اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أفة سنة العراق تنتشر// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

أفة سنة العراق تنتشر

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

2016/8/30

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

ان دولة العراق عبارة عن مزيج من مكونات مختلفة في القومية والدين والطائفة وهكذا اراد لها القوى العظمى منذ تأسيسها استجابة لمصالحها ولتكون قنبلة موقوتة يمكن تفجيرها او على الاقل التلاعب بها في أي وقت يناسب هذه القوى الدولية ايضاً وان المكون السني قد تمسك بزمام الامور خلال العقود الماضية بمباركة عدد من الدول العربية والاجنبية لتنفيذ جزء من مخططاتها دون ان يلقي هذه الدول بالاً بما يعانيه المكون الكوردي والشيعي من مأسي وتشريد وتهجير وفعل المكون السني بما يحلو له في سبيل السلطة, وان مشاركة الاخرين لم تكن حتى بالاسم وفي عام (2003) بدأت الشمس السنية تغيب وتختفي جزئياً لتبدأ الشروق بيوم المكون الكوردي والشيعي الشريكين في معاناة الماضي المرير ولكل منهم مواطن القوة فالاول يمتلك اقليماً فدرالياً (شبه دولة) بحكم الواقع يديرها برلمان وحكومة ومؤسسات قضائية وموارد اقتصادية بات مركزاً للاستقطاب الدولي ودوره الفعال في صنع القرار السياسي العراقي والثاني هم الاغلبية المحرومة سابقاً والمدعومة اقليمياً فمهما اختلفوا في رؤاهم فيجمعهم وحدة الموقف من السنة بدعم المرجعية الدينية التي تنتهي بتدخل دولة ايران لرص صفوفهم اما المكون السني الذي اصابه الذهول بعدما فقد ما كان بيده من القوة و السلطة الكاملة ليتحول الى مشاركة صورية بمنَّة الاخرين مع افتقاره الى المرجعية (دينية – سياسية – عشائرية) يمكن ان يلملم جراحهم و يرص صفوفهم او حتى التقليل من مصابهم الجلل وحثهم على الصبر ولكن لم يكتف الامر بهذا بل دخل في متاهات وانفاق مظلمة يكاد الخروج منه صعباً حيث يتأرجح بين سياسي محير بين التبعية او الاتهام بالارهاب و الفساد لتنتهي به الامر وراء القضبان او الفرار خارج حدود ورجل دين متهم بالتحريض على العنف وقيادة المظاهرات والاعتصامات ليجد نفسه بين انقاض العمالة وشيخ عشيرة متمسك بالقيم النبيلة ولكن من غير قوة يتمنى الوصول الى اصحاب الكراسي والمناصب ليدافع عن ربعه المتهم سلفاً بالارهاب وبين شعب منسيٍ في وطنه غريباً على أرضه لايجد رمق حياته وحتى على انفاسه محاسباً و مهاجراً ونازحاً متنظراً ما يقدم له من المأكل والمشرب، اذن الفرقة والاختلاف كانتا سمة المكون السني خلال السنوات الماضية يقابله وحدة الموقف والقرار للمكون الكوردي والشيعي ولكن هذه الوحدة لم تعد صامدة امام المصالح الذاتية والحزبية داخل المكون الواحد فالبيت الشيعي لم يعد كما كان بل بات التناحر وروح المؤامرة تجري في عروقهم والاتهام بالتقصير والفساد مشاهد شبه يومية وبدأو منقسمين على انفسهم في جبهات متعددة واصبح الوحدة الشيعية حلماً مر عليه الزمن وقد اندثر جدرانه وتصدع املاً ان تلعب المرجعية دورها كما فعلت مراراً وتكراراً ...

اما المكون الكوردي فان فايروس السنة قد اصابهم ايضاً بعدما كانوا صفاً واحداً كالبنبان المرصوص في قائمة واحدة يشد بعضهم بعضاً فبدأت المواقف المتخذة منهم حيال القضايا المتعددة تختلف بين مؤيد ومعارض والعزف على الاوتار الحزبية الضيقة تضرب لتسمع صداها من بعيد وان المسؤول الكوردي متهم امام بني قومه قبل غيره واصبحت مواقفه هشه ومحل استخفاف من قبل غيرهم و يمكن القول بأن بغداد باتت مكاناً لتصفية الحسابات والخلافات الحزبية الكوردستانية بعدما كان قوة صدى الصوت الكوردي مسموعاً في كل جانب وأن الاحداث الأخيرة الجارية في البرلمان العراقي من استجواب الوزراء وخاصة السيد هشيار الزيبارى وزير المالية  تدل على صحة ما أشرنا اليه .

وهذا يعني بأن الفايروس السني قادر على الاختراق والسؤال المطروح؟ هل هذه التفرقة هي جزء من الحياة السياسية ومرحلة من مراحلها ام بداية لعراق سيبنى على اسس جديدة معترفاً بعدم صواب الاسس السابقة من التوافق السياسي والديمقراطية التوافقية وقد يكون بداية النهاية لدولة اسمها العراق منتهياً بالتقسيم اذا لزم الامر وان كل المكونات ترغب ذلك مع الاحتفاظ بروحه الوطني والخوف من لوم الاجيال السابقة ...

 

ويبدو ان الفايروس السني بالاختلاف كان الاساس والقاعدة والمراحل السابقة تمثل استثناءً ووحدة مرحلية فرضها الواقع المرير والقوى الخارجية وهل ستتدخل نفس القوى لتلعب دورها بوحدة صفوف مكونات العراق بالترغيب والترهيب ام ان ما يعانيه تصب في مصلحتهم وهذا ما سيكتشفه الايام القادمة .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.