اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• تحية إكبار وإجلال لثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 في ذكراها الخالدة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بشار قفطان

 مقالات اخرى للكاتب 

تحية إكبار وإجلال لثورة الرابع عشر من تموز

عام 1958 في ذكراها الخالدة

 

بوحدة العراقيين انتصرت ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة

ليبقى يوم الرابع عشر من تموز عام 1958  حدث تاريخي هام في تاريخ العراق  لا يمكن تجاهله

يوم الرابع عشر من تموز انعطافة هامة في الوضع الاقليمي والعربي والدولي  انتصرت فيه الارادة الشعبية العراقية في تعزيز حركة التحر الوطني والسلم والتضامن  الدولي ,

في ذلك اليوم  التاريخي  تم القضاء على النظام الملكي شبه الإقطاعي الذي ارتبطت مصالحه مع الدول الاستعمارية وخصوصا الاستعمار البريطاني . 

قوة النظام الحاكم كانت مستمدة من دعم الدول الاستعمارية وخصوصا الحكومة البريطانية  , وربط العراق بالمعاهدات الاسترقاقية  والأحلاف العدوانية , وتواجد القواعد العسكرية على  بعض أجزاء من الأرض العراقية متحكمة في مصير البلاد ,  و الشركات الاحتكارية  وخصوصا البريطانية  لها مطلق الحرية  في  الاستثمار من ابار النفط  . وهيمنة الجنيه الإسترليني  على التعامل التجاري العراقي . وكانت سطوة  رجال الإقطاع وهيمنتهم على الأراضي الشاسعة . واستغلال الفلاحين في زراعتها , وفتح السجون في معظم المدن العراقية  لتكون مستقرا للشباب العراقي المعارض لذلك النهج وكان سجن نقرة السلمان الصحراوي  كباقي  السجون مأوى للذين صاروا عبئا ثقيلا على النظام  بسبب نشاطهم الوطني  , أضف الى ذلك المدن الحدودية النائية مكانا لإبعاد الوطنين . كل ذلك شدد من النضال الجماهيري والحراك الوطني المتصاعد لإصلاح النظام السياسي ورفض السياسة المعلنة لذلك النظام . ولكن تمادي الأجهزة الحكومية في القمع والاضطهاد لحركة الاحتجاج الجماهيري  المتواصلة جعلته  يمارس أبشع أنواع البطش والتنكيل  وكانت اخر تلك الممارسات قمع انتفاضة جماهير مدينة  النجف الاشرف عام 1956والتظاهرات الواسعة في  معظم  المدن  العراقية على خلفية الموقف المتفرج لنظام الحكم  من العدوان الثلاثي  على مصر 0 وما تلاها  , الانتفاضة الجماهيرية الواسعة في مدينة الحي نهاية عام 1956  وما أقدمت عليه سلطات النظام من قمع المنتفضين بأبشع الوسائل وإعدام قادتها مطلع كانون الثاني عام  1957 وسجن العديد من المشاركين فيها  .

جعل قادة الحركة الوطنية العراقية أمام خيار التعجيل في  قيام جبهة الاتحاد الوطني في شباط من ذلك العام وإصدار بيانها الاول في التاسع من آذار من ذلك العام  و التي تشكلت من الحزب الوطني الديمقراطي  والحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الاستقلال  . وقد رفضت بعض أحزاب الجبهة دخول حزب البارت  معها , ولكن الحزب الشيوعي العراقي عقد معه اتفاقا ثنائيا وصار على اطلاع بمجريات الإحداث . و جرى التنسيق مع حركة الضباط الأحرار من اجل إسقاط النظام .

 يوم 11 تمز من عام 58 19 ابلغ الحزب الشيوعي العراقي  عن طريق المرحوم رشيد مطلك الذي كان يرتبط بعلاقة مع الشهيد عبد الكريم قاسم  بموعد تنفيذ الثورة  , وفي  يوم 12 تموز تم إبلاغ أحزاب الجبهة  عن طريق كمال عمر نظمي وهو  عضو جبهة الاتحاد الوطني عن ساعة الصفر والتنفيذ . وقد عمم الحزب الشيوعي الى بعض كوادره ومحلياته توجيهات الاستعداد للطارئ والحدث المتوقع  وذلك يوم 12 تموز والذي جاء فيه  ( 1) ( توجيه عام  : نظرا للأوضاع السياسية المتأزمة , الداخلية والعربية ووجود احتمالات تطورها بين آونة وأخرى , وبغية ضمان وحدة النشاط السياسي لمنظماتنا الحزبية في الظروف الطارئة او المعقدة نرى من الضروري التأكيد في الوقت الحاضر على ان شعاراتنا الأساسية . 1- الخروج من ميثاق بغداد  والغاء الاتفاقية الثنائية مع بريطانيا والوقوف ضد مبدأ إيزنهاور  2- إطلاق الحريات الديمقراطية لجماهير الشعب 3- اتخاذ التدابير الفعالة لحماية ثرواتنا الوطنية واقتصادنا الوطني والعمل على حل المشاكل المعاشية للشعب  4- قيام حكومة تنتهج سياسة وطنية عربية مستقلة . الى اخر التوجيه )

 ,  وليلة الرابع عشر من تموز كانت قيادة الحزب الشيوعي المتمثلة بسكرتيرها الشهيد  سلام عادل في الإنذار ومتابعة النشاط في العاصمة بغداد  , وما ان أذيع نبا الإعلان عن قيام الثورة في البيان الأول حتى بادر الى إرسال برقية التهنئة الى قادة الثورة عن طريق بريد الاعظمية والتي جاء فيها ( 2)  ( إن اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي تضع قوى الحزب لمؤازرتكم  ، وللدفاع عن جمهوريتنا البطلة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي (,

وهذا ما حصل فعلا  من خلال التظاهرات وارسال برقيات التاييد والدعم  ومتابعة البيانات والمراسيم  الجمهورية التي تصدر من قيادة الثورة ومتابعة تحركات اعوان النظام السابق . وقد حاولت الدول الاستعمارية الكبرى وخصوصا البريطانية والأمريكية  من إجهاض الثورة من خلال تحركاتها العسكرية وتحريض دول الجوار  والاعتماد على القوى المتضررة في الداخل ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل بفضل الموقف المبدئي والحازم الذي وقفه الاتحاد السوفيتي السابق وبلدان المنظومة الاشتراكبة معتبرين ما يحدث في العراق هو شان داخلي  وان أي  محاولة للاعتداء على الجمهورية الفتية سيعرض السلم العالمي للخطر

. وكان الاتحاد السوفيتي اول دولة  كبرى تعترف بالنظام الجمهوري في العراق .

لقد تحقق على مدى السنوات الاربعة والنصف من عمر الجمهورية الفتية الانجازات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي  لايمكن السكوت او النغاضي عنه , وكشف زيف ادعاء من قام باغتيال ثورة الرابع عشر من تموز  وقادتها ومن ساندها في انقلاب شباط عام  1963 الدموي  . والذي لازلنا نعاني من اثاره  المدمرة التي تركها على البلد. ويمكن ايجاز تلك الانجازات بالنقاط الرئيسية التالية

1-   انجاز دستور مؤقت للبلاد  يحمل المضامين الوطنية الديمقراطية وأعلن عنه يوم 27 تموز من عام 1958

2-   الخروج من حلف  بغداد والمعاهدات الاسترقاقية الثنائية مع الدول الاستعمارية وخصوصا بريطانيا ,والخروج من الاتحاد الهاشمي الذي يضم الأردن والعراق

3-   الخروج من دائرة الجنيه الإسترليني الذي كان يقيد التعامل بالعملة الوطنية

4-   إصدار قانون الإصلاح الزراعي  الذي تم بموجبه توزيع الأراضي على الفلاحين

5-   إصدار قانون الأحوال الشخصية  رقم 188 الذي ينظم العلاقة والأحوال الشخصية للمرأة العراقية

6-   إصدار القانون رقم 80 الذي اعاد للعراق سيطرته على ثروته الطبيعية من النفط  وتحرير 99,5%  من تلك الثروة

7-   اطلاق سراح كافة المعتقلين والسجناء والمبعدين ومن أسقطت عنهم الجنسية العراقية وإعادتهم الى عوائلهم

8-   إصدار قانون للأحزاب  والجمعيات والاتحادات والنقابات

9-   تعزيز العلاقات  مع الاتحاد السوفيتي السابق وإقامة علاقات التعاون الفني والاقتصادي وكذلك تعزيز العلاقة مع منظومة  الدول الاشتراكية التي وقفت موقفا واضحا من الجمهورية الفتية

هذا بعض  من فيض ما أنجزته ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة التي نعيش هذه الايام ذكراها الثالثة والخمسون

لقد تحققت تلك الانجازات بهمة ووحدة القوى الوطنية والديمقراطية  من أبناء الشعب العراقي وخصوصا في الأشهر الأولى من عمر الثورة , ولكن  التفرد بالحكم و الخلاف بين القوى الوطنية مهدت الطريق امام القوى المضادة من استثمار الفرصة والانقضاض على الثورة وقادتها ومن وقف الى جانبها في ابشع انقلاب دموي  استهذف الثورة وابطالها  وانجازاتها الوطنية التقدمية .اننا اليوم  نتطلع الى وحدة القوى الوطنية والديمقراطية وتشديد نضالها من اجل اعادة وجه ثورة الرابع عشر من تموز العظيمة  ومضامينها  الوطنية

عاشت الذكرى الثالثة والخمسون لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة

المجد والخلود  لقادتها الابرار من العسكريين والمدنيين

1-   ثورة 14 تموز عام 1958 في العراق ليث الزبيدي ص204

2-   سيرة مناضل تاليف ثمينة يوسف ونزار خالد  ج1ص214

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.