كـتـاب ألموقع
همس القش- الترنيمة الخامسة... الانين!// سميرة الوردي
- المجموعة: سميرة الوردي
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 21 آذار/مارس 2023 10:27
- كتب بواسطة: سميرة الوردي
- الزيارات: 1068
سميرة الوردي
همس القش
الترنيمة الخامسة... الانين!
سميرة الوردي
دللول يالولد يابني دللول
عدوك عليل وساكن الجول
لم يكن يدرك أخي المغدور وهو في العشرين من عمره... ما الذنب الذي ارتكبه كي يُعاقب بالموت؟!
وأما أمي فقد ودعت الحياة بهذه الجملة (الراحة عند الممات)!
وغادر أخي الكبير الحياة تاركاً جملته المؤلمة (الحياة فلسفة عجيبة) ومعها مجموعة تخطيطات تمثل فجيعة العراق من نظامه البعثي ومن أتى بعده من *(لصوص العراق) آملا بحياة أفضل. ...
نعم لم تكن أمي تهنأ بأي لحظة في حياتها منذ استشهاد أخي الصغير... في أحايين كثيرة كنت أترك أطفالي معها، آخذهم فجراً اليها قاطعةً طريق (الدورة) الى (الحارثية) وما أن أفتح باب الحديقة حتى أجدها منحنيةً على الزرع تكفكف دمعها، أقول لها لماذا تستيقظين مبكرة ولا ترتاحين في فراشك، تجيبني لا أستطيع النوم منذ رحيله ... قلبي شديد الخفقان لا أستطيع الصبر على فراقه!
.........
فأقول لها:
بلا هدف أقطع مسافات غربتي...
نهاية المدن مهاوي للألم والأمل.
تتفتت الصخور وتضمحل في عرض البحر
. كقلوبنا
معاول تنفي حضارات بلمح البصر
وأخرى تحز الرقاب!
.........................
خطرات قلب أسكتته الفجيعة.
بمدن الله نحلم، بنعيم مقيم
وقهر زائل!
كلما اقتربنا
ابتعدت المسافات
ونأت القلوب...
تناثر الود
حتى أصبح كرماد الحضارات
.................
فيروز غنت للحب
للربيع
للصباح
وأنا أغني لنزيفك يا وطني!
..............
كل شيء ملعون...
اللعنة حطت على الجميع
لا حد فاصل بين الشر والخير!
أنهكتنا الفجيعة
ما أشبه اليوم بالأمس
بل صار أكثر تعاسة
أنستنا بساتين بغداد والحدباء وأبو الخصيب
ولألاء أوراق الشجر
تحت ضوء القمر
وغناء فيروز في صباحات آذار
وصوت بائع التكي، وفوق رأسه الرازقي
وورد الجوري
ولم يبق من طعم شتاءاتنا
الدافئة المليئة
برائحة الكعك وعبق الرمان...
المضمخة بحنان الأبوة القادم من فتحة باب الدار
عند عودتهم منتصف الليل!
........................
نسينا الحب والمحبة
و (بكتب اسمك يا حبيبي عل الحور العتيق)
نسينا أيام المسرات في سفراتنا الى...
بعقوبة وخانقين!
تَرَكَنا الأمان
فلم نعد نمشي دروباً من أجل متحف نهواه
في بابل ونينوى...
طرقاتنا حفت بالموت
وبالقبور الجماعية
ولم يعد **(شارع الموكب والمعبد)
معبدا للسائرين الحالمين
بغدٍ أفضل
....
ولكن وبعد كل المآسي يبقى الانين ومعه الحنين لمستقبل خالٍ من الأحزان والألم...
هو الحلم والأمل!
ــــــــــــ
*(لصوص العراق) وهو عنوان اقتبسته من فلم قديم شاهدته في إحدى صالات السينما بعنوان (لص بغداد) وكانت سرقته بسيطة قياساً للصوص العراق الحاليين الذين فاقوا كل لصوص الأمم عبر التاريخ.
**(شارع المعبد) المؤدي (لمعبد ننماخ) الموجود في محافظة بابل التي اشتهرت بأبرز آثار العراق منها بوابة عشتار والجنائن المعلقة وأسد بابل والمسرح البابلي... (بابل) التي أهملتها كل حكومات العراق هي وباقي المحافظات.
المتواجون الان
696 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع