كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1023)- جولة في فرنسا

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: حسين الاعظمي

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 22 حزيران/يونيو 2023 20:10

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 1060

حسين الاعظمي

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1023)

جولة في فرنسا

      عُرفت مدينة باريس بجمالها الخلاب بين مدن أوربا والعالم. بمعالمها القديمة والحديثة وتاريخها الموغل في القدم وعمرانها المعاصر..! بجولاتي الفنية الدولية الكثيرة خلال تجربتي الفنية المستمرة منذ نصف قرن من الزمان. تجربة تجاوزت اليوم زيارة سبعين بلدا في القارات الخمس..! بهذه التجربة الفنية، قدِّر لي ان ازور باريس عشرات المرات خلال النصف قرن المنصرم من تجربتي الفنية والحمد لله حمداً كثيرا، وتكاد تكون باريس اكثر البلدان التي غنيتُ في مهرجاناتها وقاعاتها واوبراتها الفخمة..! مع اني غنيتُ كل هذه الفترة الزمنية من تجربتي في كل اوربا..! ومن خلال هذه التجربة الغزيرة بالمشاركات الفنية، زرتُ اوربا كلها مراراً وتكراراً، إذ يندر إن يكون بلد اوربي زرته أقل من خمس مرات..! واذا كان هناك بلد أوربي لم تتح لي زيارته بعد، فلابد أن يكون من بلدان اوربا الشرقية، التي لم تكن نشاطاتها الفنية كنشاطات اوربا الغربية، فضلاً عن الامكانيات الاقتصادية التي يتمتع بها الغرب الاوربي عن شرقهِ..!

     أعود وأقول دون كلل او ملل، بأن كل تجربتي الفنية الممتدة الى نصف قرن من الزمان تمّت بفضل من الله عزّوجل، وتجسّدتْ من خلال استاذي الموسيقار الراحل منير بشير، الذي فتح لي جميع الابواب التي كانت موصدة في وجه الفن العراقي..! فمنذ سفراتي الاولى مع (فرقة التراث الموسيقي العراقي) التي أسسها الاستاذ منير بشير، كنت في عنفوان الشباب أرغب في الاطلاع على معالم البلدان التي نزورها، ولا أترك أية فرصة في هذا الشأن. ففي فرنسا مثلاً زرتُ أكثر من مرة معالم حضارية فرنسية كثيرة، كمتحف اللوفر وبرج ايفل وغابات باريس وقصر نابوليون وكنيسة نوتردام وكنيسة مونت مارتن وقصر فرساي ومحافظات ومدن اخرى وغير ذلك الكثير من المعالم القديمة والحديثة.

أتذكر في كانون الثاني عام 1995 لَـبّيْتُ دعوة معهد العالم العربي في اقامة أكثر من امسية غنائية في باريس ومدينة ميتز. وخلال تواجدي في باريس تلقيتُ دعوة اخرى من قبل (مؤسسة أولسور) الفرنسية لاقامة امسية قادمة، ولم تستطع حتى المؤسسة من حجز يوم واحد بإسم بلدنا العراق في مسرح المدينة الكبير (دو لافيل)، إلا في يوم 13 كانون الثاني عام 1997..! أي بعد سنتين بالكمال والتمام، تأمل عزيزي القارئ يوم واحد لم تستطع المؤسسة الفرنسية حجزه الا بعد سنتين..! وفي العام التالي دُعيتُ مرة اخرى من معهد العالم العربي في آذار 1996 وخلالها استلمت المنهاج الكامل من (مؤسسة اولسور) للعام القادم في فولدر ملون وجميل لـ 365 يوم لعام 1997 القادم لحفلات مسرح المدينة الكبير (دو لافيل) وكانت حصة العراق يوم واحد كما قلت في 13/1/1997..! وعندما عدتُ الى بغدادنا الحبيبة قابلتُ السيد وزير الثقافة حامد يوسف حمادي وقدمتُ له هذا الفولدر مع ملف صحفي كامل للصحافة الفرنسية والعالمية عن جولتي الفنية في فرنسا، فتعجب كثيراً بمضمونه خاصة وهو يطلع على الملف الصحفي ويرى يوم حفلتي وصورتي او يوم العراق في الفولدر يوم 13/1/1997. معقباً(ما هذا الذي تفعله يا حسين، انه نشاط مبهج للغاية، عفارم عليك وبارك الله فيك..!). بقي علينا جميعاً ان نتصور، في مسرح واحد في باريس يكون منهاج ايامه السنوية مكتملة قبل سنتين من مواعيدها، فضلاً عن المسارح الاخرى..!

      على كل حال، ما دمنا اشرنا في حديثنا عن قصر فيرساي في هذه الحلقة، حيث كانت زيارتي الاولى إليه بعد إنتصاف العقد السبعيني من القرن العشرين، وكان معي في هذه الزيارة أستاذي المرحوم حسن علي النقيب عازف آلة الجوزة في فرقتنا التراثية، وقد تجولنا كثيراً في حدائق القصر وإلتقطنا الكثير من الصور الفوتغرافية التذكارية. وحكاية قصر فيرساي تشير الى إسمه المحلي "شاتو دي فيرساي Le chateau de Versailles" وهو أهم القصور الملكية في فرنسا ويقع في مدينة فيرساي التي تبعد 25 كيلومترا غرب وسط مدينة باريس. (أمر لويس الثالث عشر عام 1624 ببناء منزل صغير للصيد على تل قريب من قرية فيرساي الصغيرة كون الأدغال القريبة وافرة الصيد، وفي عام 1632 أمر بتوسيع المنزل. وفي فترة حكم لويس الرابع عشر شُيِّد القصر محل المنزل في فيرساي عام 1682. وانتقل الملك لويس الرابع عشر في هذا العام من باريس إلى القصر، وظل القصر مقر الإقامة الملكية حتى إضطرت الأسرة الحاكمة للعودة إلى العاصمة باريس في العام 1789. رغم هذا ظل قصر فيرساي مركزا للسلطة في العهد القديم بفرنسا. كما صار رمزا للحكم الملكي المطلق من قبل لويس الرابع عشر المسمى بملك الشمس. وبعد 100 عام سكنه ملك أخر وهو الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري انطوانيت اللذان أجبرتهما الثورة الفرنسية في عام 1789 على مغادرة القصر، ومن ثم إعدامهما بالمقصلة أو "سكين الجيلاتين" . يعد قصر فيرساي أشهر بناء في الفن الكلاسيكي الفرنسي ومن أشهر القصور الفرنسية التي تشهد على روعة المعمار الفرنسي وقطع الأثاث والديكور وتنسيق الحدائق. تمتد واجهة القصر الرئيسية نحو 80 مترا. ويتكون من عدة مباني متقابلة ومطلة على ساحة في الوسط، والقصر نفسه يتكون من ثلاث طوابق. وكثير من قطع الأثاث والأسقف فيه مصنوعة من الذهب. وفي الماضي كان يسكنه ما يقارب 20 ألف شخص من الملك والأسر الحاكمة والحاشية والخدم والحرس الملكي)(هامش1).

      قصر فيرساي مذهل في جمال إنشائه ورائع جداً. وقد سكنه ملوك فرنسا كـالملك لويس الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر. للقصر حديقة كبيرة رائعة تملؤها النوافير، ولها الكثير من العمال تم تخصيصهم فقط للاعتناء بالمسطحات الخضراء والأزهار. ودائماً أو على الأغلب في القصور تكون الحديقة الخاصة بالقصر خلف مبنى القصر. وفي فرساي تمتد الحديقة على مساحة شاسعة ما يقارب 80 هكتار(هامش2).

زرت هذا القصر أكثر من مرة خلال تعدد زياراتي لفرنسا، وكانت آخر زيارة لهذا القصر في يوم الحادي عشر من كانون الثاني عام 2004. حيث كنتُ في جولة أوربية لإقامة بعض الحفلات. كانت أولها في فرنسا ثم المانيا وهولندة وبلجيكا. وكان معي في هذه الزيارة لقصر فيرساي أخي الفنان الكبير الدكتور محمد حسين كمر، ونحن برفقة أخينا وصديقنا العزيز المهندس الاستاذ سالم ناجي الذي قادنا بسيارته الى القصر.

ملاحظة / هذه الحلقة المرقمة 325 منشورة ايضا على صفحتي الرياضية (خدّام المصارعة العراقية).

والى حلقة اخرى ان شاء الله

هوامش

- هامش1: منقول من الويكيبيديا الحرة.

- هامش2: الهكتار: يعتبر الهكتار واحد من بين وحدات قياس المساحة ضمن النظام المتري والذي يعادل عشرة آلاف متر مربع.

صورة واحدة / حسين الاعظمي يتجول في قصر فرساي بفرنسا في 11 كانون الثاني 2004.

• < السابق
• التالي >