كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (383)- نصيف جاسم محمد

تقييم المستخدم:

/ 0

المجموعة: حسين الاعظمي

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 28 أيلول/سبتمبر 2020 10:53

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 1939

حسين الاعظمي

يوميات حسين الاعظمي (383)

نصيف جاسم محمد

في مطلع سبعينات القرن العشرين استقبل زقاقنا في حي السفينة من الاعظمية، جار جديد جاء من حي الشيوخ الواقع في الضفة المقابلة لحي السفينة، اي الجهة المقابلة لجامع الامام الاعظم ابا حنيفة النعمان ابن ثابت الكوفي رضي الله عنه. ومن هنا تعرفتُ على اخي وصديقي العزيز نصيف جاسم محمد العبيدي، ابن هذه العائلة الجديدة وهذا الجار الجديد المعروفة عائلته واهله بـ بيت المزاينة- في الاعظمية. المهم في الامر ان علاقتي بأخي نصيف قد توطدت وتطورت كثيرا في وقت قصير، واصبحنا لايبعد احدنا عن الاخر..! لقاءاتنا وتجوالاتنا ومشترياتنا ولهونا وغير ذلك كلها مشتركة ومتشابهة.

يتمتع اخي نصيف جاسم محمد بروح وطنية وقومية رائعة، وباخلاق رفيعة وثقافة عامة جيدة جداً..! شجاع وعنيد جدا في قول الحق، حيث امتاز بصراحته دون مداهنة او مناورة.

انهى اخي نصيف جاسم محمد دراسته الاعدادية ثم معهد النفط، ليتم تعيينه في دائرةنفطية لا اتذكر اسمها بالضبط..! وبعد حين تم نقله الى مدينة البصرة اقصى جنوب العراق. وفي يوم زفافي الموافق 25/10/1979. الخميس، كان اخي نصيف قد انجز لي حجز الفندق وكل ترتيبات اقامتي وزوجتي في البصرة واستقبلني في محطة قطار البصرة، حيث استمرت اقامتي كشهر عسل لثمانية ايام تقريبا التي كان فيها دائم الاتصال بي للاطلاع على احتياجاتي.

نصيف جاسم محمد العبيدي من مواليد 1954. وكان يوم 17/8/1981 يوم زفافه، وقد زفه أخي الغالي غسان خضر الزنكين الجبوري بسيارته المارسدس البيضاء، وكنت معه وقريبا منه في هذه الزفة.

خلال عام من زواج أخي نصيف، رزق بابنته البكر –نبأ- ولكنه لم يهنأ بزواجه وابنته..! حيث تم أسره في الحرب الايرانية العراقية عام 1982. خلال إحدى المعارك الضارية. ومكث في ايران أسيراًحسيراً لزمن تجاوز الستة عشرة عاما..! ثم عاد من الاسر أواخر عام 1998. وخلال كل هذا الزمن من السنين، تغيَّـرت امور كثيرة ومظاهر اخرى، حيث عاد وابنته في مقتبل عمرها الشبابي تنتظر عودته مع والدتها الوفية. فضلاً عن تغيُّـرات الامور الاجتماعية الاخرىفي وجهات النظر للامور المستحدثة بعد الحرب الطاحنة التي استمرت ثمان سنوات شاملة..! تغيُّـرات إجتاحت المجتمع العراقيمن الناحيتين الدينية والدنيوية..! الامر الذي غيَّر الكثير من شكل العلاقة التي كانت تربطنا، لتبدأ مرحلة جديدة من العلاقة بيننا غلب عليها الفتور والتباعد نسبياً ولم نعد نلتقي كالسابق يومياً او شبه ذلك..! ولكنني وبالرغم من كل هذه الظروف التي أوجدت بيننا هذا الفتور، لم ولن أنسى أخي وصديقي العزيز نصيف جاسم محمد، فقد ظلتْ اتصالاتنا رغم انها قليلة ومتباعدة. وبعد مغادرتي بلدي الحبيب العراق الى المملكة الاردنية الهاشمية عام 2005 والاستقرار فيها حتى اليوم، انجزتُإصدار مجموعة من كتبي المخطوطة، وعلى الاخص مسلسل الكتب التي مثلت –موسوعة المقام العراقي- من الالف الى الياء..! ومن هذه الكتب الصادرة، كتابي الموسوم بـ (المقام العراقي بين طريقتين) الذي أهديته الى أخي نصيف أبي نبأ في الصفحة المخصصة للاهداء. إمعانا في إعتزازي به واحتراما للذكرى التي جمعتنا على المحبة والتقدير.

كان أخي نصيف محبَّـاً للموسيقى والمقام العراقي، ومشجعا لي على الدوام، وكان غالبا معي عند ذهابي الى حفلات المتحف البغدادي الذي شهد بدايتي الفنية. وفي مرة من المرات أهداني صورته الشخصية مدوِّنا خلفها بعض كلمات الاهداء.

(اهدي صورتي الى الاخ العزيز حسين لتبقى ذكرى الايام الجميلة التي قضيناها معاً. نصيف جاسم الاعظمي في 26/2/1973. الاثنين).

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

اضغط على الرابط

حسين الاعظمي / مقام الحجاز ديوان الذي كان اخي نصيف يحب سماعه دائماً.

https://www.youtube.com/watch?v=sjdrJVCPTo4

https://www.youtube.com/watch?v=m_KIrclS8qA