اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

عمليات الأنفال .. تتحدث// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

عمليات الأنفال .. تتحدث

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

 2016/8/27

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته..u

 

تمر في هذه الايام ذكرى عمليات الأنفال السيئة الصيت التي بدأتها النظام العراقي السابق في المناطق المحررة من كوردستان, ففي كل عام نستذكر هذه المأساة الاليمة والساعات الصعبة التي لا يمكن للعقل البشري تصور بشاعة الموقف والهول والفزع الذي لم يسلم منه حتى الحيوانات والنباتات والبيئة الكوردستانية المعروفة بجمال مناظرها وكرم الانسان الكوردي, فبعد ان خاض الجيش العراقي الذي فقد حياديته في الدفاع عن الوطن والمواطنين بات أداة بيد السلطة تنفذ مايؤمر به في ثمانية سنوات من الحرب المدمرة مع ايران والذي ذهب ضحيتها الالاف وخلفت ورائها الدمار, وما ان تم الاعلان عن ايقاف الحرب إلا وبدأت فوهات المدافع والدبابات تتجه صوب كوردستان لتخوض حرب غير متكافئة إلا بالارادة والعزيمة حيث امتلأت الوديان والسهول بمعسكرات لتنذر بقرب بدء عمليات اتخذت اسم (الانفال) هذه الكلمة التي الّفها الشعب الكوردي من القران الكريم لتدل على تلك الغنائم التي تحصل عليها الجيوش الاسلامية في غزواتها, هذا الشعب الذي يكن للاديان الاحترام والتقدير, فبدأت العمليات لتشعل فتيل حرب لايعرف الصغير والكبير ولا الطفل ولا النساء والكل سواسية أمام نيرانها مكتوب عليهم القتل والاهانة والتعامل القسري والموت تحت سياط التعذيب وصراخ الاطفال والنساء ترتفع لتعانق عنان السماء كصوت المظلوم من خوف وبطش العدو تارة والجوع وعدم معرفة المصير تارة اخرى لتتجه بأرتال نحو الحدود الى المصير المجهول, أيام لياليه كنهاره في حركة الناس وفقدت اليالي سكونه المعتاد والكل يبحث عن ذاته الذي فقده بين كهف أو حجرة أو تحت شجرة حاملاً بصيصاً من الامل في انقاذ نفسه وغيره ليصل الى رحمة جنود دولة ليس باحسن وارحم من الفارين منهم, وبدأت القصف والتقدم لجيش يفرغ جل ما ذاقه من مرارة أنكساراته في الحرب الطاحنة على رؤوس الابرياء من شعبه وبدأت أعمدة الدخان تتصاعد لتشكو الى الله تعالى ما يقوم به عباده الطاغين ضد المسالمين ويهدرون دمائهم واموالهم وممتلكاتهم وحتى اعراضهم لم تسلم من اياديهم, انه المأساة بكل المعاني والدلالات وانقطع الطرق وأغلق الحدود ودخل مخططتهم حيز التنفيذ بنقل من القي القبض عليهم الى القلاع تحت اسؤ الضروف واصعبها من الملاحقة والتعذيب وندرة الطعام والادوية ومنها الى معسكرات أخرجت منها النساء والاطفال والرجال الى المقابر الجماعية في الصحراء الجنوبية بعد دفنهم احياء ويطيل الحديث عن هذه المأساة التي لا تنتهي بل ان تأليف المجلدات وآلاف الافلام الوثائقية والسينمائية والندوات والمؤتمرات لاتفي بحجم الحادثة ولا يمكن ان تمنحها حقها لكن الانفال تتحدث بلسانها وموقفها لتقول لنا :-

-    انها لم تكن وليدة يوم بدء عملياتها بل انها امتداد وحلقة من حلقات قدر هذا الشعب على المعاناة والحياة الصعبة وانه لايتحمل الظلم والاضطهاد من أي كان فقد سبقها انفال البارزانيين والفيلين واستخدام الاسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً في حلبجة ناهيك عن المؤامرات المتتالية ضد القيادة السياسية الكوردستانية من لدن الانظمة العراقية المتعاقبة .

-    انها تحدثنا عن قوة و صلابة هذا الشعب الابي الذي لايثني امام المصاعب ويستمد قوة ارادته من شهامة الجبال ولا يمكن للاعداء قهره بوحشية اساليبهم وجبروتهم وهو كالحديد يزداد قوة بالطرق والضرب, كشجرة اصلها ثابت وفرعها في السماء, صاحب الملاحم والثورات وخادم الحضارات والانسانية يمتد تاريخه للقديم, يضرب به الامثال في الشجاعة والفداء والتضحية والكرم .

-    انها تحدثنا عن دور نساء كوردستان في الملاحم و قدرتها في ادارة اسرتها والتضحية من أجل ابناءها فقد كانت سنداً لرجلها واخيها وابيها تواصل ليلها بنهارها وهي نبع الحنان والارادة وعدم الخضوع للاعداء فهي كانت الام لأطفالها وقلعة حصينة لزوجها ضربت اروع الامثلة ادهشت العالم وانها كانت ولاتزال تلعب هذا الدور الكبير في المجتمع الكوردستاني وتستحق كل الاحترام والتقدير .

-    ان عمليات الانفال تحدثنا عن النزعة القتالية للنظام السابق وانه يستمد قوته من الحروب وعدم الاستقرار فمن حرب العراقية الايرانية الى عمليات الانفال والى غزو دولة الكويت لأيمانه بان استقرار البلد تدل الى قرب نهايته وجني ثمار ما زرعه طيلة فترة الحكم, هذه النزعة  المنخرطة في دماءه جعله يتحرك من سوء الى اسؤ  ليفقد في كل مرة هيبته وسلطانه الى ان وصلت الامور الى نهايتها في عام 2003

-    الانفال تحدثنا بان المصالح الدولية فوق ارواح المواطنين ومأسيهم فان النظام السابق كان يمارس ابشع انواع القهر ضد الانسانية على مسمع ومرأى العالم المتحرر ودون ان يحرك ضميرهم الا القليل ولكن كان وجود النظام السابق بكل طغيانه في صالحهم وكانت مصالحهم قد اعمت ابصارهم وأماتت ضمائرهم وان تأمين احتياجاتهم اولى من تدمير شعب بل ان الكثير منهم قد شجعه على افعاله و دعمه بما يطلب .

 

-    تحدثنا بان احترام هذا الشعب وتقديره لكل الاديان وخاصة الاسلام لا حدود لها ومتمسك بمبادئه ولايحيد عنها فاستغله الاعداء منذ القدم والانفال سورة قرأنية واسم مقدس من لدنه وانها كانت جزء من محاربة الاسلام وكره الاعداء له .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.