اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (87)- مهرجان القبانجي الدولي / ج2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (87)

 

 

مهرجان القبانجي الدولي / ج2

         في هذه الفترة او بعدها بقليل– اعتقد في الشهور الاخيرة من عام 2003 – وزعت حقائب وزارية خلال وجود ما يسمى بمجلس الحكم. الذي انشئ بعد الاحتلال مباشرة. وكانت وزارة الثقافة من حصة الحزب الشيوعي، وقد تم اختيار السيد مفيد محمد جواد الجزائري اول وزير للثقافة بعد الاحتلال. كذلك اصبح صديقي القديم السيد بيرج كيراكوسيان مديرا عاما لدائرة الفنون الموسيقية (هامش1) ، وانا لم ازل منذ 2001 مديرا لبيوت المقام العراقي حتى هذه الفترة.

 

      حال استلام اخي وصديقي القديم المرحوم بيرج كيراكوسيان ادارة دائرة الفنون الموسيقية، اشار عليّ باستلام ادارة معهد الدراسات الموسيقية، قائلا ان بيت المقام العراقي يمكن لأي عضو فيه ان يديره ونحن ندعمه..! ولكننا نحتاج الى من يعيد لنا المعهد الى حالته الممكنة على الاقل في الاستمرار..! وانا والسيد الوزير مفيد الجزائري نتأمل فيك خيراً في هذا الامر..! ورغم اعتذاري من انتقالي من بيت المقام العراقي الى ادارة المعهد، لاسباب خاصة كانت تشغلني بصراحة، لكن كل من المدير العام يدعمه السيد الوزير، كانا مصران على استلامي ادارة المعهد.

 

       في صباح يوم السادس من تشرين الثاني 6/11/2003 ، اجتمع السيد المدير العام ومشاوره الفني السيد حبيب ظاهر العباس، بمنتسبي بيت المقام العراقي في حدائق البيت. وقد كنت جالسا معهما، حيث اعلن السيد بيرج كيراكوسيان للجميع، خبر نقلي من بيت المقام العراقي الى ادارة معهد الدراسات الموسيقية، ورغم اعتراض منتسبي البيت على نقلي من البيت، الا ان المدير العام كان مصرا على ذلك وتحدث معهم موضحا الاسباب لاقناعهم بالامر..

       وهكذا تركت ادارة البيت واستلمت ادارة المعهد في هذه الظروف القاسية. تاركا ادارة بيوت المقام العراقي الى اخي الفنان موفق عبد الهادي البياتي الذي رشحتُهُ لدى المدير العام باستلام البيت بعدي. وهو احد طلبتنا السابقين في المعهد. وبذلك تم تبديل موقعينا الاداريين فيما بيننا..! فأخي موفق كان مديرا للمعهد وكالةً في هذه الفترة (هامش2) ، وانا مديرا لبيوت المقام العراقي. وذلك بسبب الحاجة الماسة لي في ادارة المعهد، كما عبر عنها السيد الوزير مفيد الجزائري والسيد المدير العام بيرج كيراكوسيان..! فقد كانا يتأملان مني محاولة اعادة المعهد الى مجراه الطبيعي، خاصة بالنسبة الى عدم دوام الطلبة وغياباتهم المستمرة..! وباعتباري امتلك تاريخا طويلا في المعهد. طالبا فيه منذ مطلع السبعينات، معيدا، معاون مدير اكثر من مرة، حتى عدت اليه مديرا في هذه الفترة..! وهي اسوأ فترة زمنية يعيشها العراق باجمعه..! وبالتالي هي محاولة لعمل شيء مفيد للمعهد وطلبته، بعد ان تعرض خلال الاحتلال البغيض، للنهب والسلب والتخريب..! وما سرني من موقف اخوتي في بيت المقام العراقي جميعا، انهم اعترضوا على نقلي الى المعهد وفضلوا بقائي معهم، وبقيت اذكرها لهم حتى اليوم..!

 

      على كل حال، كان المدير العام مصرا على موقفه هذا، وبالتالي جرى الموضوع كما اراد الوزير والمدير العام، لأكونَ مديرا للمعهد..!  وهكذا صدر الامر الاداري والوزاري بنقلي من بيت المقام العراقي الى معهد الدراسات الموسيقية مديرا له بتاريخ الحادي عشر من تشرين الثاني 11/11/2003، وبقيت علاقتي مع زملائي في بيت المقام العراقي مستمرة وعلى احسن ما يكون، بحيث كان بعضهم يأتِ اليَّ الى المعهد عند الحاجة لموقف ما، في محاولات لحل مشاكلهم..! لأن علاقتي مع الجميع كانت متماسكة ورصينة..!

 

       مجمل الحال، كان المعهد عند اسلامي له كمدير، في حالة يرثى لها..! فارغا من كل شيء..! اثاثه وابوابه وشبابيكه ومعظم اوراقه وارشيفه واضابيره..! فضلا عن الغياب المستمر للغالبية العظمى للطلبة عن الدوام الرسمي وما شابه ذلك. ربما نستطيع القول، ان المعهد متوقف عن الدراسة الجديّة منذ الاحتلال..! حالة خطيرة ومرعبة..!! خاصة وان نقطة لسيطرة عسكرية امريكية مرابطة عند باب المعهد الرئيسية..!

 

        على الاجمال، واختصارا للحديث الطويل لهذه الاحداث. وبعد ان وجدت في وزير الثقافة السيد مفيد الجزائري استعدادا لتقبل الافكار الثقافية. نشطتْ في ذهني مرة اخرى اعادة طرح الفكرة القديمة الجديدة لأقامة مهرجان بإسم رمزنا المقامي– محمد القبانجي– خاصة وان العراق قد فاز تواً بجائزة الماستربيس العالمية في شأن المقام العراقي. فالوقت مناسب جداً لطرح الفكرة على الوزير ولا داعي لتأخيرها..! فانتظرتُ هذا الوقت كي اطرح الفكرة حال لقائي بالسيد الوزير.

 

       مرت فترة طويلة نسبيا، ونحن مشغولون بامور شتى، وعلى الاخص الوضع الامني غير المستقر، وبعض الاحتفالات بمناسبة فوز العراق وفوزي بجائزة الماستربيس، وكذلك انشغلتُ كثيرا بترتيب امور المعهد الذي يعاني وضعه كثيرا من الاهمال بسبب الاحتلال..! وبتعاوني مع اخوتي من الموظفين الاداريين في المعهد، وغالبيتهم من طلابي السابقين، استطعت من اعادة دوام الطلبة رويدا رويدا حتى اصبح طبيعيا..! ثم عملتْ الادارة على تنظيم الاضابير والارشيف بشكل لابأس به . وتخرجتْ اول دورة طلابية بوجودي كمدير للمعهد، واعمال اخرى مهمة، ولكننا لسنا بصدد ذكر كل شيء الان ونؤجل ذلك الى حين ياتِ زمن ذكرها ان شاء الله، الامر الذي ادى الى نجاحي في اعادة المعهد الى شبه حالته الطبيعية..! والفضل في ذلك للسيد الوزير والمدير العام، اللذين كانا يدعمان ويلبيان طلباتي كلها في سبيل المعهد، ولم يردني أي جواب سلبي لأي طلب رسمي طلبته سواء من السيد الوزير او المدير العام..! وكذلك كان الفضل الاخر، تعاون الادارة والهيئة التدريسية والطلبة معي في كل شيء. واود ان اذكر المعاون الاداري الاستاذ عبد الكريم حميد نادر، ومعاون شؤون الطلبة الاستاذ صبحي محمد سلمان والمعاون الفني الاستاذ ستار ناجي. وذو الفقار خليل واخرين لا تحضرني اسماءهم الان..!

 

            ما يهمنا الان، هو مهرجان القبانجي..! ففي صباح يوم السادس والعشرين من نيسان، غادرتُ المعهد متوجها الى وزارة الثقافة، على امل ان التقي هناك مع المدير العام، ثم يجتمع بنا السيد الوزير حسب الموعد المقرر مسبقا.

 

       لم يتسنى للمدير العام الحضور لاجتماع الوزير..! فقابلت السيد الوزير عند الحادية عشر صباحا. دار حديث مسهب عن فوزي بجائزة الماستربيس، وعن مشاريع اليونسكو التي كلفتني بها المنظمة وغيرها من امور اخرى، ثم اخبرني السيد الوزير بان الوزارة ستقيم لي احتفالا كبيرا بمناسبة هذا الفوز، واخيرا وقبل ان ينتهي اللقاء، رجوت السيد الوزير ان يعيد الحياة الى مقترحي القديم الجديد مهرجان محمد القبانجي الذي اجهض لعدة سنوات مضت، ومقترحا ان يكون موعده في السابع من تشرين الثاني من هذا العام، ويستمر نفس الموعد سنويا، وهو يوم اعلان الامم المتحدة/ اليونسكو من باريس خبر فوز العراق بجائزة الماستربيس، في السابع من تشرين الثاني 7/11/2003 . ليبقى هذا اليوم تاريخا يتذكره كل المقاميين وكل الاجيال اللاحقة..! وافق السيد الوزير على مقترحي هذا، طالبا مني تقريرا مفصلا لهذا الموضوع. وقد دامت مقابلتي معه (45 دقيقة).

 

         جاء هذا الوقت عندما اقام السيد الوزير احتفالا لوزارة الثقافة بمناسبة فوز العراق وفوزي بجائزة الماستر بيس العالمية يوم الرابع والعشرين من حزيران 24/6/2004 . في بهو دائرة الفنون الموسيقية، بموقعها الكائن عند نهاية فرع السفارة البريطانية بشارع حيفا المطلة على نهر دجلة الخالد..

 

       في هذه الاحتفالية التي حضرها السيد حميد موسى الامين العام للحزب الشيوعي العراقي، والسيد الوزير مفيد الجزائري وجمع آخر من المسؤولين والسفراء، اضافة الى حضور الفنانة المخضرمة عفيفة اسكندر، وجمهور غفير من محبي الغناء والموسيقى، مع الكثير من وسائل الاعلام السمعية والمرئية والصحفية التي غطت هذه الامسية..

 

        ولعل قناة الشرقية الوحيدة التي انفردت بين القنوات التلفزيونية الفضائية الاخرى بعرض هذه الامسية بصورة شبه كاملة..! وهي تكرر ذلك حتى اليوم. وبعد الكلمات التي القيت بالمناسبة، وقبل ان ابدا فقرتي الغنائية وانا جالس بين زملائي الموسيقيين. تكلمت من خلال المايكروفون مستغلا هذه المناسبة وسط سمع جميع من حضر من المسؤولين والجمهور والقنوات الفضائية تصور وتسجل ذلك، فضلا عن وجود الصحافة. موجها كلامي الى السيد وزير الثقافة مفيد الجزائري، مقترحا عليه اقامة الدورة الاولى لمهرجان محمد القبانجي الدولي الذي طال انتظاره، بعد الاخفاق المستمر لجميع محاولاتنا السابقة..

 

         ما ان اكملتُ حديثي وسط تصفيق الجمهور الذي ايد وتعاطف مع اقتراحي هذا، حتى قام السيد الوزير من مكانه وتوجه الى مسرح الامسية هامسا في اذني (انني لست موافقا فقط..! وانما متحمس لهذا الاقتراح اكثر من الجميع..! فارجو ان تكتب لي مذكرة بهذا المقترح وجئني بها الى الوزارة..!)..

 

       في هذه الاثناء شعرت بالارتياح وجدية الموضوع، بعد ان اعلنتُ ذلك على مسمع الوزير والجمهور والقنوات الفضائية والصحافة. ومن ثم تاييد وموافقة الوزير والجمهور معا. وامسى الموضوع برمته، مسؤولية معلنة ومعروفة للجميع. ثم اكملت الامسية بفقرة غنائية جميلة برفقة فرقتي الموسيقية الخاصة. وهم كل من رئيس الفرقة عازف العود علي الامام وعازف الجوزة داخل احمد وعازف القانون علاء السماوي وعازف السنطور هندرين حكمت وعازف الكمان رافد عبد اللطيف العبيدي والايقاعات، الطبلة والطبل والنقارة والرق والمزهر والخشبة، فضلا عن عزف الزرنة والمطبك، بقيادة سامي عبد الاحد ومعية كل من عبد الكريم هربود وعلي اسماعيل جاسم وابنيهما. ومازالت قناة الشرقية الغراء تعرض هذه الامسية للجماهير من قناتها الفضائية بين الحين والاخر..

 

       بعد ايام من امسية 24/6/2004 ، وتحديدا صباح يوم الخميس الاول من تموز 1/7/2004 اصطحبت اخي وصديقي العتيد قصي الطائي صاحب معمل اختام قصي الكائن عند راس شارع المتنبئ، الى دائرة الفنون الموسيقية من اجل الاستعداد مبدئيا لعمل باجات ودروع لمهرجان محمد القبانجي المزمع عقده خلال هذا العام. اذا ما اقيم المهرجان فعلا، وقابلنا السيد بيرج كيراكوسيان المدير العام للدائرة في هذا الصدد، وتم الاتفاق بشكل اولي حول هذا الموضوع.. 

 

       في الثالث عشر من تموز الجاري 13-7 ، مررت على اخي موفق عبد الهادي البياتي، وذهبنا معا الى دائرة الفنون الموسيقية، حيث كان اجتماع المدير العام مع مدراء الاقسام في الدائرة، وخلال الاجتماع قدمت المذكرة المعنونة الى السيد وزير الثقافة مفيد الجزائري بخصوص مقترحي لمهرجان القبانجي، الى السيد المدير العام، لانني كتبتها عن طريقه، راجيا منه ايصالها الى السيد الوزير، مستغلا تحمسه وموافقته المبدئية على اقامة هذا المشروع الفني والثقافي، مشروع مهرجان محمد القبانجي، وقد وقعتها بصفتي الفنية (مطرب المقام العراقي) ولم اوقعها باعتباري مديرا للمعهد..! والمذكرة طي هذه الحلقة.

 

       في السابع عشر من تموز 17-7 ، التقيت بالمدير العام، وتحدثنا في شأن جمع اسماء للهيئة التحضيرية للمهرجان. وقدمت له بعض الاسماء ، وهي

المدير العام رئيسا وعضوية كل من الاساتذة

حبيب ظاهر العباس

حسين الاعظمي

د. هيثم شعوبي

موفق عبد الهادي

عباس جميل

منذر جميل حافظ

سعدي حميد السعدي

علي الامام .

 

(نهاية الجزء الثاني)

ولنا عودة اخرى الى الجزء الثالث ان شاء الله

 

وللذكرى أثر عميق

 

اضغط على الرابط

مقام الحسيني

https://www.youtube.com/watch?v=BjZ5FtgGPug

 

مقام القطر محمد القبانجي

https://www.youtube.com/watch?v=5fraRT5m1gY

 

هوامش

  - هامش1 . بيرج كيراكوسيان: صديق قديم لي منذ السبعينات، حين عملنا سوية في دائرة الفنون الموسيقية تحت ادارة مؤسس الدائرة الموسيقار منير بشير، هو شغل ادارة الفرقة السمفونية الوطنية العراقية، وانا شغلت ادارة فرقة التراث الموسيقي العراقي في نفس الفترة تقريبا ، وفي مطلع الثمانينات اتهم بقضية ما، وعلى اثرها سجن لفترة دامت ستة عشرة سنة، حيث خرج من سجنه بقرار الرئيس الراحل صدام حسين باخراج جميع السجناء، وذلك عام 2001 و2002 ..! بعد الاحتلال استلم ادارة دائرة الفنون الموسيقية في عهد السيد مفيد الجزائري وزيرا للثقافة، وبقي لسنوات حتى توفي في حزيران 2009 بالعاصمة الارمينية بريفان. عن عمر ناهز الثمانية والستين عاما – الكاتب –

2 - هامش2 : موفق عبد الهادي البياتي: استلم ادارة معهد الدراسات الموسيقية مرتين، مرة قبلي وكانت ادارته وكالة. والاخرى بعدي وكانت اصالة.

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.