اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1078)- قصيدة أبى غرب هذا الدمع

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1078)

***

قصيدة أبى غرب هذا الدمع

     عندما نريد ان نعبر عن اعجابنا بانجاز ما، وفي أي اختصاص ولأي شخصية مميزة، نقول قولنا الشعبي ان ذلك توفيق من الله، واختصاراً شعبياً نقول –توفيقات-..! ونعم بالله. ومصدر المفارقة في هذه الامور، عندما ينجح عمل واحد من بين كثرة من الاعمال، ويمنح صاحب هذا الانجاز مجدا وتاريخا كبيرا حافلا بالذكر الجميل لزمن طويل وربما يبقى خالدا رغم انه عمل واحد ضمن كثرة كثيرة من الاعمال التي انجزها شخص واحد او جهة جماعية..! ومثال ذلك في تاريخنا العربي، شعراء القصيدة الواحدة..! الذين اشتهرت قصيدة واحدة من قصائدهم، وغابت كل قصائدهم الاخرى عن الذكر..! وربما هناك اكثر من قصيدة خالدة لشاعر واحد بقي التاريخ يتغنى بها ويستلذ بذكرها حتى اليوم..! ومن هذه القصائد خالدة الذكر مثلاً، قصيدة ابو فراس الحمداني التي يقول في مطلعها.

 

(أَبى غَربُ هَذا الدَمعِ إِلّا تَسَرُّعا / وَمَــــــكنونُ هَذا الحُبِّ إِلّا تَضَوُّعا)

 

      هذا بالرغم من ان اكثر من قصيدة واحدة لأبي فراس الحمداني باقية ذكرها والتغني بها من قصائده الخالدة. ففي مطلع القصيدة تتغلب العاطفة وتلعب دورًا جوهريًا في التأثير والتعاطف مع الشاعر وهذا يدل على وضوح شخصية أبو فراس الحمداني وشجاعته وكرمه. وبهذه القصيدة تبين أنْ أبو فراس الحمداني شاعرًا عاطفيًا، ومصدر هذه العاطفة هي الظروف التي مرّ بها وهو في سجن الروم التي كتب فيه معظم قصيائده التي عُرفت بالروميات. ومن هذه الروميات القصيدة المغناة(أَبى غَربُ هَذا الدَمعِ إِلّا تَسَرُّعا .......الخ) اذ يحكى أنَّ أبو فراس الحمداني كتب رسالة إلى ابن عمه سيف الدولة الحمداني، فكانت تتضمن بما قرره مع ملك الروم من الفداء، ولكن سيف الدولة الحمداني تأخر برده على أبو فراس الحمداني، فكتب ابا فراس الحمداني الى ابن عمه سيف الدولة معاتباً له على تثاقله في الرد على أمره، ومع عتبه هذا كتب إليه قصيدة ذات معانٍ قوية تحمل في معانيها عبارات العتاب، قائلاً:

 

(أَبى غَربُ هَذا الدَمعِ إِلّا تَسَرُّعا / وَمَــــــكـنونُ هَـذا الحُـبِّ إِلّا تَـضَوُّعا)

(وَكُنتُ أَرى أَنّي مَعَ الحَزمِ واحِدٌ/ ِإذا شِئتُ لي مَمضىً وَإِن شِئتُ مَرجِعا)

 (فَلَمّا اِستَمَرَّ الحُبُّ في غُــــلَوائِهِ/رَعَـــيتُ مَعَ المِضياعَةِ الحُبَّ ما رَعى)

 (فَحُزنِيَ حُزنُ الهائِمينَ مُــبَرِّحاً/وَسِرِّيَ سِرُّ العـــــــــــــــاشِقينَ مُضَيَّعا)

 (خَليلَيَّ لِم لا تَبكِياني صـــــَبابَةً/أَأَبدَلتُما بِالأَجـــــرَعِ الفَــــردِ أَجـــــرَعا)

 (عَلَيَّ لِمَن ضَنَّت عَـــلَيَّ جُفونُهُ/غَـــــــــــوارِبُ دَمعٍ يَشمَلُ الحَيَّ أَجمَعا)

 

     ففي القسم الأول من القصيدة تتمحور حول فكرة وصف الحب والبكاء(العيون سريعة البكاء) وهي الفكرة الرئيسة في القصيدة. وأيضاً تقع في مقدمة غزلية تتكون من أفكار جريئة منها، كثرة الإشتياق، إظهار الضعف في الحب، حيث يكون الشاعر لا يستطيع أن يتحمل النار المشتعلة في قلبه، إذ تكف عنه الشجاعة والثبات والتحمل مما يؤدي إلى البكاء والضعف والحسرة التي أظهرها الشاعر في مقدمة القصيدة. وفي نهاية القصيدة يتذكر الشاعر أبو فراس الحمداني محاس سيف الدولة الحمداني فكان يريد أن يواسي نفسه، فقد بين الشاعر في هذه الأبيات إلى إشارة إحسان الله له وأيضاً إلى إشارة إحسان سيف الدولة الحمداني له وطلب الخير لسيف الدولة الحمداني.  ويمكن الاطلاع على القصيدة كاملة في موقع كوكل.

     من ناحية اخرى، فالقصيدة اول ما سمعتها مغناة بصوت مطرب المقام العراقي المرحوم شهاب الاعظمي في مقام العريبونات المكوّن من(الحجاز والبيات). اذ يبدو ان اداء المرحوم شهاب المثير لهذا المقام، هو الذي اثار انتباهي الى جمال القصيدة ومعانيها وحكايتها، ويمكنني ان اجزم القول، بان المرحوم شهاب الاعظمي في غنائه لمقام العريبونات، قد فاق التصورات في تعابيره المقامية المذهلة..! وبالتالي يكون هذا المقام بصوته هو اجمل من غنى مقام العريبونات على الاطلاق..! ومعرفتنا بالمطرب المقامي شهاب الاعظمي بأنه من اتباع الطريقة القندرجية في غناء المقامات العراقية.(هامش1 )

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

1  - هامش1: بعض المعلومات مستقاة من كوكل.

 

اضغط على الرابط

شهاب الاعظمي ، مقام العريبونات.

https://www.youtube.com/watch?v=KlCa127rW90&ab_channel=IraqiMaqam

 

 

 

صورة واحدة / مطرب المقام العراقي شهاب احمد الاعظمي، (نشرت لاول مرة في كتابي-الطريقة القندرجية في المقام العراقي واتباعها) اعطاني اياها ولده الاستاذ اياد عندما شرعتُ بطبع الكتاب، ومن ثم نشره عبر الانترنيت ايضاً. وكانت اول صورة تنشر للمطرب شهاب ثم انتشرت كالنار في الهشيم عبر الانترنيت..!

 

اما القصيدة كلها فهي ادناه

أَبى غَربُ هَذا الدَمعِ إِلّا تَسَرُّعا

وَمَكنونُ هَذا الحُبِّ إِلّا تَضَوُّعا

وَكُنتُ أَرى أَنّي مَعَ الحَزمِ واحِدٌ

إِذا شِئتُ لي مَمضىً وَإِن شِئتُ مَرجِعا

فَلَمّا اِستَمَرَّ الحُبُّ في غُلَوائِهِ

رَعَيتُ مَعَ المِضياعَةِ الحُبَّ ما رَعى

فَحُزنِيَ حُزنُ الهائِمينَ مُبَرِّحاً

وَسِرِّيَ سِرُّ العاشِقينَ مُضَيَّعا

خَليلَيَّ لِم لا تَبكِياني صَبابَةً

أَأَبدَلتُما بِالأَجرَعِ الفَردِ أَجرَعا

عَلَيَّ لِمَن ضَنَّت عَلَيَّ جُفونُهُ

غَوارِبُ دَمعٍ يَشمَلُ الحَيَّ أَجمَعا

وَهَبتُ شَبابي وَالشَبابُ مَضِنَّةٌ

لِأَبلَجَ مِن أَبناءِ عَمِّيَ أَجمَعا

أَبيتُ مُعَنّىً مِن مَخافَةِ عَتبِهِ

وَأُصبِحُ مَحزوناً وَأُمسي مُرَوَّعا

فَلَمّا مَضى عَصرُ الشَبيبَةِ كُلَّهُ

وَفارَقَني شَرخُ الشَبابِ مُوَدَّعا

تَطَلَّبتُ بَينَ الهَجرِ وَالعَتبِ فُرجَةً

فَحاوَلتُ أَمراً لايُرامُ مُمَنَّعا

وَصِرتُ إِذا مارُمتُ في الخَيرِ لَذَّةً

تَتَبَّعتُها بَينَ الهُمومُ تَتَبُّعا

وَها أَنا قَد حَلّى الزَمانُ مَفارِقي

وَتَوَّجَني بِالشَيبِ تاجاً مُرَصَّعا

فَلَو أَنَّني مُكِّنتُ مِمّا أُريدُهُ

مِنَ العَيشِ يَوماً لَم يَجِد فِيَّ مَوضِعاً

أَما لَيلَةٌ تَمضي وَلا بَعضُ لَيلَةٍ

أَسُرُّ بِها هَذا الفُؤادَ المُفَجَّعا

أَما صاحِبٌ فَردٌ يَدومُ وَفاؤُهُ

فَيُصفي لِمَن أَصفى وَيَرعى لِمَن رَعى

أَفي كُلِّ دارٍ لي صَديقٌ أَوَدُّهُ

إِذا ماتَفَرَّقنا حَفِظتُ وَضَيَّعا

أَقَمتُ بِأَرضِ الرومِ عامَينِ لا أَرى

مِنَ الناسِ مَحزوناً وَلا مُتَصَنِّعا

إِذا خِفتُ مِن أَخوالِيَ الرومِ خُطَّةً

تَخَوَّفتُ مِن أَعمامِيَ العُربِ أَربَعا

وَإِن أَوجَعَتني مِن أَعادِيَّ شيمَةٌ

لَقيتُ مِنَ الأَحبابِ أَدهى وَأَوجَعا

وَلَو قَد رَجَوتُ اللَهَ لاشَيءَ غَيرَهُ

رَجَعتُ إِلى أَعلى وَأَمَّلتُ أَوسَعا

لَقَد قَنِعوا بَعدي مِنَ القَطرِ بِالنَدى

وَمَن لَم يَجِد إِلّا القُنوعَ تَقَنَّعا

وَما مَرَّ إِنسانٌ فَأَخلَفَ مِثلَهُ

وَلَكِن يُزَجّي الناسُ أَمراً مُوَقَّعا

تَنَكَّرَ سَيفُ الدينِ لَمّا عَتَبتُهُ

وَعَرَّضَ بي تَحتَ الكَلامِ وَقَرَّعا

فَقولا لَهُ مِن أَصدَقِ الوُدِّ أَنَّني

جَعَلتُكَ مِمّا رابَني الدَهرَ مَفزَعا

وَلَو أَنَّني أَكنَنتُهُ في جَوانِحي

لَأَورَقَ ما بَينَ الضُلوعِ وَفَرَّعا

فَلا تَغتَرِر بِالناسِ ماكُلُّ مَن تَرى

أَخوكَ إِذا أَوضَعتَ في الأَمرِ أَوضَعا

وَلا تَتَقَلَّد مايَروعُكَ حَليُهُ

تَقَلَّد إِذا حارَبتَ ماكانَ أَقطَعا

وَلاتَقبَلَنَّ القَولَ مِن كُلِّ قائِلٍ

سَأُرضيكَ مَرأىً لَستُ أُرضيكَ مَسمَعا

فَلِلَّهِ إِحسانٌ إِلَيَّ وَنِعمَةٌ

وَلِلَّهِ صُنعٌ قَد كَفاني التَصَنُّعا

أَراني طَريقَ المَكرُماتِ كَما رَأى

عَلِيُّ وَأَسماني عَلى كُلِّ مَن سَعى

فَإِن يَكُ بُطءٌ مَرَّةً فَلَطالَما

تَعَجَّلَ نَحوي بِالجَميلِ وَأَسرَعا

وَإِن يَجفُ في بَعضِ الأُمورِ فَإِنَّني

لَأَشكُرُهُ النُعمى الَّتي كانَ أَودَعا

وَإِن يَستَجِدَّ الناسَ بَعدي فَلا يَزَل

بِذاكَ البَديلِ المُستَجَدِّ مُمَتَّعا

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.