اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (325)- شيء عن الطريقة القبانجية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (325)

شيء عن الطريقة القبانجية

 

       على الرغم من أنَّ النصف الاول من القرن العشرين فيه الكثير من التحولات والتغيرات على كل الاصعدة..! عليه فان هذه الحقبة تعتبر منعطفاً جديداً بكل مقاييس الحياة، التي أفرزت لنا منعطفاً ضمنياً آخر في الغناء المقامي بأصوات مؤدي هذه الحقبة، وبالأخص محمد القبانجي وطريقته الجديدة في الغناء، هذه الطريقة يمكن أن نعتبرها إمتداداً مباشراً للغناء المقامي للقرن التاسع عشر، حيث تكشف لنا طريقة القبانجي هذه بصورة تحليلية واستنتاجية عن حالة الغناء المقامي ومؤديه في القرن التاسع عشر، هذه الحالة الأدائية التي يمكن أن نعتبرها إجمالاً، ليست عميقة جداً من الناحية الإبداعية، وليست عميقة ايضاً من حيث المعرفة الواسعة والدراسة المفصلة للناحية الفنية، في حين يمكننا أن نقول بثقة تامة أن الطريقة القبانجية بالمقارنة مع ما أنتجه القرن التاسع عشر رغم وجود مغنين كبار فيه، ترمز الى شىء جديد كلياً..!

 

      إن الطريقة القبانجية في الغناء المقامي قد أثـَّرت في كل جانب من فنوننا الغناسيقية وفي كل جانب من جوانب عصرها، وقد تبلورت قدرات المغنين حتى المبدعين منهم خلال القرن العشرين تحت تأثير هذه الطريقة الغنائية التي عملت على توضيح الكثير من الجوانب الفنية الأدائية التي كانت سابقاً شبه غامضة..!-كوضوح الكلمة المغناة، وتوضيح الجمل الأدائية المفيدة داخل المقام المغنى، وتقوية البناء اللحني وتماسك علاقات العناصر المكونة للمقام العراقي بأُصوله التاريخية وقواعده التقليدية الشكلية(forms)(هامش1) ومن ثم تطور الطابع الدرامي لفن الغناء والدور الجديد والمهم في تقوية وتفاعل هذا الغناء بالمتلقي الذي هو حصيلة العمل الفني بأجمعه- وغيرها من الميـِّزات التي كانت قد بقيت حتى هذه الحقبة شبه مفقودة ومجهولة رغم وجود مغنين كبار سبقوا القبانجي في الظهور مثل أحمد الزيدان مؤسس (الطريقة الزيدانية) وخليل رباز وحمد بن جاسم أبي حميد ورشيد القندرجي مؤسس (الطريقة القندرجية) وآخرين. ويمكننا أن نستمع الى أحد المقامات العراقية التي سجَّلها القبانجي بصوته في هذه الحقبة وهو مقام الأفشار(سلَّـمه سيكاه هزام) وإحدى قصائد أبي نؤاس، إذ تتجسَّد قيمة الخامة الصوتية للقبانجي في هذا المقام بصورة يمكن أن نطلقَ عليها إنها خامة صوتية من المعجزات..! عجيبة في نظافتها ودقة أدائها ومساحتها الصوتية الواسعة..!

 

(لاتبكِ ليلى ولا تطرَبْ الى هــــند / واشرب على الورد من حمراءَ كالورد)

(صفراء اذا إنحدرت في حلق شـاربها / أفدته حمرتها في العــــين والخد)

(فالخمر ياقوتةٌ والكـــــأس لؤلؤةٌ / من كفِّ جاريةٍ ممـــــشوقة القد)

(تُسقيكَ من يدها خمراً ومن فمها خمراً / فمالك من ســـــــكرين من بد)

(لي نشوتان وللندمان واحــــــدة / شيء خصصت به من قبلهم وحــدي)

 

      يمكن الإنتباه الى الجوانب الفنية التي أنجزها القبانجي في مقاماته العراقية وطريقته التي أفرزت هذه السمات الجديدة التي أدخلها في الغناء المقامي. سمات وثيقة الصلة بالسمات السابقة على أن تحوّلها الثقافي التطوري كان منعطفاً حقيقياً.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

سامي عليوي مقام المنصوري

https://www.youtube.com/watch?v=sAccU3btCjY

 

هوامش

1 – هامش1: الفورم (Form) : علم الاشكال – بالنسبة لموضوعنا علم الاشكال الموسيقية.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.