اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (300)- مكانة المؤدي في الاداء

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (300)

 

مكانة المؤدي في الاداء

      ثمة حقيقتان واضحتان تبينان مكانة المؤدي في الغناء المقامي، أما الاولى فقد بحثت فيما تقدم وهي التركيز على الطريقة والشكل والمضمون، التي تجسدت في اداء القبانجي وبعض من نحى منحاه التجديدي مثل حسن خيوكة ويوسف عمر وناظم الغزالي ونجم الشيخلي وآخرون غيرهم. واما الثانية فيمكن القول انها كانت ذات تأثير مباشر على تاريخ الاداء المقامي، وتشمل هذه الثانية على الاختلاف في النظرة الى ما كان يعرف على وجه التحديد بالمعنى الجمالي للاداء. ولم تكن هذه مغايرة لمسألة(الفن الجمالي للاداء المثالي)، التي أثارها القبانجي ومن تبعه في هذا المنحى. غير ان المسألة لم تكن هنا مسألة تأكيد او انكار للمسؤولية الجمالية للاداء المقامي نحو الجمهور السامع، وانما كانت تحديداً لطبيعة تلك المسؤولية بشكل واضح.

 

      ان هذا الحديث يذكرنا بالمؤدية الرائعة مائدة نزهت التي أشتهرت بأغانيها الجميلة ذات الروح البغدادية، التي كانت تضفي عليها شكلاً جمالياً جذاباً، وكانت اجمل اغانيها قد ادتها في العقد الخمسيني والعقد الستيني من القرن العشرين، وقد ساهمت مائدة نزهت في أغانيها وفنها في معالجة الموضوع الجمالي للاداء البغدادي من خلال الاغنية البغدادية الملحنة بشكل يثير الاعجاب.

 

      اما تجربتها الاخيرة التي بدأتها في النصف الاول من العقد السبعيني حتى النصف الثاني من العقد الثمانيني في اداء المقامات العراقية، فقد كانت ناجحة بحق، أضافت فيها الكثير للاداء المقامي البغدادي النسوي. ورغم نجاح مائدة في المقامات العراقية التي غنتها، الا انها كما يبدو كانت شهرتها في مجال الاغنية طاغية بحيث اثرت كثيراً على استمرارها في مجال اداء المقامات العراقية فلم ينتبه اليها بسبب ذلك جمهور كافٍ، شأنها في ذلك شأن سليمة مراد، مع ان مائدة غنت مقامات عراقية أكثر عدداً وأدق اداءاً وأصولا…!!

 

عاصرتُ السيدة مائدة نزهت فنياً لزمن قارب الخمسة عشر عاما، كنا فيها ننتمي الى فرقة التراث الموسيقي العراقيالتي أسسها الفنان الكبير منير بشير مطلع سبعينات القرن العشرين رسمياً. هذه الفرقة التي قدِّر لاعضائها ومن خلالها ان يتجولوا في بلدان كثيرة من العالم بما كانت تشارك به في ارقى المهرجانات والمؤتمرات الدولية والفنية الموسيقية التي اقيمت في شتى انحاء العالم وعلى وجه الخصوص دول اوروبا الغربية.

 

لا أعتقد ان المؤدية مائدة نزهت كانت تفكر في يوم ما ان تكون مؤدية  للمقام العراقي..! ولكن الحاجة دعتْ الى ذلك بعد انضمامها الى فرقة التراث الموسيقي العراقي، ولعبت المصادفةدوراً بأن اكون معها في فرقة واحدة ولقاؤنا المستمر من خلال دوام الفرقة اليومي كموظفين فيها طيلة أكثر من اربعة عشر عاما، عمل وسفر وتجربة حية خالصة تجسدت بالمشاركات الدولية، عكفتُ خلالها على تعليمها بعض المقامات العراقية الفرعية التي غنتها في وسائل الاعلام وكذلك في المسارح العالمية خلال تجوالاتنا المستمرة زمذاك، وبقينا على هذا الحال الى ما بعد اواسط الثمانينيات ولحين اضمحلال الفرقة ومن ثم اعتزال الفنانة مائدة نزهت وابتعادها عن الفن بشكل نهائي..! ولذلك فأن هذه السيدة تعد واحدة من اللواتي غنين المقام العراقي بدقة وحسب الاصول التقليدية للمسارات اللحنية التراثية، ولكن باسلوب وتعبير عصري فذ ساعدها على ذلك تجربتها الكبيرة في الغناء عامة، وما زال مقاما الحويزاوي واللامي الذي ادتهما بالقصيدة ادناه للشاعر الامام سعيد البوسعيدي من أروع المقامات العراقية المؤداة وهذا مطلع القصيدة.

(يامن هواه اعزه واذلني / كيف السبيل الى وصالك دلني)

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

مائدة نزهت مقام اللامي

https://www.youtube.com/watch?v=BQJxnuUuNow

 

مائدة نزهت مقام الشرقي رست

https://www.youtube.com/watch?v=N_UzsHpV4Mg

 

من فلم دكتور حسن

https://www.youtube.com/watch?v=DmYpv3zeiro

  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.