نشر المرحوم الاب يوسف حبي الجزء الثاني منه الى العربية عام 1986 في بغداد. إضافة للسيد وليم ميخائيل عام 2001 بإسم "الاعلام الآشوريون في القرن العشرين" مع بعض الإشارات التي عمد نشرها الشاعر آدم هومه بالعربية وفرنسيس خوشو بالأنكليزية والعربية وفي عام سعى اتحاد الادباء والكتاب السريان في العراق على اصدار "انطولوجيا الشعر السرياني منذ القرن التاسع عشر" بالعربية والآشورية بالحرف الشرقي. وآخر ما استجمعه هو الزميل شموئيل في مؤلفه الموسوم "موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديث" بجمعه للجزئين السابقين في جزء واحد حديث ومنقح بإضافة مجموعة من الأدباء المحدثين في بلدانهم الأصلية وديار المهجر أيضاً.

 

لمحة عن مضمون الكتاب بطبعته الثانية وبحلته الجديدة

لقد تم اصدار الطبعة الحديثة بتاريخ 25 نيسان 2024 عن دار موقع (Lulu.com) متضمناً بين دفتيه 502 صفحة عن سيرة حياة المؤلفين البالغ عددهم 230 أديباً، بضمنهم 33 غير متواجدة في الطبعة القديمة إضافة لنماذج من نتاجاتهم الموثقة نثراً وشعراً

ينبغي أن نعلم بأن من تبقى من ادبائنا المتبحرين في حقل الثروة الأدبية انحصرت اعدادهم بما يقل الحسبان عنهم، ومنهم زميلنا شموئيل الذي شمل في نتاجه خيرة وأشهر من تشبثوا باللغة الأم واتحفوا بكتبهم رفوف المكتبة الآشورية والصحف والمجلات النادرة الصدور في أمريكا وأستراليا وإيران وأماكن أخرى رغم قلتها.

 

وما يهمنا هنا من هذا النتاج الضخم بحلته الجديدة يُعد تحفة أدبية وفكرية لكل من يود معرفة تراثه الفكري والأدبي، ويُعد أيضاً كمنهج دراسي لطلبة المدرسة الثانوية والجامعية أيضاً دون أي شك كمادة مألوفة عن تاريخ الأدب الآشوري.

 

ومن الجدير ذكره بأنه يهدي الكتاب لمدرسته الأولى التي يكنها بأمه تيريزا مع شكره لعدد ممن اتحفوه بيد العون ومنهم كاتب العرض. كما وينبه القارئ عن عدم تواجد أسماء البع من المجهولين الذين لم تتوفر معلومات عن سيرتهم، او عدم إجابة البعض ممن كاتبهم.

 

وأهم ما أشار اليه الفصل الذي خص به تحليل تفصيلي تاريخي للأدب الآشوري الحديث مبيناُ فيه " ولادة الأدب الحديث" باعتماده عدة منابع منها مدرسة الأب يوسف قليتا في الموصل، اللجنة الأدبية الآشورية في إيران ومجلة كلكامش، والنادي الثقافي الآثوري في بغداد ومجلته "المثقف الآثوري" ومشيراً للظروف القاهرة التي عصفت بالوجود الآشوري. ليستقر في فقرة بعنوان " ادبنا الحديث في الميزان" مركزاً على انحصار سعة ادبنا من جراء احداث مؤسفة منها محاولة الحفاظ على وجودنا بخوف مستمد من مآسي أحداث الماضي الأليم، وعدم فهم السلطات أهمية تواجدنا، مؤدية هجرة الكثيرين الى ديار الاغتراب. ثم يختتم هذا العرض التقييمي بثلاث فقرات موسومة ب "أدبنا الى اين" مؤكداً عن سببين يؤديا فقدان الأمل عن المستقبل يحصرهما أولاً في رخاوة موقف الوالدين واهتمامهم، والثاني في فرحتهم بتعلم أبنائهم اللغات الأجنبية. والنتيجة الحتمية التي تدع الجيل الجديد ان لا يعر أهمية بالقدامى والعكس أيضاً، لتكون الفكرة كالأبخرة المتلاشية في الهواء. وعن "محتويات الأدب الحديث" يؤكد العديد من الفروع العلمية والأدبية والفلسفية واللاهوتية التي اتخذت مسارها في الوثائق التراثية منذ أن اتخذت المطابع مكانتها في بعض الدول على أثر الحركات التبشيرية في القرن السابع والثامن عشر. ناهيك عنْ ما تم توارثه من مخطوطات على مر التاريخ. وبالتالي يختتم بمقولة " ولماذا هذا الموجز لأدبنا" مجيباً أن تكون الأفكار والآراء التي احتضنته صفحات الكتاب كمعين للعطشى من الذين يودون المعرفة عن ادبهم وتراثهم من بني جلدتهم، لكون الآداب هي عصارة الأفكار.

 

ونود أن نشير عن افتقار هذا النتاج الضخم والمهم بصور الأدباء كما عهدناها في الجزئين الصادرين سابقاً، وحبذا إن كان بوسعه أن يفرز الادباء وفق البلدان التي انحدروا منها كأبناء بلاد الرافدين والمنحدرين من إيران ودول أخرى كالمهجر مثلاً. وكان المفترض بالزميل شموئيل أن يدرج على أقل ما يمكن أسماء من لم يتسن له التواصل معهم رغم وجود أسمائهم في العديد من الصحف والمجلات الصادرة في العديد من الدول باللغة الآشورية.

 

وفي نهاية المطاف نود الأشارة بأنه ينبغي دعم واسناد النتاج المذكور وما يصدر بمصافه لوسع أهميته. وبغية اقتناء نسختك يمكنك الكتابة لموقع (Lulu.com) بذكر اسم المؤلف  (Samuel Dinkha). ولا يسعني هنا إلا أن أشكر الزميل شموئيل على هذا الإنجاز الضخم لأهميته التاريخية.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.