اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (314)- شيء عن المقام العراقي/ جزء3

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (314)

 

شيء عن المقــام العـــراقي/ جزء3

على الاجمال، يمكن اختصار القول بأن تجربة الغناء المقامي في حقبة التحول، قد حققت انجازات فنية لعبت دورا في دعم الفن المقامي في التواصل التاريخي وتنميته فيما بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين. فقد تحرر الغناء المقامي العراقي في هذه الحقبة بصورة تدريجية من المذهب الكلاسيكي، وقطع المغنون المقاميون المبدعون شوطا في الاتجاه الرومانسي..! من خــلالتسجيلاتهم المقامية، كما طرأ تغيّر واضح ايضا باللغة الادائية بعد هذه التسجيلات المقامية، اذ اتجهت إلى آفاق اوسع من ذي قبل، حيث لم يكن متسع لهذه الآفاق، ولكن القندرجيين والاسبق منهم حققوا بواسطة مقدرتهم على ان يوقظوا بغنائهم المقامي الرغبة في الاستماع المستمر للمقام العراقي، وهكذا يسهم الجميع بما فيهم القبانجيون في عملية التواصل الجمالي والذوقي والتاريخي بين قرنين من التاريخ الغناسيقي العراقي..!

 

      ترتبط مراحل تطور الغناء المقامي وتأسيس الطرق الغنائية المقامية في القرن العشرين، ارتباطا وثيقا بالسير العام للتطور التاريخي والوطني للعراق. فقد كان للاحداث الوطنية والقومية والدولية تأثيرها الكبير، ليس على الغناسيقى والمقام العراقي فحسب، بل على الحياة برمتها..! فكان ان مسَّت هذه التأثيرات الغناء المقامي العراقي ومذاهبه  الجمالية والذوقية والتاريخية. فالعراق الذي بدأ منذ السنوات الاولى للقرن العشرين ينخرط أكثر فأكثر وبالتدريج في دائرة الحياة الدولية العامة، محاولا ان يعيد لنفسه مكانته الخاصة في التاريخ الحضاري بين الشعوب المختلفة، فهو لم يستطع ان يبقى في منأى عن تيار الاحداث والتاريخ الدولي رغم مرور سبعة قرون من ظلام – الفترة المظلمة – وقد كان لاحداث الحرب العالمية الاولى(1914-1918) اثرها البالغ على الوعي والواقع الاجتماعي في العراق الذي شمل مرافق الحياة واخصها الغناء والموسيقى..! اضافة إلى ذلك فقد كان لاحداث ثورة العشرين(1920) تاثيرا ايجابيا مباشرا على الشعور الوطني العام والوعي الثقافي وبالذات بين فئات الشعب الواعية والممثلة بالطبقة المثقفة من المجتمع.

 

من ناحية اخرى فقد كان الوضع الاقتصادي والسياسي المضطرب الذي كان يسود العلاقة بين ابناء الشعب والمستعمرين الانكليز الجدد. والذي اخذ بالتفاقم، سببا في ازدياد اضطرابات الشعب بعد نهاية الحرب العالمية الاولى، ازديادا لم يسبق له مثيل، واصبح التناقض شديدا للغاية بين الشعب العراقي والانكليز الحاكمين مما اسفر ذلك عن حدوث أول ثورة في العراق الحديث عام 1920 ضد المستعمر الانكليزي، وهكذا برزت في العراق من جراء هذه الظروف تغيرات وتطورات عديدة، فظهر نشاط الاحزاب والافكار والتكتلات الدينية والدنيوية ونشطت حركات التحرر والدعوة إلى الاستقلال.التي تزعمها خيرة شباب الوطن التي كان مناهم اهدافها طرد المستعمرين وحكم العراق من قبل ابنائه. وتأسست الدولة العراقية والجيش العراقي واقيم الحكم الملكي لاول مرة. وقد كان لهذه الاتجاهات الوطنية انعكاساتها في فن المقاميين العراقيين الذي جاء تعبيرا فنيا وثقافيا عن هذه الاتجاهات، كما شارك الكثير من فناني المقام العراقي مشاركة فعلية في الحركة التطورية المقامية.وهكذا نرى ان الجانب الغناسيقي والمقامي على وجه التخصيص قد ارتبط بمراحل هذه التطورات في هذه الحقبة من التحولات بشتى مجالات الحياة. ففي النصف الاول من القرن العشرين تأسست طريقتان مهمتان في تاريخ الغناء المقامي.الطريقة القندرجية والطريقة القبانجية..!وكل منهما مثلت تيارا واتجاها جماليا وذوقيا وفنيا وثقافيا.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

حمزة السعداوي مقام الهمايون

https://www.youtube.com/watch?v=fBCCHmrqLpk

 

فرقة انغام الرافدين

https://www.youtube.com/watch?v=EEhDN-drcPk

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.