اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1035)- فنانون في اورفلي بغـداد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1035)

 

فنانون في اورفلي بغـداد

    مطلع ثمانينات القرن العشرين، افتتحت الفنانة التشكيلية الشهيرة وداد الاورفلي(هامش1) في بغداد كاليري للفنون التشكيلية والفنون الاخرى. وعُرف هذا المركز الفني بـ كاليري وداد الاورفلي، او قاعة وداد الاورفلي. الذي سرعان ما عُرف بوجوده بين الاوساط الفنية والجماهيرية ليمسي قدوة فنية يؤمها الكثير من الفنانين والكثير من الجماهير المتذوقة للفنون. وبمرور الزمن وتطور اعمال الكاليري وسعة شهرته، افتتحت قسماً فنيا موسيقيا اشبه بمعهد للموسيقى لتعليم العزف لمجموعة من الآلات الموسيقية بوجود اساتذة معروفين في التدريس. وقد طلبت مني الفنانة وداد الاورفلي ايضا ان ادرِّس المقامات العراقية في هذا القسم. وهكذا تكون معرفتي بالسيدة وداد خلال السنوات الاولى من ثمانينات القرن المنصرم. ومن خلال كثرة نشاطات الكاليري الفنية واقامة المعارض التشكيلية لكثير من الفنانين العراقيين والعرب والاجانب، كنتُ اشارك في الكثير من هذه النشاطات في إلقاء المحاضرات الفنية في الموسيقى وغناء المقامات العراقية تارة، وكذلك اقيم الاماسي الغنائية برفقة فرقتي الموسيقية تارة اخرى. وكان رواد الكاليري كثيرون في حضورهم لكل النشاطات وعلى الاخص في الاماسي الموسيقية والغنائية. بدعم رائع من اعلامنا المكتوب لصحافتنا الغراء مع اللقطات التلفزيونية المصورة دعما من البرامج الثقافية في تلفزيون الجمهورية العراقية بقناتيه الاولى والثانية زمنذاك. 

 

       في مطلع تسعينات القرن الماضي، افتتحت السيدة انعام الاورفلي(ابنة خالة الفنانة وداد) كاليري وقاعة للفنون في عمّان مشابه لكاليري بغداد(هامش2)، ورغم اننا في هذه الحلقة لسنا بصدد كاليري عمان، الا انه كاليري وقاعة فنية نجح نجاحا كبيرا جدا شانه في ذلك كنجاح كاليري بغداد، وفي مناسبة قادمة اعود معكم اعزائي القراء الكرام للحديث عن كاليري السيدة انعام الاورفلي رحمها الله.

 

      بصريح العبارة، اشعر باني عاجز تماما في وصف أل الاورفلي، سواء الساكنين في بغداد او في عمّان. من حيث الاصل والنسب والطيبة والرقي والكرم والاخلاق الرفيعة التي يتمتعون بها كل أل الاورفلي. ويمكن القول ان كاريزما أل الاورفلي تكمن في هذه الصفات الاجتماعية التي يفيض اللسان عن ذكرها بعد ان يمتلئ القلب في معرفتهم وحبهم واحترامهم وتعاملهم مع الناس جميعاً. هكذا رأيت أل الاورفلي حفظهم الله جميعا من كل سوء.

 

    قدم جد وعميد الاسرة الاورفلية من الرها او (أورفه) الى بغداد بصحبة السلطان العثماني مراد الرابع سنة 1638م حينما قاد حملته ضد الصفويين، اذ كان قائداً لأحد فصائل الجيش، ثم استقر في بغداد في منطقة الحيدرخانه واشترى احد احفاده السيد عبد الرحمن بن علي ارضاً في بغداد سنة 1237هـ الموافقه 1821م وزرعها اشجارا وسميت " بستان الاورفلي" . والاسرة الاورفلية، اسرة عربية الاصل تنتمي الى عشيرة عبادة العدنانية القريشية سكنت مدينة الرها والتي تسمى (اورفه) والتي نسبت اليها الاسرة الاورفلية، وهي مدينة تقع الى الشمال الشرقي من مدينة حلب وشرقي نهر الفرات بين الموصل والشام وتبعد عن الحدود السورية بنحو 50 كيلومترا .

 

المصادر التاريخية تشير الى ان اورفه كانت تابعة الى ولاية الموصل. أي كانت تابعة للعراق، وبعد اقتسام تركة الامبراطورية العثمانية، اصبحت من ضمن توابع الدولة التركية..! وقد هدد المغفور له الملك فيصل الأول باني المملكة العراقية،  الدولة التركية بالكف عن المطالبة بالموصل والتدخل في شؤونها مذكرا اياها بأن لا تنسى ان ديار بكر و(أورفه) وماردين عربية في جوهرها فيحق للعراق والحالة هذه ان يطالب بتلك المناطق اذا طالب الاتراك بولاية الموصل..!(هامش3).

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله

 

هوامش

1 – هامش1: وداد مكي الأورفلي: ولدت  في منطقة الأورفلية من بغداد سنة 1929. –حاليا حي البتاويين- لأسرة ميسورة تهتم بالفن، مع ان والدها مكي عبد الرحمن كان رئيساً لمحاكم بعقوبة آنذاك.عندما كانت طفلة مولعة بالرسم. عملت ودرست الفن والخدمة الاجتماعية في اماكن عديدة منها في الجونير كوليج في بيروت، أكملت الدراسة في كلية الملكة عالية، وتخرجت بدرجة أولى قسم الخدمة الاجتماعية. لوحات الرسامة العراقية وداد الأورفة لي التي تتميز بأسلوب خاص يشعر المشاهد معه كما لو أنه جالس في بغداد يقرأ إحدى قصص ألف ليلة وليلة.

2 – هامش2: يقول الفنان التشكيلي الاردني محمد العامري في مقالة له منشورة. عن كاليري (انعام الاورفلي) بعمّان، بان المرحومة انعام درست الفن في اوربا ثم تزوجت اردني من احفاد الفنان المعروف (هاني صنوبر) لتستقر حياتها في المملكة الاردنية الهاشمية منذ منتصف خمسينات القرن العشرين وتواصل حبها للفن وتؤسس كاليري للفنون(كاليري انعام الاورفلي) في بداية تسعينات القرن المنصرم.

3 – هامش3: من موقع الكاردينيا بقلم جنان النعيمي متخصصة بالتاريخ والآثار.

 

 

الفنانة التشكيلية العراقية الكبيرة وداد الاورفلي.

 

 

في ختام احدى الامسيات الغنائية المقامية بكاليري الاورفلي ببغداد. من اليمين د.علي عبد الامير وحسن عبد الحميد ومهلب الرجب وحسين الاعظمي وجميل جوزي وباهر الرجب وقصي الطائي ووسام العزاوي وصهيب الرجب، كاليري الاورفلي بغداد 1985.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.