اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (326)- موقعُ العراق الثقافي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 يوميات حسين الاعظمي (326)

 

موقعُ العراق الثقافي

       ليس من باب المصادفة أن نشأَ هذا الإتجاه الفكري والجمالي والذوقي الجديد خلال القرن العشرين في الغناسيقى العراقية عموماً والغناء المقامي على وجه الخصوص، وكان لابد لهذه السمات الثقافية التطورية في العراق أن تظهر بمستوى فني تتجاوز فيه مراحلها الثقافية السابقة، والسبب في ذلك هو أن العراق أصبح منذ هذه الحقبة مرَّة اخرى، الأَرض النموذج للتطور الثقافي عموماً وفي الفن الغناسيقي خصوصاً بالنسبة لأكثرية المثقفين في البلاد العربية..! وإن كان ذلك بطبيعة الحال بمعنى مختلف عمَّا هو عليه الحال في كل قطر من الأقطار العربية نسبة للظروف الخاصة بكل قطر في القرن العشرين. والآن وفي أعين مثقفي البلاد العربية، يبدو العراق المثل الكلاسيكي والمثل الحديث والمعاصر للتطور الثقافي بصورة عامة رغم ظروف هذا البلد غير الطبيعية..! إذ كان واقع أن العراق قد مرَّ بظروف عصيبة في القرن العشرين، ورغم ذلك مرَّ هذا البلد بتطور متصاعد إستمر بصورة أكثر حدوثاً إستناداً الى تطور العامل الاقتصادي الذي ساعد على تطور نواحي أُخرى مهمة بصورة عامة. حيث ظهر العراق بمظهر المثل النموذج للتطور بأَسلوبه الإبداعي الجديد في التفسير الثقافي وبكل المجالات، وبذلك يكون العراق قد قدم نفسه على نحو أكيد بوصفه مثلا يُحتذى به من قبل كل البلدان النامية في العالم الثالث ومثلا آخر للمثقفين العرب..!

 

      على أَيّةِ حال، فقد تحمـَّل فنانون مقاميون مخلصون ممن كانوا يواكبون حياتهم المعاصرة في تقدمها الثقافي وتحولاتها الجمالية في العراق، مثل المطرب التأملي حسن خيوكة والمطرب الواقعي يوسف عمر والمطرب الحضاري ناظم الغزالي والمطرب التقني عبدالرحمن العزاوي والمطرب الصوفي جميل الاعظمي والمطرب الأُصولي عبدالهادي البياتي والمطربة الشعبية زهور حسين(1924 – 1964م) والمطربة الفنية مائدة نزهت (1937 -.......) والمطربة التقليدية سلطانة يوسف (1910 – 1995م) وغيرهم، على أن يعتبروا هذه التحولات الثقافية في الفن والحياة برمتها المثل الأعلى لأي مفهوم تطوري نحو الثقافة الفنية في طرق وأساليب الغناء المقامي، وكذلك فقد أيقظت هذه التحولات الثقافية  الشعورَ نحو زيادة الهمَّة لإنجاز أعمال ونتاجات فنية  تحسـب لهم في حقبتهم على الأَقل وربما الحقب التالية.

 

       إن الاستقرار النسبي في التطور الثقافي في العراق خلال حقبة إنتصاف القرن العشرين بالمقارنة مع إستقرار بقية بلداننا العربية، مكـَّن من تحويل هذا الحس المستيقظ حديثاً، تحويلاً فنياً الى صورة ملحمية ودرامية وموضوعية واسعة، وتزداد هذه الموضوعية ظهوراً باتجاه المغنين المقاميين الذين ظهروا بعد أستاذهم محمد القبانجي الذين إستفادوا من إشعاعات طريقته الغنائية الفذة امثال المغنين يوسف عمر وناظم الغزالي وعبدالرحمن العزاوي وعبدالرحمن خضر (1925 – 1984م) وحمزة السعداوي (1928 – 1995م) وعبد الجبار العباسي (1937 -......) وعبدالقادر النجار وغيرهم. فهؤلاء المغنين المبدعين مع أُستاذهم المخضرم محمد القبانجي الرجل المؤسس لهذه التَّطَلُّعات الإبداعية، كانوا يتــَّقدون حماسة لهذه التطورات الثقافية والجمالية في الفن والغناء المقامي، وهكذا إستمر التطور الثقافي في القرن العشرين وذابت في العراق المعاصر الكثير من تخلفات الرؤية في الفكر والجمال والذوق، حيث إضمحلت في العقود الأخيرة من هذا القرن، وبعد فترة طويلة من الظروف الإقتصادية الصعبة التي تحسَّنت هي الأُخرى بصورة تدريجية مستمرة.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

صبحي البربوتي مقام النوى

https://www.youtube.com/watch?v=1g2jA9RwwfI

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.