اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1077)- رحلاتي الى الجزائر/ 6 والاخيرة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1077)

***

رحلاتي الى الجزائر 1979

الحلقة / 6 والاخيرة

     كان موعدنا هذا اليوم 1 آب 1979 توديع أشقاءنا الجزائريين ونعود الى ارض الوطن بعد أن قضينا بين ظهرانيهم أسبوعاً فنياً جميلاً، من 25 تموز الى 1 آب 1979. ولكن الشيء الوحيد الذي بقي في نفوسنا، أو الشيء الذي أثار إستغرابنا..!  هو عدم إهتمام الاخوة الجزائريين بنا اهتماماً مقنعاً كما عُرف عنهم من كرم الضيافة واهتمامهم بضيوفهم، وكان ذلك بالنسبة لنا ظاهراً بوضوح، ولكننا لا نعرف سبباً واضحاً له، بل كان موقفاً غريباً، ويبدو إيضاً أن ذلك كان سبباً مقنعاً لنا على الاقل في إعتذارنا عن البقاء أسبوعاً آخر في الجزائر وإقامة حفلتين أخريين في كل من ولايتي وهران وعنابة. بحيث وصل الامر الى اعتذار جميع اعضاء فرقتنا من تلبية دعوة اخرى وصلتنا في ربيع عام 1980، حين صدر أمراً وزاريا في وزارة الثقافة والاعلام ببغداد يقضي بسفرنا الى بلدان المغرب العربي"تونس والمغرب والجزائر" للمشاركة في مهرجاناتها الفنية. حيث لم نمتثل للأمر نحن أعضاء الفرقة"فرقة التراث الموسيقي العراقي" وهو ما لم يحدث من قبل..! ولم نسافر الى هذه البلدان الشقيقة، والسبب كان ما تركه الاخوة الجزائريين من تعامل سلبي معنا في السفرة الماضية. وبعد التحقيق مع أعضاء الفرقة في الوزارة للمحاسبة والاطلاع على الاسباب الموجبة لموقفنا من الأمر الوزاري، إستطاعت الفرقة بكل أعضائها أن تقنع الوزارة بعدم جدوى سفرنا مرَّة أخرى الى الجزائر للسبب المذكور..!

 

       لم ندرك سبباً مقنعاً لموقف إخوتنا الجزائريين لذلك في حينها. ولكننا عرفنا بعد حين، أن أهم الأسباب كانت السياسة..!؟ حيث كان الموقف السياسي العراقي والجزائري من مجيئ الخميني الى السلطة في ايران أواخر السبعينات متناقضاً، الأمر الذي أدى الى إقتضاب العلاقات الأخوية بين العراق والجزائر بصورة عامة كما بدا لنا ذلك في حينها، وقد إنعكس ذلك علينا بإعتبارنا فرقة رسمية تابعة الى الدولة..! هذا ما توصلنا إليه في تلك الآونة من تحليل وتصورات، التي تكاد تكون الأكثر رجحاناً في صحتها..!

 

       كان الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد قد تم إختياره لرئاسة الجمهورية الجزائرية يوم السابع من شباط February عام 1979. وفي حينها كان الرئيس احمد حسن البكر ما يزال على رأس السلطة في العراق. وفي إحتفال العراقيين بذكرى ثورتهم الحادية عشر يوم السابع عشر من تموز July من نفس العام 1979. أعلن عن إستقالة الرئيس احمد حسن البكر واستلام الرئيس صدام حسين السلطة في العراق. وكل هذا جرى قبل سفرنا الى الجزائر بأقل من اسبوعين..!

 

       وأخيراً، فإن سفرتنا هذه الى مهرجان الموسيقى التقليدية بالجزائر أواخر تموز حتى الأول من آب 1979 في التاريخ الميلادي، صادفت في شهر رمضان بالتاريخ الهجري. فالناس في الجزائر مؤمنون ملتزمون صائمون، وكانت الليالي الرمضانية جميلة جداً، حيث كنا نسهر في المقاهي أو في الشوارع حتى وقت السحور، إن كانت عندنا حفلة أو لم تكن، فالأجواء والتقاليد الدينية الرمضانية جميلة جداً سواء في العاصمة أو في الولايات الجزائرية الاخرى.

 

     عند صعودنا الى طائرة خطوطنا الجوية العراقية القادمة من بغداد عصر هذا اليوم لنغادر بلدنا الشقيق الجزائر الى أرض الوطن، وبعد إقلاع الطائرة من مطار الجزائر الدولي مساء اليوم، جاءتني إحدى المضيفات ببعض الصحف وكانت معها مجلة الف باء، وأشارت لي المضيفة بالخبر المنشور في المجلة بعدد المجلة، 566 وتاريخ هذا اليوم 1/8/1979.

 

     وهذه احدى الابيات الشعرية الوطنية الشهيرة لشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا.

 

(روحي، وهبْتكِ ياروحي، فِدا وطـني/ زُلــفى الــــى الله، لا مَـــنٌّ ولا مَـلَقُ)

(وإن جَفاني ذَووُ القُربى، فـلا عَـــجبُ/ إن النــــُّبوَّةَ فــي أوطـــانها خـــرَقُ)

(لازلتُ أرعى لهمْ عهـداً وإنْ بقيـَــتْ/ مِثلَ المدى مِن جَفاهُم في الحشى حُرَقُ)

(سيذكرونَ، إذا الليلُ الـرهيبُ ســجى/ وجَلجلَ الخطْبُ، أنِّـي في الدُّجى فــلقُ)

(حَسْبي، وحسبُ أُناسي، أن غدوتُ لهمْ/ عُوداً يُعطِّرهمْ ذِكْــــــري وأحتـرِقُ..!) (هامش1 )

 

والى حلقة اخرى نتحدث فيها عن الرحلة الثانية الى الجزائر عام 2005 ان شاء الله. (هامش2 ).

 

1 - هامش1: الابيات الخمسة لشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا منقولة من روزنامة جزائرية لعام 2007

2 – هامش2: الموضوع مستقى اختصارا من كتابي المخطوط (الجزائر عروس المغرب العربي).

 

 

صورة واحدة / خبر سفرنا الى الجزائر الشقيقة في مجلة –الف باء- في عددها 566 وبتاريخ 1 آب 1979.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.