اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (16)- اعتزالي المصارعة / ج1

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوميات حسين الاعظمي (16)

 

لمتابعة الحلقات السابقة على الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/206-adami.html

 

اعتزالي المصارعة / ج1

       بالرغم مما كنت عليه من حالة التمنِّي القصوى بترك رياضة المصارعة والاعتزال النهائي..! لانها رياضة صعبة ومتعبة جدا وتحتاج الى مستلزمات عديدة غير متاحة للمصارع بصورة عامة، كل ذلك دون ان تكون هناك فائدة تعادل ما يعاني منه المصارع..! ولكنني احب هذه الرياضة حبا كبيرا لِما تتمتع به من مزايا رجولية واخلاقية، ولانني فهمتها كما يبدو ، ويحق للغير ان يقول اي شيء آخر في شأن هذه الرياضة المثيرة، ان كان ذلك في الايجاب او السلب..! ونحن نعرف ان الانسان عدو ما يجهل، فدعوتي على الدوام معرفة كوامن هذه الرياضة والاطلاع على الكم الهائل من فنونها التي تحتاج الى الذكاء والفطنة والمهارة المميزة في تطبيق المسكات، فالفن فيها غاية، والقوة وسيلة لتطبيق فنونها الجميلة..! ولكننا للاسف الشديد، نرى ان الغالبية من المصارعين يفهمون عكس ذلك ، فالنزال عندهم نزال ونزاع شخصي شرس يريد الفوز فيه باي وسيلة كانت. لا اريد ان اطيل الحديث في هذا المنحى، تاركا لكم اعزتي القراء الكرام ما كتبته من ملاحظات عن هذا الموضوع في نهاية تجربتي الرياضية في كتابي الموسوم بـ (حكايات ذاكرة صورية) في الصفحات (من 146 حتى 149) . حيث كتبتُ ادناه.

      أود أن أسجل بعض الملاحظات التي عرفتها من خلال ممارستي لهذه الرياضة الجميلة والاقدم في تاريخ كل الالعاب الرياضية..

      1 – وجدتُ أن المستوى الثقافي العام لممارسي رياضة المصارعة، دون الوسط..! قلة الثقافة الفكرية والعامة، مع كثرة من جهالة المتعلمين..! وأكثر من ذلك جهالة الجمهور البسيط..! حيث تنطوي على مثل هذا الواقع أمور كثيرة من الجهل بالمعايير والرؤى لحقيقة هذه اللعبة والرياضة بصورتها العامة. أهمها معايير الفهم الخاطئ للاعب ورؤيته للجانب الاخلاقي والتربوي في ملاقاة الخصوم. إذ يبدو أن غالبية الرياضيين، يفهموا أن نزالاتهم ما هي إلا نزاع ومكاسرة والفوز بأية وسيلة كانت..! ويقيني من ذلك خلال ما عرفته من ممارستي لهذه الرياضة العظيمة، فقد لاقيت الخشونة وعدم الوعي الكافي لفهم الاخلاق الرياضية ، والأذى تلو الأذى من غالبية خصومي، الذين إلتقيت بهم مدة خمس سنوات كاملة من الممارسة. ورغم كل ذلك، لا أتذكر أنني جنحت لمقابلة هذه الأذية بالمثل، والله يشهد، بل على العكس تماماً، كنت أقابل ذلك بكل الاخلاق وفي إتجاه معاكس بزاوية منفتحة 180ْ ..! منطلقاً من أنهم ليسوا أناساً سيئين..! وإنما يحتاجون الى من يهديهم ويهذب أفكارهم ويرشدهم الى الطريق الصحيح للسلوك والتفكير الاخلاقي والتربوي. فلكلٍ ظروفه وحياته الخاصة وحظه في الحياة..

      2 -  إن هذا الفهم الخاطئ لرياضة المصارعة، والرياضة بصورة عامة، لا يقتصر على اللاعبين فقط، بل يتعدى ذلك الى المدربين والمسؤولين على شؤون هذه الرياضة، ووسائل الاعلام بأنواعها، وبالتالي الجهل الطبيعي للجمهور المسكين كتحصيل حاصل لهذا الواقع. فكثير من اللقاءات والحوارات الفنية الاعلامية التي أجريت معي بعدئذ كفنان وليس كرياضي، على صعيد الاذاعة او التلفزيون او الصحافة، يوجه لي السؤال التقليدي، كيف جمعتَ بين العنف والمكاسرة والقوة في المصارعة مع فن الغناء والموسيقى..!؟ وهذا هو أحد الجوانب من جهالة المتعلمين.. 

 

        إن الاخلاق لا بد أن تسود، فهي سيدة كل شيء، فيها الصدق والامانة والرقي والتطور والتقدم والحضارة والنظام والقانون والمستقبل، وبدونها كل شيء عدم..! تراه يكلمكَ بكل أخلاق خارج النزال، وفي النزال وحش كاسر لا يعير أهمية لباقي الامور التي مرَّ ذكرها، ففي أقل تقدير، لا يخطر على بال المصارع بصورة مباشرة، أن هذه الرياضة أو غيرها هي من أعظم الفنون، فوالله لو كان لي الوقت الكافي لأعددت مجلداً كبيراً وليس كتابا عادياً، أتحدث فيه عن نزال واحد فقط وليس عدة نزالات، لـِما يتضمنه النزال من إحتمالات لا تعد ولا تحصى من الفنون التي توُصِل اللاعب الى أقرب إحتمالات الفوز في النزال..! فالدعوة إذن للمسؤولين ووسائل الاعلام لنشر المفاهيم التربوية والاخلاقية للرياضة. لمكافحة هذا الجهل العام، أو بالأحرى مكافحة جهالة المتعلمين..! فالقوة الجسمانية التي يحتاجها المصارع في نزاله، هي وسيلة لتطبيق فنون المصارعة، وليست غاية بأي حال من الاحوال..! فالكثير من المصارعين الاقوياء جسمانياً، يخسرون أمام خصوم أقل قوة منهم، بسبب رجحان إمتلاك الخصم لفنون المصارعة وفنون النزال والادارة الميدانية له للوصول الى برِّ الأمان في النتائج المنطقية. فالغاية إذن من ممارسة المصارعة، الاخلاق والفن والحكمة والصبر والخبرة، وتبقى القوة الجسمانية وسيلة وليست غاية لتطبيق كل هذه الامور..! 

 

       3 -  أدعو كل أصدقائي المدربين، والمصارعين وخاصة الناشئين منهم، أن يعودوا في ممارستهم لرياضة المصارعة على البساط الرملي (الجفرة) على ضفاف الانهر، لأنها الوسيلة الأكبر لبناء جسم قوي يتحمل المشقات والمطاولة واللياقة البدنية..! فقد كنتُ للأسف، آخر الاجيال كما يبدو ممن مارسنا هذه اللعبة على ضفاف نهر دجلة الخالد، ثم ذهبتُ الى نادي الاعظمية الرياضي. فالبساط الطبيعي الموجود لدى الاندية لا يخلق أبطالاً كباراً، وأعتقد أن جانب من أسباب تدهور نتائج مصارعينا في العقود الاخيرة، هي ترك الاعداد البدني للمصارع على بساط الارض الرملية (الجفرة)..

 

         أخيرا، تركت هذه الرياضة الاثيرة الى نفسي، منتصف عام 1975، وتفرغتُ تماماً الى فن غناء المقام العراقي، وإنشغلتُ كثيراُ بجولاتي في المهرجانات العالمية، الأمر الذي أدى الى إبتعادي الطويل عن هذه الرياضة ومشاهدة بطولاتها، حتى عدتُ إليها بعد ثلاثة عشر سنة، حين أصبح أغلب مصارعي جيلي، في إدارة الاتحاد ومدربي الفرق على كافة الاصعدة، بعد أن طرأ سمعي نيـَّة الاتحاد إقامة دورته التدريبية السنوية في المصارعة الحرة والرومانية والاستعانة كالعادة بمدربين من بلغاريا والمانيا والاتحاد السوفيتي فضلاً عن مدربينا العراقيين، وكان منهم المدرب والبطل الدولي المرحوم قاسم السيد..

           إنضممت الى هذه الدورة التي كانت بإدارة الاتحاد العراقي المركزي للمصارعة ، وإشراف الاتحاد العربي المركزي للمصارعة . من 1 الى 20 / شباط February عام 1988 . وحصلت على شهادة التدريب الدولية بدرجة جيد، وهكذا يكون أخي القارئ الكريم، مطرب المقام العراقي حسين الاعظمي، مدرباً دولياً في المصارعة الحرة والرومانية..! بالشهادة التي حصلتُ عليها بعد انتهاء الدورة التدريبية، ولكنني إعتذرت طبعا عن تدريب أي فريق لإنشغالاتي الفنية الكثيرة..

والى حلقة قادمة ان شاء الله

وللذكريات شجون

 

صورة 2/ شهادة التدريب

 

صورة 3/ شهادة المشاركة من الاتحاد العربي

 

 

صورة 5 / حسين الاعظمي يستلم كاس بطولة نادي الاعظمية الرياضي بعد فوزه على خصمه طارق حسن يوم 14/3/1971 من راعي هذا النهائي رئيس المؤسسة العامة للغزل والنسيج حسن على العامري (وزير التجارة بعدئذ) ، ويظهر بجانبه البطل العالمي عدنان القيسي والبطل والمدرب الدولي خلدون عبدي

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.