كـتـاب ألموقع

ثرثرةٌ توك توكيةٌ، بنكهةٍ أردنية// د. سمير محمد ايوب

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: سمير محمد ايوب

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 30 تشرين1/أكتوير 2018 10:46

كتب بواسطة: د. سمير محمد ايوب

الزيارات: 1924

د. سمير محمد ايوب

عرض صفحة الكاتب

ثرثرةٌ توك توكيةٌ، بنكهةٍ أردنية

إضاءة على ألمشهد في الأردن

د. سمير محمد ايوب

أثق أن للأخِ والصديقِ والرفيقِ، المُناضل المُجاهِد، توك توك مِصْر، أقاربٌ وعشائرٌ وحمايلٌ مُمتدةٌ. وباتَ لهُ أتباعٌ ومريدون فوق الأرضِ وتحتَ الأرض. ومواسمُ ربيعية وخريفية، في كلِّ مَواطِنِ العرب الصغرى، بما فيها وطني وبلدي الأردن.

فمشاربُ ومضاربُ الأردن، باتت تتسعُ لأكثر من توك توك. أجراسُه تُدَنْدِن بصمتٍ مُهَذَّبٍ، أو همسٍ مُشَذَّبٍ ليلَ نهار. نكهاتُه مَحَلِّيَةٌ مُحبَّبَة. نرجو الله أنْ تبقى كذلك.

ويبقى السؤالُ: متى يكسرُ توك توك الأردن جِرارَهُ التي يًؤذِّنُ فيها، ويُطلقُ العَنانَ لِنواقيسه لِتَدُق؟ أوَشِيكٌ هذا الدَّقُ أمْ بَعيدٌ؟ كيفَ؟ وبأيِّ مَضامين؟ عِلْمُ كلِّ هذا وذاك، عند ربي. وبالطبع عند مُتابعي قِياسات رِضا ناسِهِمْ، إنْ كانوا حقا مُتابِعين، ومَجساتُهُم سليمة، غيرَ مُنافِقَةٍ أو مُتَأتِأة.

صحيحٌ أنَّ بعضَ ناسِنا أو جُلُّهُم، جائعٌ أو قد يجوع، مريضٌ أوقد يمرض، لا يجد فرصة عمل، أو في طريقه لمتاهات البطالة، لا يجد مقعدا دراسيا مجانيا لولده، أو يشحد المِلحَ برموشِ عَيْنَيه، لِيُشبِعَ جشع أصحاب المدارس الخاصة والجامعات الخاصة والمستشفيات الخاصة، ويبقى أهل الوطن على العهد أوفياء. ولكن حَذارِ، فالجوعُ الصامِتُ، أبو الكفار وأخوهم الأكبر، وإبن عمهم، وإبليسُهم الماكِرِ اللئيم الزَّنيم المُتَرَبِّص.

من يُحسنُ القراءةَ الرشيدةَ للمضامينِ المسكوتِ عنها، يدرك للتو أنَّ ما كان جائزا من قبل، لم يعد قوله أو فعله ، بجائزٍ اليوم أو غدا. فلسفةُ طُقْ، إفقَعْ، مُوت من القهر، ما عادت تَنفَعْ.

الأردني جَملٌ صبورٌ بِضوابِطه، غير ساذجٍ إن حَقَدْ ، يقف منذ سنين، في وادٍ غيرَ وِديان أكَلَةِ الجبنة والقطط السمان. يقف على حوافِّ إنتظارٍ مُمِلٍّ مُزعِجٍ. وفي صدره ما لا يُحِبُّ ولا يُطيقُ البعضُ سَماعَهْ.

إستَمِعوا للجملِ الأردني وأنْصِتوا له بإخلاص. لا تهربوا منه إلى غضبِ الكَيْفما كان. تدبَّروا صهيلَه إن صهل، بعيدا عن مظانِّ التأويل الساذج والقياس الفارغ. ولا تطحنوا في طواحين الولاء والأنتماء، ماءً فقط أوهواءً أوغباراً أورملاً أوحصى. أوجاع ناسكم كثيرة وحقيقية، وليست مجرد شكلياتِ دَلَعٍ أو وَلَعٍ في تقليد أحد. أمام غضب الموجوعين، أكثر من خَيار، أحلاهما قولٌ صادقٌ بنكهةٍ توك توكية أردنية.

يا نشامى التوك توك، من ذوي العزمِ أينما كنتم، إتَّحِدوا ورُصُّوا الصفوف حول الوطن، إستقيموا وأغلِقوا الفُرَجَ، حتى لا ينفذَ الشيطانُ وأبالِستُه من تشققاتها. وساوسُ الخنَّاسِ مُعْدِيَةٌ كالطاعون. إعتصموا بحبل الله، ورواسيَ الوطن ودعائمه . إعتدلوا بنسائمه. وتدثروا بالصبر.

فَمِنَ الظُّلمِ للوطنِ، ولَنا جميعا، ولَهم أيضا، أن يكونَ الأوانُ قد فات.

الاردن -29/10/2016

• < السابق
• التالي >