اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1024)- كنيسة السيدة صيدنايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1024)

 

كنيسة السيدة صيدنايا (هامش1 )

      السنوات الاخيرة من عقد سبعينات القرن العشرين، كان الوضع السياسي خلالها في غليان ينذر بمستقبل عصيب وكارثي ومتسارع على بلدان منطقة الشرق الاوسط تحديدا، وعلى الاخص في العراق وسوريا. شأنها في ذلك شأن مناطق الغليان السياسي التي تعيشها البلدان الاخرى وجغرافيات متفرقة من العالم. ونظرا لهذه الحالة، ورغم معرفة الطرفين العراقي والسوري ببعضهما والفجوة الكبيرة التي تفصلهما في حقيقة الواقع السياسي لكليهما، فقد كان الحكم البعثي في العراق يحاول سياسيا في اقل تقدير ردم جزء من هذه الفجوة، التي تفصله سياسيا عن بلد القومية العربية سوريا..! معتمدا في ذلك على معرفته بأن الغالبية العظمى من الشعب السوري قوميين وهم من العرب الاقحاح وبالضد من التوجهات المعادية للوحدة العربية. وفي ظل هذه الظروف ولد بصورة طبيعية الاتفاق الذي اطلق عليه بـ(ميثاق العمل القومي)(هامش2 ) الذي كان يهدف الى التقارب السياسي بين الطرفين الجارين الشقيقين.

 

         في هذه السنوات الاخيرة من عقد السبعينات التي عشنا فيها أيام ميثاق العمل القومي الذي تم الاتفاق والتوقيع عليه بين البلدين الشقيقين الجارين العراق وسوريا والاسهاب الاعلامي العراقي المكثف لهذا الحدث، وفي خضم الاحداث السياسية المعقدة في المنطقة العربية. أقيم الاسبوع الثقافي العراقي في دمشق من 24 كانون الثاني January  عام 1979 حتى نهاية الشهر أو حتى يوم او يومين الاولى من شباط February، وهذا الاسبوع الثقافي يعد من أكبر الاسابيع الثقافية التي أقامها العراق في البلدان العربية ان لم يكن اكبرها فعلاً. فقد حـُشـِّدَ فيه الكثير من الفقرات الفنية والعلمية والثقافية والادارية، بوفد وصل قوامه أكثر من مئة وخمسين 150 عضواً..! بين فنان وأديب وعالم وسياسي وإداري. وبالتالي فقد كان هذا الاسبوع فرصة طيبة لزيارتي الاولى الى البلد الشقيق سوريا.

 

          في هذه الفترة التي ركز الاعلام العراقي كثيرا على هذا التقارب السياسي مع جارتنا وشقيقتنا سوريا، في خطوة سياسية كبيرة عرفت بميثاق العمل القومي بين البلدين، حيث اسهب العراق في كل مرافقه بالحديث عن هذه الخطوة الوطنية والقومية المهمة، خاصة والمنطقة تعيش في اوضاع سياسية اكثر حراجة بعد حرب اكتوبر عام 1973 .. واصبح اتفاق ميثاق العمل القومي الشغل الشاغل وحديث الساعة لسياسة العراق وسوريا، وعلى الاخص اهتمام الجانب العراقي ..

 

         عندما وصلنا الى دمشق ونزلنا في فندق الشرق الواقع على محيط ساحة المرجا وسط دمشق، ومضي بعض الايام، لم يبدو لنا ذاك الاهتمام من قبل اخوتنا السوريين بموضوع ميثاق العمل القومي يتوافق مع ما نعيشه في العراق من اهتمام بالغ على الصعيد السياسي..! واحسسنا بوجود شيء ما ولو بسيط، من الجفاء السياسي من قبل الجانب السوري..!

 

           على كل حال، ضمن المنهاج المعد من قبل الاخوة في وزارة الثقافة السورية، لإطلاع الوفد العراقي على المعالم التاريخية والحضارية والثقافية في سوريا، كانت زيارة الوفد كله الى مدينة القنيطرة التي دمرها واحتلها الجيش الاسرائيلي في حرب عام 1973..! وأعاد الجيش العراقي تحرير هذه الاراضي، وقد أوشك الجيش العراقي تحرير هضاب وجبــال الشيخ والجولان لولا الإعلان السوري الغريب والمفاجئ في إيقاف الحرب..!! كذلك كان من ضمن المنهاج الصعود الى جبل قاسيون والمناطق السياحية الاخرى ومنها زيارتنا الى بلدة صيدنايا وكنيستها الشهيرة (السيدة صيدنايا)

 

    كان معنا من الاخوة السوريين أحد الموظفين بمثابة الدليل السياحي لنا ، الذي كان يتحدث إلينا ونحن في الطريق الى القنيطرة والى باقي المناطق التي زرناها،

    على كل حال، كتبتُ شيء من تفصيلات هذه السفرة وهذه الزيارة الى المدينة الباسلة(القنيطرة) في مذكرات سفراتي الفنية، ونشرت جانبا من هذه المذكرات في الجزء الاول من كتابي الموسوم بـ(حكايات ذاكرة صورية)(هامش3 ) وها نحن في الجزء الثاني من هذا الكتاب نشير الى زيارة بلدة وكنيسة السيدة صيدنايا، ولكنني كتبت كل تفصيلات سفرة الاسبوع الثقافي العراقي في دمشق في الجزء الاول من كتابي المخطوط –من ذاكرة أسفاري–(هامش4 )  آمل ان يرى النور ان شاء الله.

 

 1  - هامش1: بلدة صيد نايا- هي مدينة سورية تقع في محافظة ريف دمشق. تعدُّ من أعرق الحواضر المسيحية في المشرق العربي، تقع على ارتفاع 1,450 متر عن سطح البحر. تُشتهر بجمال طبيعتها ومقدساتها المسيحية المشهورة في جميع أنحاء العالم. تقع المدينة على بعد 30 كم (تقريباً) شمال غرب مدينة دمشق ضمن سلسلة جبال القلمون، ويحدها من الجنوب معرة صيدنايا، ومن الغرب تلفيتا ومنين، ومن الشمال الشرقي رنكوس، وقرية بدّا من الجنوب الشرقي، وعكوبر من الشرق، وتمتد سهولها شمالاً حتى سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتبعد عن الحدود اللبنانية السورية (البقاع- بلدتي حام ومعربون) حوالي 40 كم.

 2  - هامش2: ميثلق العمل القومي- اتفاق على ميثاق العمل القومي المشترك بين العراق وسوريا تم توقيعه في 26 أكتوبر 1978 وهو إعلان نوايا من قبل النظامين البعثيين في سوريا والعراق للعمل معًا قدر الإمكان عسكريًا واقتصاديًا. كذلك تم الاتفاق على دولة الاتحاد السوري العراقي في يناير .1979.

 3  - الاعظمي، حسين اسماعيل، حكايات ذاكرة صورية، مط المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2015، ص310.

 4  - كتاب –من ذاكرة اسفاري- بعدة اجزاء ما يزال مخطوطا ينتظر نشر جزئه الاول قريبا ان شاء الله.

والى حلقة اخرى ان شاء الله

 

على اطراف بناية كنيسة السيدة صيدنايا، وقف بعض اعضاء وفد الاسبوع الثقافي العراقي. يميناً ابراهيم العبدالله ومحمود نعوش وغانم حداد ومائدة نزهت وهناء محمد وطعمة التميمي وحسين الاعظمي وسامي عبد الاحد وشكري العقيدي وجبار سلمان وصبري الرماحي.

 

حسين الاعظمي وسط ما تبقى من بنايات مدينة القنيطرة المدمرة من قبل اسرائيل في حرب 1973

 

 

جانب من الوفد العراقي الكبير منصتين الى حديث السيد ابو علي ، حيث يظهر الفنانون عطا صبري وأنا وزهرة الربيعي وصبري الرماحي والشاعر فيصل جاسم والخطاط عبد الحكيم الحلبي وآخرين

 

حسين الاعظمي على حدود الجولان

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.